محتويات
موقع أبو ظبي
تتخذ دولة الإمارات العربية المتحدة من أبو ظبي عاصمةً لها، وتعدُّ الإمارة الأكبر بين الإمارات السبع مساحةً؛ إذ تمتدُّ لنحو 67.340 كيلو متر مربع، كما أنّها الإمارة صاحبة الخط الساحلي الأكبر؛ إذ يبدأ من الشمال حيث إمارة دبي وصولًا إلى الغرب حيث دولة قطر، وتشير المعلومات إلى أنّها قد عاشت بمرحلة من التطور العظيم في غضون الأربعين سنة الماضية نظرًا لوجود كميات كبيرة من آبار النفط والغاز الطبيعي[١]، وتقع إمارة أبو ظبي فوق سواحل الدولة المطلة على الخليج العربي، وتشترك بحدودٍ مع دولة سلطنة عُمان من الجهة الشرقية، كما تحدّها من الجهتين الجنوبية والغربية المملكة العربية السعودية، بينما تأتي حدودها مع دبي من الجهة الشمالية الشرقية، وتنقسم المنطقة إداريًا إلى ثلاثة مناطق أساسية هي منطقة أبو ظبي ومنطقة العين ومنطقة الظفرة أيضًا[١].
تاريخ أبو ظبي
تُشير المعلومات إلى أنّ التاريخ الحديث للعاصمة الإماراتية أبو ظبي يعود إلى الفترة الزمنية التي ترك بها بني ياس الموطن الأصلي لهم "ليوا" للبحث عن موطن جديد يعجّ بالمراعي والمياه العذبة، ومع حلول الستينيات من القرن الثامن عشر قد اكتُشف وجودِ مياه عذبة في المنطقة يُطلق عليها تسمية مليح اشتقاقًا وتصغيرًا للملح الموجود في الأراضي المليحة القائمة فوق سواحل الجزيرة، أمّا تسمية أبو ظبي فقد جاءت نظرًا لكون الأرض موطنًا للظباء، وامتهن بنو ياس صيد الأسماك واللؤلؤ والتجارة به، وكان شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان شيخ القبيلة المقيمة هناك، وقرر اتّخاذ جزيرة أبو ظبي كمقر لقبيلته وموطن لهم؛ فأمر بتشييد حصن وبرج مراقبة لتوفير الحماية للمنطقة من الغزو الخارجي، وقد تمكّن الشيخ شخبوط من الأخذ بيد الاقتصاد المحلي وتقويته بالاعتماد على فكرة توحيد القبائل، ثم بدأ نفوذه بالتوسّع تدريجيًا من خلال التحالفات حتى بلغ الجهة الجنوبية من قطر فوق السواحل وصولًا إلى دبي، ثم شمل أيضًا منطقتي الظاهرة والبريمي، وبعد بلوغ تلك المرحلة من التطور كانت أبو ظبي قد جعلت لنفسها كيانًا بحريًا عظيمًا وقوة برية أعظم أيضًا، وحظيت المنطقة باقتصادٍ قوي ومتقدم في فترة القرن التاسع عشر حتى حلول أواخرِ القرن العشرين انطلاقًا من الاعتمادِ على تجارة اللؤلؤ.
في الفترة التالية من ذلك حظيت المنطقة ببناءِ حصنٍ إضافي على يد الشيخ سعيد بن طحنون ليكون درعًا واقيًا للمدينة أمام الاعتداء الخارجي، وأكمل الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان -رحمه الله- المسيرة وساهم بتطويرها في فترة حكمه التي بلغت نصف قرن؛ فازدهرت المدينة وتطورت أكثر من أي وقتٍ مضى، وتمتّع القطاع التجاري بالانتعاش العظيم والتوسّع الزراعي الملحوظ، وبذلك فإن إنجازات الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان قد تجلت على مختلف الأصعدة بما فيها الاجتماعية والسياسية؛ وقد تمكّن بذلك من تحقيق أقوى أواصر الاتحاد والتماسك في المنطقة من خلال التحالفات التي أبرمها مع مختلف القبائل المقيمة خارج نطاق الإمارة[٢].
سكان أبو ظبي
بلغ عدد سكان أبو ظبي المقيمين وغير المقيمين سنة 2016 حوالي 2.908 مليون نسمة، وبلغ معدل النمو فيها ما بين عامي 2010 و2016 حوالي 5.6%، ويعيش معظم سكان أبو ظبي في المناطق الحضرية، إذ يبلغ عدد سكان الحضر حوالي 1.698.691 نسمة، وسكان الريف حوالي 1.085.529 نسمة، كما تضمّ المدينة عددًا كبيرًا من المواطنين الإماراتيين الذين يزيد عددهم عن 550.000 نسمة، ويبلغ متوسط العمر في أبو ظبي حوالي 79.5 سنة للنساء، وحوالي 75.9 سنة للرجال، ويعتنق معظم السكان الديانة الإسلامية التي تعد الديانة الرسمية، ويتحدثون اللغة العربية التي تعد اللغة الرسمية المستخدمة، كما تستخدم اللغة الإنجليزية.
اقتصاد أبو ظبي
بقيت تجارة اللؤلؤ القطاع الأهم في حياة سكان أبو ظبي ومصدر الدخل الأهم حتى حلول سنة 1958ميلاديًا، واكتشاف آبار للنفط في حقل أم الشيف، وبدأت الأوضاع فورًا بالتغير إزاء ذلك، وتمكّنت أبو ظبي من أن تصبح مركز النشاط الحكومي والمالي للدولة بأكملها منذ لحظة انضمامها لاتحاد الإمارات في سنة 1971 ميلاديًا، وفيما بعد بدأ النفط يشكّل موردًا اقتصاديًا بالغ الأهمية على مستوى المدينة والدولة، فأصبحت واحدةً من أكثر المدن العالمية التي تحظى بدخلٍ مرتفع، وتبعًا لمجلة فورتشن فقد مُنحت أبو ظبي وصنفت على أنّها أغنى مدينة على مستوى العالم[٣].
مناخ أبو ظبي
تتميّز أبو ظبي بمناخها الجافّ شبه الاستوائيّ، وتتراوح درجة الحرارة فيها ما بين 10 إلى 48 درجةً مؤيةً، وتبلغ درجة الحرارة العظمى في شهر كانون الثاني حوالي 24 درجةً مئويةً، وتصل في شهر تموز إلى حوالي 41 درجةً مئويةً، وأمطار أبو ظبي قليلة نسبيًا؛ إذ لا تتجاوز كمية الأمطار السنوية 13 سم.
الأماكن السياحية في أبو ظبي
يُعدّ قطاع السياحة في أبو ظبي متقدمًا جدًا؛ وذلك نظرًا لوفرة المعالم السياحية والتاريخية كالمواقع والمباني والأبراج المختلفة، ومنها:
- مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: يُعرف المسجد باسم المسجد الكبير أو مسجد الشيخ زايد، ويُعدّ المسجد من أكبر المساجد في العالم؛ إذ يتّسع لحوالي 40 ألف مصلٍ بالمتوسط، كما يُعدّ مركزًا للعلوم الإسلامية، ويتميّز المسجد بتصميمه الداخلي والخارجي الفخم، واحتوائه على العديد من الثريات المذهبة، وقاعة صلاة رئيسية تعد من أكبر القاعات في العالم، ويحتوي على سجادة مصنوعة يدويًا وتعد أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم[٣].
- فندق قصر الإمارات: يُعدّ الفندق من أبرز التحف المعمارية في أبوظبي؛ إذ يتميّز بتصميمه الخارجي، وموقعه المطل على الخليج، وتصميمه الداخلي المصمم من الذهب والفضة والفسيفساء الزجاجي والكريستال واللؤلؤ، وسجادتان جداريتان مصنوعتان يدويًا.
- حلبة مرسى ياس: تقع في جزيرة ياس في أبو ظبي، وهي عبارة عن مضمار لسباق السيارات، وتعدّ من أفخم حلبات السباق وأكثرها تطورًا في العالم.
- كورنيش أبو ظبي: يُعدّ من أبرز وأشهر معالم المدينة، وهو عبارة عن كورنيش (شاطئ) يمتدّ على ساحل الخليج العربي، ويبلغ طوله أكثر من 8 كيلومتر، ويعدّ من أنظف وأكثر الشواطئ أمنًا حول العالم.
- أبراج البحار: عبارة عن برجين متشابهين ومكونين من 29 طابقًا، ويبلغ ارتفاعهما 45 مترًا، وواجهتهما الخارجية مصنوعة كليًا من الزجاج البلوري.
المراجع
- ^ أ ب "إمارة أبو ظبي"، البوابة الرسمية لحكومة الإمارات المتحدة، اطّلع عليه بتاريخ 13-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "أبو ظبي في 1700- البداية ليوا"، تم، 15-8-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "أبو ظبي"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 15-8-2019. بتصرّف.