مدينة سيدي بوسعيد

أين تقع مدينة سيدي بوسعيد؟

تقع مدينة سيدي بوسعيد في تونس على بعد عشرين كيلومترًا شمال شرق مدينة تونس العاصمة، وتقع على جرف مرتفع يطل على مدينة قرطاج وخليج تونس الجميل، وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى اسم عالم الدين "سيدي بوسعيد البيجي"، وتُقرأ سيدي بوزيد أيضًا، وكانت تحت سيطرة الأغالبة في القرن التاسع الميلادي، وإنّ سبب اكتساب المدينة هذه الشهرة العالمية هو ما فعله البارون الإنجليزي في عام 1912 حين بنى فيها قصرًا في منتهى الجمال والروعة، وأصبحت سيدي بوسعيد لاحقًا قبلةً يتوجه إليها الراغبون بالتمتع بالجمال والهدوء، وأصبحت ملاذًا للعديد من الفنانين والموسيقيين والكتاب، الباحثين عن الراحة والإلهام من أمثال: تشاتيبرياند، وغوستاف فلوبيرت، وألفونس دي لمرتاين، وأندري قايد، وكولوتي، وسايمون دي بيافوير، وغيرهم^[١].

كيف تطوّرت مدينة سيدي بوسعيد عبر التاريخ؟

سميت المدينة باسم الشيخ والعالم المسلم أبو سعيد بن خلف بن يحيى البجي، ويقع ضريح قبره في المدينة فوق جبل المنارة، تحت القبة، في منطقة قريبة من مقهى العلية المشهور، وقد ولد أبو سعيد في باجة سنة 1156، وتعلم ودرس علوم الدين في تونس العاصمة في مسجد الزيتونة الشهير، وبعد رحلة طويلة في الشرق الأوسط استقر في هذه المدينة وانقطع للعبادة، واستقر في قمة جبل المنار وكان يشعل النار في قمة الجبل لإرشاد القوارب إلى الشاطئ، وتوفي سنة 1231 ودفن في جبل المنارة، وأصبح ضريحه قبلةً للزوار من مختلف المناطق ومع مرور الوقت بنيت قرية سيدي أبو سعيد حول ضريحه، ثم امتدت وتوسعت لاحقًا، وفي القرن الثامن عشر حكم المنطقة الحسينيون، وبعد ذلك سكن البربر في المنطقة فبنوا المساكن وشقوا الطرق، وبالتدريج حصلت مدينة سيدي بو سعيد على الفن المعماري الحالي، وبعد وصول البارون الانجليزي رودولف دي إيرلانغر بنى فيها قصره الفخم وطبق نظام الطلاء باللونين الأبيض والأزرق، مما أضاف للمكان جمالًا آخر زاد من جمال طبيعة المدينة^[٢].

لماذا تكون أبواب مدينة سيدي بوسعيد ذات لون أزرق؟

تمتاز تونس بالطبيعة الجميلة عامةً، وستستمتع كزائر في كثير من المناطق لكن في الحقيقة لن تكتمل زيارتك لتونس ألا إذا توفرت لك محطة مريحة في قرية سيدي بوسعيد، فهي قرية خلابة تقع فوق تلة مطلة على البحر الأبيض المتوسط وخليج تونس الرائع، فالقرية تتميز بأجواء ساحرة وهادئة ومريحة للنفس، وهي ذات إطلالة جميلة على البحر، ويصف معظم الزوار القرية بأنها ساحرة، وقد يكون هذا التعبير من أكثر المصطلحات دقة في وصف جمال هذه القرية، ويؤثر في قلب الزائر تناغم اللون الأزرق والأبيض فيضيف إلى سحر الطبيعة سحرًا آخر، فيجد الزائر خلال سيره في طرقاتها جميع المنازل مطليةً باللون الأبيض بينما طليت أبوابها ونوافذها باللون الأزرق بطريقة مزخرفة جميلة جدًّا، فتضيف جمالًا غير عادي لخلفية القرية، إذ يمتد خلفها البحر بلونه الأزرق وتعلوه السحب البيضاء فتتأثر نفسية الزائر بمنظر في قمة الروعة.

قيل إن الفنان الفرنسي والعازف الموسيقي المشهور رودولف دي إيرلانجر هو صاحب فكرة طلاء المنازل وأبوابها ونوافذها باللون الأبيض والأزرق في عشرينيات القرن العشرين، عندما سكن المدينة في ذلك الوقت، وهذه الألوان لا تنتشر فقط في شارع المشي الرئيسي الذي يمر عبر القرية الجميلة، بل ستجد هذه الألوان في الشوارع الفرعية مع مزيد من التفاصيل والزخرفة المؤثرة، وتترك الأبواب الكبيرة على الجوانب أثرًا كبيرًا في قلب الزائر فهي مداخل للقصور والمباني المهمة والتاريخية في المدينة، فخلف هذه الأبواب عاش وعمل الكثير من الفنانين والموسقيين والكتاب والعائلات المهمة التي صنعت تاريخ المدينة، ليتذكر الزائر أن سيدي بو سعيد لعبت دورًا مهمًّا في التاريخ والثقافة التونيسية عبر الزمن^[٣].

ما هي طبيعة الطقس في مدينة سيدي بوسعيد؟

يمتاز الطقس في مدينة سيدي بو سعيد بصفات المناخ الذي يسود منطقة البحر الأبيض المتوسط، فيكون الصيف حارًّا وجافًّا، ويكون الشتاء عاصفًا وماطرًا، ويمارس السياح في فصل الصيف السباحة والأنشطة المائية، ويكون الطقس في باقي الأوقات معتدلًا غالبًا مما يسمح للزوار بالاستمتاع بجمال المكان وروعته^[٤].

ما يمكنكِ فعله في المدينة

عند زيارتك لمدينة سيدي بو سعيد، تستطعين قضاء وقت ممتع في العديد من المناطق السياحية المميزة ومنها^[٥]:

• زيارة ضريح العابد سيدي بو سعيد البجي، في أعلى جبل المنارة.
• يمكنك ممارسة رياضة السير على الأقدام في شارع قرية سيدي بو سعيد، والتقاط صور تذكارية أمام الأبواب الزرقاء رائعة الزخرفة والجمال.
• يمكنكِ زيارة القرية البيضاء والزرقاء فهي منطقة خلابة الجمال تمتاز بسحر ألوانها، وشوارعها، ونباتاتها الجميلة، وفخامة هندستها المعمارية التقليدية التي تمت المحافظة عليها.
• إن كنت من عشاق الفن الإسلامي والعربي الأصيل، فلا تفوّتي الفرصة في زيارة "قصر ألف ليلة وليلة" الشهير بمتحف دار العنابي، فهناك معرض رائع يضم بين جوانبه الكثير من التحف العربية والإسلامية المميزة.
• أما إذا كنتِ من عشاق الموسيقى، فلا بد لكِ من زيارة قصر النجمة الزهراء، والجلوس بين أشجار الياسمين العطرة في قلب الحديقة الرائعة والاستمتاع بسماع الموسيقى العربية المتداخلة.
• استمتعي باحتساء كوب قهوة في المقاهي الجميلة المطلة على البحر، واستمتعي بمنظر الغروب الساحر فوق تلك الإطلالات الجميلة.
• تجوّلي بين المعارض الفنية المنتشرة في أرجاء المدينة مثل: معرض صلاح الدين، ومعرض غايا، ومعرض بلو فيولين، وغيرها، ولا تنسي أن تلتقطي أمامها صورًا جميلةً تحفر في الذاكرة.
• لا بد لكِ من زيارة السوق لشراء الهدايا التذكارية من المجوهرات والحلي والعطور والبخور الذي يملأ عبقه المكان، ولا تنسَيْ شراء التذكار المميز المسمى بالقفص المزخرف ذي الألوان الرائعة فهو تعبير مميز عن هوية المدينة كي تحتفظي به في أحد أركان بيتكِ لاحقًا فيذكركِ بروعة رحلة لا تنسى.

المراجع

1. ↑ "Sidi Bou Said", goulettevillageharbor, Retrieved 30-6-2020. Edited.
2. ↑ "Sidi Bou Said : History Leisure", raken, Retrieved 25-6-2020. Edited.
3. ↑ "The Blue Doors of Sidi Bou Said", engagingcultures, Retrieved 25-6-2020. Edited.
4. ↑ " Average Weather in Sidi Bou Saïd", weatherspark, Retrieved 25-6-2020. Edited.
5. ↑ "Sidi Bou Said", goulettevillageharbor, Retrieved 25-6-2020. Edited.