محتويات
مدينة مارسيليا في فرنسا
تعد مارسيليا ثاني أكبر مدينة في فرنسا بعد باريس العاصمة، ويصل عدد سكانها لـ 855000 نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2014م، ومساحتها 240.62 كيلومترًا مربعًا، أمّا العدد الكلي للسكّان فيبلغ 1.6 مليون نسمة، هذا وكانت المدينة سابقًا مركزًا تجاريًّا مهمًّا في المنطقة؛ فكانت منفذًا تجاريًّا رئيسيًّا للبلاد، كما أنّها أكبر مدن فرنسا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهي أكبر ميناء تجاري، وقد ساهمت أهمية مارسيليا بجعلها محط أنظار للسياح من مختلف أنحاء العالم؛ ففتحت أبوابها أمام أعداد غفيرة من المهاجرين الأوروبيين ومن مختلف دول العالم على هامشِ الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت الغالبية العظمى من القادمين إليها من أصولٍ إيطالية ويونانية، وتشير المعلومات إلى أن 40% من إجمالي سكان مارسيليا هم من أصولٍ إيطالية في حلول عام 1950[١][٢].
موقع مدينة مارسيليا
تقع مدينة مارسيليا على الساحل الجنوبي لفرنسا، والذي يطل على البحر المتوسط، وفيها أكبر ميناء من موانئ فرنسا التجارية وهو ميناء مارسيليا، وهي أيضًا عاصمة لعدة أقاليم، مثل إقليم بوش دو رون، وبروفنس ألب كوت دازور، وتلعب مدينة مارسيليا دورًا هامًّا في ربط مناطق البحر المتوسط مع دول شمال أوروبا؛ وذلك بحكم موقعها فوق الممر المائي "مصب نهر الرون"، كما أنها منطقة محاطة بالتلال المرتفعة، وتمتلك خطًّا ساحليًّا صخريًّا يمتد نحو الجهة الشمالية الشرقية من البحر الأبيض المتوسط، كما تتربع بحيرة بيري في أقصى الجهة الغربية من المدينة، وتكثر الكثبان الرملية على مقربةٍ من الخط الساحلي المطل على الخليج[٢].
مناخ مدينة مارسيليا
تتأثر مدينة مارسيليا بالمناخ المتوسطي بشدة، إذ ترصد هطولًا مطريًّا متدنيًا مع درجات حرارة مرتفعة خلال أشهر الصيف، أما في فصلي الخريف والربيع فتسجل المنطقة هطولًا مطريًّا بأقصى ذروتها، وتعد الشهور من ديسمبر حتى يناير هي الأبرد بين شهور السنة ويتشكل الصقيع أحيانًا؛ وبالرغم من ذلك إلا أن نسبة الهطول المطري تكون خفيفة، وتشهد المنطقة رياحًا شمالية غربية جافة تهب مباشرةً على وادي رون[٢].
تاريخ مارسيليا
من أبرز المحطات التي مر بها تاريخ مارسيليا[٣]:
- أطلق الإغريق والرومان على المدينة تسمية "Massalia" قديمًا، وكانت من أهم المراكز التجارية في المنطقة في تلك الفترة.
- شاركت مارسيليا في الفترة ما بين 201-218 بالحرب البونية الثانية مع الجمهورية الرومانية بعد أن تحالفت معها ضد قرطاج، وحققت انتصارًا عظيمًا ترتب عليها استقلالها.
- خضعت مارسيليا للحصار من قِبل رومانيا خلال الحرب الأهلية في سنة 49 قبل الميلاد.
- تعرضت للنهب من قِبل قوات تشارلز مارتيل سنة 739 للميلاد، فأفضى ذلك إلى تقهقر المدينة وتردي أوضاعها.
- حصلت المدينة على الاستقلال مجددًا في الفترة بين القرن العاشر والرابع عشر، مع الإبقاء عليها تحت سيطرة أحزاب بروفانس.
اقىصاد مارسيليا
تتمتع مارسيليا باقتصادٍ متقدم نظرًا لاعتمادها على الموانئ التجارية التي توفر لأبناء المنطقة ما يزيد عن 45000 وظيفة، كما أنها تمتلك رابع أكبر المطارات ازدحامًا على مستوى أوروبا، وترصد مرسيليا نحو 60.3 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي، أما البنية التحتية فتوصف بأنها مميزة وفريدة من نوعها تجعل من المنطقة مركزًا تجاريًّا وصناعيًّا بالغ الأهمية[٣].
الأماكن السياحية في مدينة مارسيليا
تمتاز مدينة مرسيليا في فرنسا بأنها من المدن الأكثر استقطابًا للسيّاح؛ إذ تفتح أبوابها سنويًّا لما يفوق 1.7 مليون زائر على الأقل، ويسهم في تعظيم تلك المكانة في نفوس الزوار إليها كل من التاريخ العريق والهندسة المعمارية والطقس المعتدل بالإضافة إلى التنوع الثقافي ووفرة المعالم الطبيعية فيها، وتكشف المعلومات عن وصول أكثر من 2.4 مليون زائر في السنة إليها عبر الميناء[٣]، ومن أبرز المعالم السياحية في مرسيليا[٤][٥][٦]:
- كاتدرائية نوتردام دي لا غارد: تعد كاتدرائية نوتردام واحدة من المعالم الدينية الهامة في مرسيليا، إذ يرجع تاريخ تشييدها إلى القرن التاسع عشر في العصور البيزنطية، وترتفع عن مستوى سطح الماء بنحوِ 160 مترًا، وينتصب أعلاها تمثالٌ ذهبي للعذراء وطفلها، وتشغل موقعًا إلى الناحية الجنوبية من الميناء القديم، وتكسوها الفسيفساء المذهبة القباب والجدران، كما توفر إطلالة بانورامية على السواحل والمدينة بأكملها.
- ميناء لو فيو Le Vieux Port: هذا الميناء من الأماكن المشهورة في مدينة مارسيليا، وهو قديم جدًّا، يعود تاريخه لأكثر من ألفي عام، ويتوافد إليه العديد من السيّاح والزوّار للتنزّه والتمتع بالمناظر الرائعة التي يطل عليها، إضافةً إلى ذلك توجد فيه المطاعم التي تقدم الوجبات البحرية الشهيّة، بالإضافة لإمكانية ركوب القوارب ومشاهدتها في البحر وهي تتجوّل، وعند زيارة الميناء يرغب الناس بركوب الدراجات التي تُستأجر في الشاطئ، والتجوّل بها في أطراف البلدة القديمة، كما تتواجد أيضًا في تلك النواحي عبّارة مجانية للركاب.
- بلدة Le Panier: وهي بلدة أثرية قديمة في شمال الميناء القديم، استوطنت منذ 600 عام قبل الميلاد من قبل اليونانيين الذين استقروا فيها، وتتميز بأحيائها الجميلة الخلّابة بالرغم من أنها اعتُبِرت واحدة من أفقر الأحياء في المنطقة حتى وقت قريب، ويمكن الوصول إليها عبر ميناء لو فيو، فهي تقع على تلٍ قريبٍ منه، وهذه البلدة من الأماكن التي يقصدها السيّاح ليتنزّهوا في شوارعها العريقة الجميلة، والتي تُظهر مزيجًا متعددًّا من الثقافات المختلفة المخضرمة، وفي الوقت الحالي قد تحوّلت إلى منطقة عصرية تعج بالفنون الإبداعية.
- بوليفارد لونغشامب Boulevard Longchamp: يعد بوليفارد لونغشامب من أبرز المواقع المهمّة في مرسيليا؛ كونه يحتوي على متحف للفنون الجميلة، وهو متحف قديم وأثري، وفيه كثير من المعروضات الفنية القديمة جدًّا والتي يرجع تاريخها للقرن التاسع عشر بما فيها الأعمدة الهلالية والنافورة الضخمة، ويحتوي القصر على حديقة مذهلة، يقصدها الزوّار للتمتع بطقسها الجميل، وخضرتها الخلّابة.
- الميناء القديم في مونتريال: معلم سياحي قديم، ويعد ميناءً رئيسيًّا للمدينة منذ أكثر من ألفي سنة انقضت على الأقل، وتكثر فيه المقاهي والمطاعم، كما ينطلق السياح فيه بجولاتٍ بحرية رائعة، بالإضافة لشغف السياح بزيارة جزيرة إيف وسواحل كاسيس عبر هذا الميناء، ويتواجد على مقربة منه أيضًا مبنًى عتيق يرجع لكنيسة قديمة منذ القرن الثاني عشر.
- متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية: متحف عظيم يعكس تفاصيل الثقافات السائدة في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط على الصعيد التاريخي والحديث، ويقترن بممرٍ جوي يربط بينه وبين قلعة سانت جون المتواجدة في الطرف الآخر من رصيف الميناء.
- قلعة سانت جان: شُيّدت هذه القلعة التاريخية المثيرة للإعجاب على يد الملك لويس الرابع عشر في القرن السابع عشر، وتمتاز بإطلالة بانورامية على الميناء القديم والبحر والمدينة القديمة، كما تتواجد فيها أيضًا حديقة نباتية غنّاء.
- كنيسة سانت لوران: كنيسة من أكثر الكنائس قدمًا على مستوى مرسيليا، ويطغى عليها الفن المعماري الروماني السائد في الفترة التي شُيدّت فيها ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر، ويمتطي السياح الممرات الجوية للوصول إليها.
المراجع
- ↑ "Marseille Population 2019", worldpopulationreview.com,12-5-2019، Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Blake EhrlichJohn N. TuppenRobin Caron Buss (2-11-2017), "Marseille"، britannica, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Joseph Kiprop (4-9-2018), "What Is The Oldest City In France?"، worldatlas, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "Marseille -France's oldest city", about-france, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ Lily Allen-Duenas, "17 AMAZING Facts about the History of Marseille!"، hoteljules, Retrieved 6-11-2019. Edited.
- ↑ "15 Best Things to Do in Marseille (France)", thecrazytourist, Retrieved 24-11-2019. Edited.