محتويات
مفهوم التربية
اشتملت التربية على عدة تعريفات قديمة وحديثة منها أن التربية هي ذلك النشاط الذي يؤديه المعلم أو الوالدين بهدف تعليم الأطفال الصغار، فهو بالتالي ما يحدث داخل الغرفة الصفية من تغيرات كون الطفل يكون هناك متعلمًا، بالإضافة إلى أن التربية محصلة ما يكتسبه الطفل، أمّا التعريفات الأحدث للتربية فتشير إلى أنها عملية تكيف أو تفاعل ما بين المتعلم والبيئة التي يعيش فيها.
تؤدي التربية دورًا كبيرًا في نهضة الأمم والشعوب، فهي الأداة التي يملكها المجتمع كي يحافظ على أنماط تفكيره وأساليب حياته الأساسية وجميع مقوماته الأخرى، كما تكشف هذه الأداة عن طاقات المواطنين وتساعد على استثمارها فيما ينفع المجتمع[١].
التربية في العصور القديمة
مع تطور الحياة وزيادة تعقيدها أصبحت عملية التربية أكثر صعوبةً على الوالدين، الأمر الذي أدى إلى ظهور مهنة المربي عبر الزمن، إذ كانت العملية التربوية في العصور القديمة تُمارس في دور العبادة أو في ساحات المدن العامة، إلى أن نشأت المدارس النظامية، ثم ظهرت الكتابة وأخذت الحضارات المتعددة بتسجيل وكتابة أنظمتها وقوانينها الإدارية وشرائعها، فلولا الكتابة ما وصلت إلينا معظم المعلومات الخاصة بتلك الحضارات وبأساليب تربيتها، بالإضافة إلى طرقها المتنوعة في نقل التراث وغير ذلك من جوانب الحياة المختلفة[٢].
بدأت عملية التربية من خمسة آلاف عام قبل الميلاد في العصور القديمة، وامتدت حتى سنة 450 للميلاد، أي إلى حين سقوط الامبراطورية الرومانية المسيحية، وهذه الفترة الزمنية مهمة للغاية في تاريخ التربية، إذ بدأ الإنسان منذ ذلك الحين بالتفكير في بناء عدة مراكز للتربية، بالإضافة إلى تأهيل الأفراد وظهور عدد من مدارس الفلسفة التي تُعد أساس الحضارات البشرية لغاية يومنا هذا.
تجارب الحضارات القديمة في العملية التربوية
على الرغم من أن البشرية بأجمعها لعبت دورًا في بناء وتأسيس تلك الحضارة، إلا أن بعض الشعوب القديمة كانت صاحبة الدور الأكبر في تطوير وتنمية العملية التربوية، ومن هذه التجارب الخالدة إلى يومنا ما يلي[٣]:
- المصريون القدماء: امتدت حقبة المصريون ما بين 3000 - 530 قبل الميلاد، أي أنها استمرت لما يجاوز الثلاثة آلاف عام تقريبًا، ووصلت هذه الحقبة أوجها في عهد رمسيس، وبنى الحكام المصريون المدارس بهدف تأهيل الأفراد وتدريبهم للانشغال بكافة الجوانب الهامة من حياتهم، وظهرت المدارس العامة والمدارس الدينية التي قُسّمت إلى ثلاثة مراحل هي الابتدائية والمتوسطة والدراسات العليا، ولم تُحصر الدراسة أو تُحدد بتقديم العلم فحسب، بل شملت توظيف الأفراد كهدف من أهداف التربية، كذلك أبدى المصريون القدماء اهتمامًا كبيرًا بالتربية الأخلاقية والجسدية.
- الشعب الصيني: أولى الصينيون اهتمامًا كبيرًا في التربية الأخلاقية، إذ ظهر الفيلسوف كونفوشيوس الصيني كأحد المصلحين الاجتماعيين الذين دعوا للأخلاق الحميدة، ومن جهة أخرى، يُعد المعلم بالنسبة للصينيين إنسانًا مقدسًا وهو أكثر أفراد المجتمع احترامًا، إذ يُذبح الخروف في المناسبات المتعددة للمعلم الأكبر سنًا، كما كانت القصور في حضارة الصين القديمة بمثابة مركز للتربية وكان أبناء الأمراء يدخلون تلك المراكز في سن الثامنة، أمّا أبناء الموظفين فكانوا يدخلونها عندما يبلغون عامهم الثالث عشر.
المراجع
- ↑ المهندس أمجد قاسم (2011-1-23)، "التربية (مفهومها ، أهدافها ، أهميتها)"، العلوم: آفاق علمية وتربوية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-26. بتصرّف.
- ↑ هاشم راضي جثير العوادي (2013-5-15)، "التربية في العصور القديمة "، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-26. بتصرّف.
- ↑ محمد رشو (2013-5-19)، " التربية عند الحضارات في العصور القديمة "، الحوار المتمدن، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-26. بتصرّف.