أضرار حليب الإبل على الحامل

أضرار حليب الإبل على الحامل

حليب الإبل

لعدّة قرون، كان حليب الإبل مصدرًا هامًا للعناصر الغذائية للثقافات البدوية في البيئات القاسية كالصحاري، والآن يُنتج ويُباع حليب الإبل تجاريًا في العديد من البلدان، بالإضافة إلى توفّره على شكل بودرة ومُجمّدًا، ويكون حليب الإبل غنيًّا بالعديد من العناصر الغذائية الهامّة للصحة عامّةً، وعندما يتعلّق الأمر بمحتوى السعرات الحرارية والبروتين والكربوهيدرات، فإنّ حليب الإبل يمكن مقارنته بحليب البقر كامل الدسم، لكنّه يحتوي على نسبة أقلّ من الدهون المُشبّعة، ويُوفّر المزيد من فيتامين ج، وفيتامين ب، والكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، ويحتوي نصف كوب -120 مل- من حليب الإبل على 50 سعرة حرارية، و 3 غرام بروتين، و 3 غرام دهون، و 5 غرام كربوهيدرات[١].


هل توجد أضرار لحليب الإبل على الحامل؟

إنّ حليب الإبل يُستهلك تقليديًا طازجًا بدون معالجة حرارية أو بسترة، ولا يَنصح العديد من المهنيّين الصحيّين بتناول الحليب الخام عامّةً نظرًا لارتفاع مخاطر التسمّم الغذائي، كما قد تُسبّب الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة في الحليب الخام العدوى، أو الفشل الكلوي، أو حتى الوفاة أحيانًا، وهذا الخطر مثيرٌ للقلق بشكل خاصّ للسيدات الحوامل، وكذلك الأطفال، وكبار السن، وأولئك الذين يعانون من ضعف فيجهاز المناعة، ووجدت إحدى الدراسات أنّ حليب الإبل تحديدًا يحتوي على كائنات حية دقيقة تُسبّب متلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، والسلّ، وحُمّى البحر الأبيض المتوسط، وهي عدوى شديدة تنتقل من منتجات الألبان غير المبسترة إلى البشر[٢][١].


هل توجد فوائد لشرب حليب الإبل؟

لشرب حليب الإبل فوائد صحية عديدة، بما في ذلك[١]:

  • قد يكون خيارًا أفضل لمن يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز أو حساسية الحليب: يُعدّ عدم تحمّل اللاكتوز حالةً شائعةً ناجمةً عن نقص اللاكتاز، وهو الإنزيم اللازم لهضم السكر الموجود في منتجات الألبان -اللاكتوز-، وقد يُسبّب الانتفاخ، والإسهال، وآلام في البطن بعد تناول منتجات الألبان، ويحتوي حليب الإبل على نسبة أقلّ من اللاكتوز مقارنةً بحليب البقر؛ ممّا يجعله أكثر احتمالًا للعديد من الأفراد الذين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز، وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على 25 شخصًا يعانون من هذه الحالة أنّ مُشارِكَيْن فقط كان لديهم ردّ فعل خفيف لما يقرب من كوب واحد -250 مل- من حليب الإبل، بينما لم يتأثّر الباقون، كما يحتوي حليب الإبل على تركيبة بروتين مختلفة عن حليب الأبقار، ويبدو أنّه يمكن تحمّله بطريقة أفضل من قبل الأشخاص الذين يعانون من حساسية حليب البقر[٣].
  • قد يُخفّض نسبة السكر في الدم: أثبتت إحدى الدراسات[٤]، أنّ حليب الإبل يُخفّض نسبة السكر في الدم، ويُحسّن حساسية الإنسولين لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني، ويحتوي الحليب على بروتينات شبيهة بالإنسولين، والتي قد تكون مسؤولةً عن نشاطه المضادّ لمرض السكري، أما الإنسولين فهو هرمون يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم، وفي دراسة[٥] استمرت لمدة شهرين على 20 بالغًا مصابًا بمرض السكري من النوع الثاني، تحسّنت حساسية الإنسولين بين أولئك الذين يشربون كوبين -500 مل- من حليب الإبل، مقارنةً بمجموعة حليب البقر، ووجدت دراسة أخرى[٦]، أنّ البالغين المصابين بمرض السكري من النوع الأول الذين شربوا كوبين -500 مل- من حليب الإبل يوميًا بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي مناسب وممارسة الرياضة، وعلاج الإنسولين شهدوا انخفاضًا في مستويات السكر في الدم والإنسولين، مقارنةً بأولئك الذين لم يتناولوا حليب الإبل.
  • قد يحارب الكائنات الحية المُسبّبة للأمراض ويُعزّز المناعة: يحتوي حليب الإبل على مركبات قد تُحارب الكائنات الحية المختلفة المُسبّبة للأمراض، والمُكوّنان النّشطان الرئيسان في حليب الإبل، هما اللاكتوفيرين، والغلوبولينات المناعية، وهي بروتينات قد تمنح حليب الإبل خصائصه المُعزّزة للمناعة، ويحتوي اللاكتوفيرين على خصائص مُضادّة للبكتيريا، والفطريات، والفيروسات، ومُضادّة للالتهابات، ومُضادّة للأكسدة، وعلاوةً على ذلك، أظهرت إحدى الدراسات[٧] التي أُجريت على الفئران أن حليب الإبل يحمي من نقص كريات الدم البيضاء -انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء- والآثار الجانبية الأخرى للسيكلوفوسفاميد، وهو عقار سامّ لعلاج للسرطان، وتدعم هذه النتائج خصائص الحليب المُعزّزة للمناعة، وتشير دراسات[٨] أخرى إلى أنّ بروتين مصل الحليب للإبل مسؤول عن قدرة الحليب على محاربة الكائنات الحيّة الضارّة، و قد يكون له خصائص مضادة للأكسدة تساعد الجسم على محاربة أضرار الجذور الحرّة.
  • قد يساعد في علاج أمراض الدماغ واضطراب طيف التوحّد: أُجريت بعض الدراسات[٩] حول تأثير حليب الإبل على الحالات السلوكية لدى الأطفال، ويقترح البعض أنّه قد يساعد المصابين بالتوحد، إلا أنّ معظم الأدلة غير مُؤكّدة، وجدت إحدى الدراسات[١٠] أنّ حليب الإبل قد يُحسّن سلوك التوحّد لدى الأطفال في الطيف، لكن استخدمت هذه الدراسة حليب البقر كعلاج وهمي، ولاحظت أنّ العديد من المشاركين يعانون من عدم تحمّل اللاكتوز أو حساسية الحليب، وأشارت دراسة أخرى[١١] أجريت على 65 طفلًا مصابًا بالتوحّد تتراوح أعمارهم بين 2 و 12 عامًا إلى أنّ شرب حليب الإبل لمدّة أسبوعين أدّى إلى تحسّن كبير في الأعراض السلوكية للتوحّد، والتي لم تظهر في مجموعة الدواء الوهمي، وعلى الرغم من أنّ الأبحاث واعدة، إلا أنّه لا ينصح باستبدال العلاجات القياسية للتوحّد بحليب الإبل، كما تُحذّر إدارة الغذاء والدواء (FDA) الأهل من أنّ هذه الإدعاءات غير مضمونة، وتفتقر إلى الأدلة الكافية، وقد يفيد حليب الإبل الأمراض التنكسية العصبية كمرض باركنسون، ومرض الزهايمر، ولكنّ القليل من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات قد بحثت في هذه الإمكانية.


من حياتكِ لكِ

عامّةً للحليب أنواع مختلفة، لكن النوعان الأساسيان هما الحليب كامل الدسم، والحليب قليل الدسم أو منزوع الدسم، وسواءً اخترتِ الحليب منزوع الدسم أو الحليب كامل الدسم، من الضروري اختيار الحليب المبستر؛ إذ يحتوي الحليب الخام عادةً على بكتيريا، والتي قد تكون خطيرةً عليكِ، وعلى الجنين، كما يوصي المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها السيدات الحوامل بتجنّب الأطعمة المصنوعة من الحليب غير المبستر، ويأتي الحليب من مصادر مختلفة، بما في ذلك الحيوانات والنباتات، وتتضمّن أنواع الحليب التي يمكنكِ الاختيار من بينها خلال فترة الحمل حليب البقر، وحليب الأرز، وحليب الصويا، وحليب اللوز، وحليب الماعز، وحليب جوز الهند، وحليب الزعفران، وحليب الشوكلاته، وكل نوع من هذه الأنواع له قيمة غذائية ونكهة مختلفة، والتي تحتاجين إلى معرفتها قبل الاستهلاك[١٢].


المراجع

  1. ^ أ ب ت "6 Surprising Benefits of Camel Milk (And 3 Downsides)", https://www.healthline.com, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  2. "Camel milk-associated infection risk perception and knowledge in French Hajj pilgrims", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  3. "Consumption of camel's milk by patients intolerant to lactose. A preliminary study", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  4. "Effect of camel milk on glucose metabolism in adults with normal glucose tolerance and type 2 diabetes in Raica community: a crossover study", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  5. "Effect of Camel Milk on Blood Sugar and Lipid Profile of Patients With Type 2 Diabetes: A Pilot Clinical Trial", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  6. "Effect of camel milk on glycemic control and insulin requirement in patients with type 1 diabetes: 2-years randomized controlled trial", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  7. "Immune potentiating and antitoxic effects of camel milk against cyclophosphamide-induced toxicity in BALB/C mice", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  8. "Why whey? Camel whey protein as a new dietary approach to the management of free radicals and for the treatment of different health disorders", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  9. "Patient Report: Autism Spectrum Disorder Treated With Camel Milk", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  10. "Nutritional and Therapeutic Characteristics of Camel Milk in Children: A Systematic Review", https://www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 2020-09-01. Edited.
  11. "Behavioral Benefits of Camel Milk in Subjects with Autism Spectrum Disorder", https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, 2020-09-01. Edited.
  12. "Milk During Pregnancy: Which Type Is Best For You And Why?", https://www.momjunction.com/, Retrieved 2020-09-01. Edited.

فيديو ذو صلة :

562 مشاهدة