اين تقع البصرة

اين تقع البصرة

البصرة

تُعدُّ مدينة البصرة المدينة الثانية على مستوى المدن العراقيّة من حيث المساحة، وتأتي بذلك في المرتبة الثانيّة بعد بغداد العاصمة، وتتمتّع المدينة بمكانةٍ مرموقةٍ في البلاد؛ ففيها الميناء الرئيس فوق الأجزاء الشمالية من شط العرب، كما تُعدّ نقطة التقاء نهري دجلة والفرات معًا، وتُعد مركزًا زراعيًا وصناعيًا وتجاريًا هامًا جدًا، إذ تُعدّ صناعة الصلب والحديد من أكثر الصناعات أهميةً، بالإضافة إلى استخراج البترول وصناعة الورج والأنابيب الحديدية والأسمدة وغيرها الكثير، ومن الجديرِ بالذّكرِ أنّ تسمية المدينة قد جاءت للدلالةِ على "الأرض الغليظة التي توجد فيها الحجارة الرخوة أو الصلبة" وفقًا للغة العربية، وعمومًا فإنّ الغلظة والشدة صفة تتّصف بها المدينة، كما يُقال أيضًا بأنها اسم أعجمي معرب من الكلمة "باس راه" وهو مصطلح فارسي الأصل يُستدل به إلى الطرق المتشعبة الكثيرة، وانطلاقًا من أهمية هذه المدينة لا بدّ من التعرف على موقعها، وأهم المعلومات حولها في هذا المقال[١].


موقع البصرة

تقعُ البصرة في النواحي الجنوبيّة من الجمهورية العربيّة العراقية، وتشغل مساحةً تمتدّ إلى 190 كيلو مترًا مربعًا، وتشتركُ بحدودٍ مع دولة الكويت والخليج العربي من الجهة الجنوبية، أمّا حدودها مع إيران فتأتي من الشرق، وتُشيرُ المعلومات إلى أنّ البصرة تقع فوق رأس الخليج العربي؛ لذلك فهي بمثابةِ المنفذ البحري الوحيد للدولة وثغرها، وتقع البصرة أيضًا فوق الضفاف الغربية بالنسبة لشط العرب عند نقطة اجتماع نهري دجلة والفرات[٢]، هذا وتشترك بحدودٍ داخلية مع محافظة ميسان وذي قار من الجهة الشمالية، أما حدودها من الغرب فتأتي مع المثنى[٣].


جغرافيا البصرة

ساهم موقع البصرة على مقربةٍ من الخليج العربي في جعلها منطقةً دافئةً شتاءً إلا أنّ الصيف يكون حارًا ذا رطوبة مرتفعة جدًا، وتمتازُ بوفرة الحيوانات المهاجرة في ربوعها تحديدًا البط، ويتدفّق في أراضيها نحو 635 نهرًا صغيرًا يقترن مباشرةً مع شطّ العرب من النواحي الشرقية والغربية له، ومن أشهر الأنهار: الخندق، والخورة، والرباط، والداكير، وأبو سلال، وباب الهوى وغيرها.


تقعُ البصرة على بعدٍ يصل إلى 549 كيلو مترًا مربعًا في الجهة الجنوبية من العاصمة العراقية بغداد تحديدًا فوق رأس مياه الخليج العربي، وبحكم موقعها الجغرافيّ الإستراتيجي فإنها تتمتع بوجود ثلاثة خطوط ملاحية عالمية لها، منها ميناء العميق وميناء أم قصر بالإضافة إلى ميناء البكر، وتقترن برابطة جوية مع المطار الدولي الحديث، بالإضافة إلى عدّة طرق برية تصل لخمسة طرق على الأقل؛ فتُخصص أربعة طرق للسيارات والطريق الخامس للقطار السريع، كما تمتلكُ المدينة طريقين نهريين وغيرها[٢].


مناخ البصرة

يتميّز مناخ البصرة بأنّه حار جدًا وصحراوي، إذ يتراوحُ معدل درجات الحرارة السنوي إلى ما يقارب 24 درجةً مئويةً، وقد تصل أحيانًا في شهر تموز إلى حوالي 34 درجةً مئويةً، وفي شهر آب إلى حوالي 41 درجةً مئويةً، وفي كانون الثاني تصل إلى حوالي 12 درجةً مئويةً، وتعدُّ الأمطار في البصرة شحيحةً جدًا، إذ لا تتجاوز 140 ملم سنويًا.


عدد سكان البصرة

تُعدُّ مدينة البصرة المدينة الثانية من حيث التعداد السكاني؛ إذ يكتظ السكان بها كثيرًا، فتُشير المعلومات إلى أنّ عدد سكان البصرة في عام 2010 ميلاديًا قد تجاوز 3.250.000 نسمة يتوزعون فوق مساحتها الممتدة إلى 181 كيلو مترًا مربعًا، أمّا في عام 2012 ميلاديًا فقد ارتفع العدد ليبلغ 3.5 مليون نسمة، ويُذكر بأنّ الأعداد قد بدأت تدخل في التعداد المليوني في غضون الفترة الممتدة ما بين القرن الثامن والقرن العشرين الميلادي، وبناءً عليه فإن المدينة تضم ما يقارب عُشر سكان الجمهورية ككل، وتأتي في المرتبة التاسعة عشر بين قائمة المدن الإسلامية المليونية[٣].


اقتصاد البصرة

تتمتّع البصرة بكنزٍ نفطيٍ عظيمٍ في أراضيها، فتقع البصرة فوق بقعة نفطية تعدُّ الأكثر ثراءً على مستوى العالم، وبالرّغم من توزّع الثروة النفطية بين كافةِ أرجاء البلاد؛ إلّا أنّ النواحي الجنوبية حيث تتواجد منطقة البصرة تتمركز أكثر، ومن الجدير بالذكر أن للبصرة النصيب الأكبر من الاحتياطي النفطي في العراق؛ إذ تتضمّن نحو 15 حقل نفطي منها حقل مجنون وحقل الرميلة الشمالي وحقل غرب القرنة وحقل نهر عمر وغيرها الكثير، وما زاد من أهمية النفط اقتصاديًا في المدينة وفرته وانخفاض تكلفة الإنتاج؛ إذ تُعد القيمة الأقل على مستوى العالم نظرًا لوجود آبار النفط والغاز الطبيعي في اليابسة على مقربة من سطح الأرض[٤].


معالم البصرة

تكثر المعالم الموجودة في مدينة البصرة، إلّا أنّه من أبرز هذه المعالم[٢]:

  • متحف الآثار الإسلامية.
  • منارة المسجد الجامع.
  • مراقد الصحابة والأئمة، ومنها مرقد طلحة بن عبيد الله ومرقد الزبير ومرقد الحسن البصري.
  • دار الإمارة.
  • سوق المربد، سوق مشهور جدًا ويُعد بمثابة موطن للفكر العربي الأصيل والاقتصاد.
  • جامع البصرة، يتوافد زوار المدينة لمشاهدة أول مسجد شُيّد في العراق، ويعود الفضل بتشييده لعتبة بن غزوان الذي شيده ليكون مقرًا للعلماء وطلبة العلم، وقسم المنطقة لعددٍ من السواري ليتخذ كل عالم أو مدرس ساريةً خاصةً به، فقد كان للحسن البصري سارية، وللخليل بن أحمد الفراهيدي سارية وغيرهم.


البيوت البصرية

تتميز البيوت البصرية كغيرها من بيوت المدن العراقية بتصميمها وإنشائها بطابع معماري واحد، والذي يتمثل بوجود الساحة الداخلية المكشوفة والتي تعرف بالعامية "الحوش"، وتعدُّ هذه المساحة مركز البيت وأهم نقطة فيه، وهي المحور الذي تُنظَّم من خلاله بقية غرف ومرافق المنزل، وتتميّز البيوت بوجود الأزهار والنباتات، والأشجار الصغيرة، ويعدّ هذا الطابع من تقاليد البناء المتوارثة من فترة العهد البابلي القديم، فقد أظهرت الاكتشافات الأثرية عن وُجود الكثير من بقايا أحياء مدينة أوار القديمة الواقعة الى الغرب من مدينة البصرة.


المراجع

  1. "البصرة"، YABEYROUTH، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "البصرة"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "البصرة"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.
  4. أحمد الدباغ (14-11-2017)، "مدينة عراقية تفوق في ثروتها دولتين عربيتين.. ماذا تعرف عن «البصرة»؟"، ساسة بوست، اطّلع عليه بتاريخ 25-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :