جزيرة كريت في اليونان

جزيرة كريت في اليونان

جزيرة كريت في اليونان

تعدّ كريت خامس أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط، وهي أيضًا من أكبر الجزر التي تشكل اليونان الحديثة، وتغلب الطبيعة الجبلية على تكوينها، إذ إنّها محاطة بعدد من الجبال وهي جبل أودي والذي يبلغ ارتفاعه 2456 مترًا، وجبال ليفكا أو البيضاء ويبلغ ارتفاعها 2452 مترًا، وجبال ديكتي وارتفاعها 2148 مترًا، وهذه الجبال محاطة بالسهول وتتميز بوجود عدد من الوديان.


يوفر الساحل الشمالي للجزيرة عددًا من الموانئ الطبيعية والسهول الساحلية، وتوجد فيها مدن رئيسية وهي ريثيمنو وإيريكليو، بالإضافة إلى ذلك، فإن جزيرة كريت تحتوي على ستة أنهار صغيرة، وينابيع، ومجارٍ للمياه الموسمية، وبرك، وبحيرة واحدة من المياه الطبيعية وتسمى كورناس، والعديد من البحيرات الاصطناعية، أما السكان فإنهم يتحدثون اللغة اليونانية ويتبعون الكنيسة الأرثذوكسية، وتنتشر اللغات الأوروبية بين عدد من الشباب والحضريين مثل الألمانية والإنجليزية والفرنسية، ويعمل الناس في الجزيرة في مهنة السياحة وقطاع الخدمات ونسبة قليلة تعمل في الزراعة، فمنذ السبعينات أي منذ بداية الترويج للجزيرة كمقصد للسياح، أصبح السكان يميلون لترك العمل بالزراعة والتوجه لمهن أخرى، وفيما يتعلق بالصناعة، فإنها تقتصر على معدات تجهيز الأغذية مثل معاصر الزيتون، وأيضًا مواد البناء مثل الرخام والجير المعالج، كذلك يوجد فيها عدد من شركات السيراميك والمنسوجات والصابون وتعبئة المشروبات والجلود، وتمتلك الجزيرة مطارين دوليين، أحدهما في إيراكيليو والآخر في خانية، وهي المدن التي تقع فيها الموانئ الرئيسية للجزيرة، وهناك مطار أصغر في مدينة سيتيا وهو مختص بالرحلات الداخلية[١].


كيف تطورت جزيرة كريت عبر التاريخ؟

تناقل التاريخ عددًا من الأساطير التي وقعت على أرض هذه الجزيزة، وأبرز هذه القصص هي مأساة ولادة مينيتور، وهو وحش يمتلك جسد رجل ورأس ثور[٢]، وتقول الأسطورة أنه وبعد رفض الملك مينوس تقديم ثور كتضحية للإله، عوقب بجعل زوجته تقع في حب ثور، وكان مينيتور نتيجة هذا الاتحاد، وتدلّ هذه القصة على أن تاريخ الجزيرة كان حافلًا بالملاحم التاريخية، وأنها كانت هدفًا للعديد من الدول القوية حولها، وفيما يأتي تفصيل لذلك[٣]:


جزيرة كريت في العصور القديمة

بدأت حضارة مينوان من جزيرة كريت، وهي واحدة من أهمّ حضارات العالم القديم في الفترة ما بين 2600-1150 قبل الميلاد، وفيها بُنيت العديد من القصور الضخمة، مثل قصر كنوسوس وفيتوس وزاكروس، وأنشأت حضارة مينوان إمبراطورية قوية في البحر الأبيض المتوسط، وكانت نهاية هذه الحضارة بفعل كارثة طبيعية وهي انفجار بركان سانتوريني في عام 1450 قبل الميلاد.


الاحتلال العثماني

سقطت كريت تحت سيطرة الدولة العثمانية في عام 824 ميلاديًّا، وبقيت هكذا مدة 137 عامًا، وقد تأسست في تلك الفترة مدينة هيراكليون، وساهم العثمانيون بتطوير الجزيزة إذ بنيت القصور والنوافير، كما أنها أحدثت نوعًا من التبادل العلمي والثقافي بين كريت والقسطنطينية، ولهذه الفترة الفضل بولادة الأديب العالمي نيكولاس كازانتازاكس والرسام دومينيكوس ثيوتوكوبولوس، وانتهى الحكم العثماني في عام 1897 بعد مفاوضتها على الاستقلال من قبل رجل الدولة الفثيريوس فينيزيلوس، وانضمت في عام 1913 إلى دولة اليونان الحديثة.


جزيرة كريت في القرن العشرين

قاتلت الجزيرة الغزو الألماني، لكن ذلك جعلها تخسر العديد من الأرواح، مما أدى لسقوطها واحتلالها من المستعمر الألماني، وعمل الاحتلال على قتل الناس وإبادة قرًى بأكملها، وفي النهاية استطاعوا التخلص من الاستعمار الألماني.


ما هي طبيعة الطقس في جزيرة كريت؟

تتمتع جزيرة كريت بمناخ البحر الأبيض المتوسط، ويأتي مناخ الجزيرة بين الاعتدال والاستوائية، أي إن الشتاء معتدل ممطر، والصيف حار ومشمس وجاف، إذ يبلغ معدل هبوط الأمطار السنوي 25 بوصة أي 640 مم، وتتساقط الأمطار خلال الفترة من شهر أكتوبر إلى شهر مارس، وتكون درجات الحرارة في الشتاء منخفضة نسبيًّا، وحركة الهواء في الجبال معتدلة ودرجته باردة، وترتفع نسبة هطول الأمطار في الجبال، وغالبًا ما تكون الجبال مغطاة بالثلوج في فصل الشتاء، تحديدًا من شهر نوفمبر إلى مايو، وقد تبقى قممها مغطاة بالثلوج طيلة العام[٤].


أماكن لتزوريها في جزيرة كريت

تعد جزيرة كريت مقصدًا سياحيًّا، وهذا يعود للفترات التاريخية التي مرت بها وجعلتها مكانًا زاخرًا بالآثار، بالإضافة إلى ذلك، فإن الجزيرة تتمتع بطبيعة خلابة تجذب السياح لها، ومن أبرز هذه الأماكن[٥]:

  • مدينة ريثمون القديمة: تقع ريثمون في وسط المدينة الحديثة وتتميز بمزيج من العمارة الكريتية والفينيسية، ويعود طابع العمارة في هذه المدينة إلى مدينة البندقية الإيطالية، فبعد غزوها للجزيرة تأثرت العمارة بالطابع الفينيسي.
  • شاطئ إيلافونيسي: يقع هذا الشاطئ في جنوب غرب جزيرة كريت، ويتميز بتربته ذات اللون الوردي ومياهه الضحلة.
  • متحف هيركليون الأثري: يتميز هذا المتحف بأنه الجامع لكل الآثار التي تعود للحضارة المينوية، كما يحتوي على آثار تعود للفترة الرومانية ومرحلة ما قبل التاريخ الميلادي، وتشمل أبرز التماثيل؛ آلهة الثعبان، وفريسكو ليبينج الشهيرة، وقرص بايستوس الغامض.


المراجع

  1. John S. Bowman, "Crete"، Britannica, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  2. Brittany Garcia (1-9-2013), "Minotaur"، Ancient History, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  3. "Crete History", greeka, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  4. "Climate - Crete", climates to travel, Retrieved 12-6-2020. Edited.
  5. "10 Top Tourist Attractions in Crete", touropia, Retrieved 12-6-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :