محتويات
تدمر
تحمل مدينة تدمر السورية لقب عروس الصحراء، وهي واحدة من المدن التابعة إداريًّا لمحافظةِ حمص، وتفصل بين تدمر والعاصمة السورية مسافةً تصل إلى 215 كيلومترًا نحو الشمال الشرقي، أما من الجهة الجنوبية الغربية فإنها تُطل على نهر الفرات[١]، ومن المتعارف عليه أن المدينة تستحوذ على رقعة جغرافية في قلبِ بادية الشام الممتدة في الأجزاء الشرقية من سوريا، ويمكن القول بأنها واحة نظرًا لإحاطتها بأشجار النخيل، وتشتهر المنطقة بإنتاج ثمار التمر من أكثر من 20 نوعًا منه، كما تحيط بها سلسلتان جبليتان هما؛ هضبة الحلب من الناحية الشمالية، بينما تحدها من الناحية الجنوبية الغربية سلسلة الجبال التدمرية الجنوبية، وتقف تدمر وجهًا لوجه مع بقية مساحات البادية السورية من الجهة الجنوبية والشرقية، ويتخلل أراضيها مجرًى مائي صغير يبدأ بالتدفق من أعالي التلال الغربية في المنطقة.[٢]
ترتفع مدينة تدمر عن مستوى سطح البحر بنحو 400 متر فقط، وتتموضع فوق معبر جبلي يتربع فوق قمة جبل المنطار في سلسلة جبال تدمر، ويُذكر بأنها كانت قديمًا بحكم موقعها الجغرافي استراحة تنزل وتحط بها القوافل التجارية العابرة لطريق الحرير بين روما والصين، وفيما يتعلق بالتعداد السكاني؛ فإن إحصائيات التعداد السكاني لعام 2004م قد أشارت إلى بلوغ عدد سكان تدمر نحو 76 ألف و942 نسمة، ويشمل ذلك العدد سكان القرى والبلدات التي تحدها، ويُذكر بأنها مركز محافظة حمص.[٣]
السياحة في تدمر
ساهم التاريخ العريق الذي تتمتع به مدينة تدمر السورية في جعلها منطقة سياحية بالغة الأهمية؛ إذ تمكنت من دخول لائحة التراث العالمي لليونيسكو مؤخرًا باعتبارها واحدة من أقدم المدن التاريخية في العالم، ومن أبرز معالم السياحة في تدمر[٣]:
- معبد الإله بل، وهو مبنى تاريخي يطغى عليه الطابع الديني، يرجع تاريخ تأسيسه إلى القرن الأول الميلادي، وجاء لتقديس أحد الآلهة البابليين الآكاديين.
- معبد ونبو وبعلشمين، أقيمت هذه المعابد كقداس لآلهة الحضارة القائمة في منطقة ما بين النهرين، ويرمز به إلى الحكمة والنبوءة، يتوافد السياح لمشاهدة المذبح والأعمدة وغيرها.
- قوس النصر، معلم تاريخي وسياحي مؤلف من ثلاثة مداخل يعتليها قوس مزركش بالنقوش الهندسية والنباتية، ويعود سبب التسمية إلى نبوخذ نصر.
- مجلس الشيوخ والمدافن البرجية.
- المتحف، وهو متحف حديث النشأة يحتضن العديد من المعالم الأثرية التي يزيد عمرها عن ثلاثين قرنًا على الأقل، كما يستعرض بين أسواره مجموعة من أقدم النقوش التدمرية العائدة إلى سنة 44 قبل الميلاد، بينما تعد الآثار والنقوش الأحدث التي جاءت من عام 274 للميلاد.
- ساحة إورا، تضم عددًا من الشوارع والمسارح والمعابد المشابهة لروما من حيث التصميم الهندسي.
- الأبراج والمدافن المؤلفة من عدة طبقات.
- شارع الأعمدة، يتجاوز طول هذا الشارع الأثري أكثر من 1.2 كيلو متر مربع، ويصل كل من يمتطيه إلى قوس النصر ومعبد نابو بالإضافة إلى المسرح.
- المقابر الملكية، ويطلق عليها اسم المقابر البرجية أيضًا، وتعد من أكثر المدافن قدمًا في التاريخ، إذ يرجع تاريخ وجودها إلى العصر الهيلينستي.
- متحف الفلكلور، متحف شُيِّد في العصر الحديث لاستعراض الفنون والمكتشفات والآثار وكل ما يروي تاريخ المنطقة والأحداث التي عاشتها خلال الفترة المنصرمة، كما يستعرض الأدوات والمومياوات والمنحوتات والتماثيل وغيرها.
تاريخ تدمر
يقترن ذكر مدينة تدمر مع مملكة تدمر التاريخية، إذ اتخذت الأخيرة منها عاصمةً لها، ولذلك فإنها في الوقت الحالي منطقة تعج بالآثار والمعالم التاريخية القديمة، وتشير المعلومات إلى أن مدينة تدمر قد نشأت في غضونِ القرن الثالث الميلادي، وقد ساهم موقعها الجغرافي بجعلها محط اهتمام ومطامع الأعداء ومن بينهم النفوذ الروماني، وما زاد من روعتها في عيون الأعداء أنها واحدة من أقوى وأشد وأثرى الممالك في تلك الفترة؛ وتحديدًا في الفترة التي خضعت بها المنطقة لحكم الملكة زنوبيا، وقد تمكنت بفضل قوتها وجبروتها من الحفاظ على المدينة ومكانتها، ويطغى على التصميم العمراني ويتأثر بالروماني والإغريقي.
أما فيما يتعلق بتسمية مدينة تدمر فيعود ذلك إلى فترة الحكم البابلي، إذ عُثِر على ذكرٍ لها في المخطوطات الخاصة بمملكة ماري السورية، ويشار بتسمية تدمر إلى البلد الذي لا يقهر، وفي الواقع قد كانت اسمًا على مسمى؛ فقد صَعُبَ على الطامعين النيل منها، وقد حملت المدينة عدة ألقاب، ومنها عروس الصحراء ولؤلؤة الصحراء وعروس البادية أيضًا.[١]
المراجع
- ^ أ ب "مدينة تدمر السياحية"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعرف على مدينة تدمر"، المجلة السياحية العربية، 27-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تدمر.. مدينة زنوبيا التي سيطر عليها البغدادي"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.