أين تقع قرطاج

قرطاج

مدينة تونسية تاريخية عريقة، تتمتع بتاريخٍ عريق مما جعلها من أبرز الحضارات التي مرّت بمناطقِ حوض البحر الأبيض المتوسط؛ ويعود ذلك التاريخ إلى فترةِ ما قبل الميلاد حيث فترة حكم الدولة الفينيقية على وجه الخصوص، وتتشابه بذلك مع الحضارات الرومانية والإغريقية والفرعونية على حدِّ سواء، وبناءً عليه فإن المعلومات تشير إلى نشأة قرطاج منذ ما يفوق خمسة عشر قرنًا على الأقل، وقرطاج هي أجمل مدن تونس.


تكشف سطور التاريخ أن قرطاجَ قد نشأت بأمرٍ من إحدى الأميرات الفينيقيات؛ ويطلق على هذه الأميرة اسم "عليسة أو أليسار"، وتضاربت الروايات حول ذلك إلا أن جميعها اجتمعت على أنها قد أسست حضارة في قرطاج شهدت نموًّا وتطورًا غير مسبوق.[١]


موقع قرطاج

تتمتع مدينة قرطاج بموقع جغرافي مميّز في ربوع الجمهورية التونسية، إذ تقع قرطاج في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد في شبه جزيرةٍ تشرف على البحر الأبيض المتوسط، ويفصل بينها وبين مدينة تونس العاصمة مسافةً تقدر بنحو 12 كيلومترًا مربعًا، وتشترك المدينة من الشرقِ بحدودٍ مائية مع البحر الأبيض المتوسط، أما حدودها من الشمال فتأتي مع بلدية سيدي أبي سعيد، بينما تحدها بلدية الكرم من الجنوب، وأخيرًا تشترك مع بلدية المرسي من الجهة الغربية[٢].


تمتلك قرطاج خطًّا ساحليًّا يتجاوز طوله ثلاثة كيلومترات فوق البحر الأبيض المتوسط، وتصنف من المدن الحديثة والعصرية على مستوى البلاد، وقد ساهم تاريخها وموقعها الجغرافي بجعلها موطنًا للمعالم التاريخية والسياحية؛ إذ تمتد مساحة المدينة الأثرية لما نسبته 65% من إجمالي المساحة الإجمالية للمدينة، هذا وقد منحها ذلك فرصة لتصبح من أهم المدن المدرجة في قائمة مواقع التراث العالمي[٣].


السياحة في قرطاج

يتمتع قطاع السياحة في قرطاج بأهمية كبيرة جدًّا؛ إذ تفتح المدينة أبوابها أمام مليون سائح في كل عام، وفي الحقيقةِ لم تأتِ هذه الأهمية صدفةً؛ بل إن وجود عدد كبير من المعالم التاريخية والموقع الجغرافي قد ساهم في ذلك، بالإضافة إلى وجودِ 20 رواقًا فنيًّا ومراكز ثقافية ومتاحف ومتنزهات، وتعد من المدن التي تعج بالمعالم السياحية سواء كان على الصعيد التاريخي أو الأثري أو الطبيعي والترفيهي والثقافي[٣].


بالإضافةِ إلى ما تقدّم؛ فإن قرطاج تتمتع بمناخٍ ساعدها على استقطاب السياح إليها أيضًا؛ فهي مدينة ذات مناخ معتدل جدًّا بعكس المدن التونسية، إذ يكون شتاؤها لطيفًا وصيفها باردًا، لذلك فإن السياح يشغفون بزيارتها[٤].


معالم السياحة في قرطاج

من أبرز معالم السياحة في مدينة قرطاج التونسية[٥]:

  • متحف قرطاج: يتربع متحف قرطاج في قمةِ هضبة بيرسا التونسية، ويمتاز بوفرة المعالم الأثرية الرومانية والبونية حوله، ويتألف المتحف من طابقين؛ الأول يستعرض القطع الأثرية المصنوعة من البلور والعاج والخزف في فترة الحضارات المسيحية والبيزنطية والرومانية والبونية والإسلامية أيضًا في المنطقة، أما الطابق السفلي ففيه التوابيت والنصب النذرية العائدة إلى العهد البوني، بالإضافة إلى قاعة متخصصة لتؤكد وجود علاقة وثيقة بين علم الآثار ومختلف أنواع العلوم، هذا ويستعرض المتحف مجموعة من المنحوتات والمربعات والفسيفساء المسيحية في ربوعه.
  • الفوروم، ويعرف أيضًا باسم الحي البونيقي، وهو ذلك الحي القائم في أحدِ جوانبِ متحف قرطاج الوطني ويتبع له، إلا أنه يقع صراحةً في الهواء الطلق، وتشير المعلومات التاريخية إلى أن هذا الحي هو وليد مطلع القرن الثاني قبل الميلاد في فترة حنبعل، ويتخلل هذا الحي العديد من الشوارع والدكاكين والشقق السكنية، ويمتاز بوفرة الخدمات فيه من تصريف المياه وخزانات الماء وأرضيات فسفسائية وغيرها.
  • حمامات أنطونيوس، معلم روماني في منتهى الفخامة، وتنتصب الحمامات فوق شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ويشار إلى أنها تتصدر المرتبة الثالثة على مستوى العالم من حيث الحجم؛ إذ يسبقها في ذلك حمامات ديوكليسيان السورية وحمامات كاركالا الإيطالية، ويرجع تاريخ تشييدها إلى أواسطِ القرن الثاني ميلادية، إلا أنها قد تعرضت للدمارِ على يد الوندال ثم رُممت مجددًا.
  • حي المنازل الرومانية، موقع تاريخي وأثري يتألف من عدد من المنازل الأرستقراطية، وتتناثر فوق قمة الهضبة الشرقية للأديون، وتمتاز بالطراز المعماري المنمق الذي يكشف عن شدة الرخاء والرفاهية التي كانت تعيشها المنطقة، ومن أبرز محتويات هذا الحي مقبرة بوتيقية وكنيسة مسيحية وغيرها.
  • المسرح الروماني، نشأ هذا المسرح في مطلعِ القرن الثاني قبل الميلاد، ويشغل موقعًا مميزًا في هضبة أوديون، وينفرد بالطراز الهندسي والمعماري الذي يطغى عليه.

المراجع

  1. روعة قاسم (14-4-2018)، "قرطاج أيقونة المتوسط وإحدى أهم مكونات الهوية التونسية"، القدس العربي، اطّلع عليه بتاريخ 2-7-2019. بتصرّف.
  2. "أين تقع وتوجد مدينة قرطاج"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "قرطاج"، بطوطة، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  4. اسماعيل الأغبري (17-7-2019)، "أين تقع مدينة قرطاج؟"، المحيط، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.
  5. "المواقع السياحية "، بلدية قرطاج، اطّلع عليه بتاريخ 20-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :