الرحم
يؤثر شكل الرحم مباشرةً على الوظيفة الإنجابية؛ إذ إنه المكان الذي يعيش فيه الجنين لمدة تسعة أشهر من الحمل، وقد تحدث حالات فيها عيوب خلقية في الرحم بسبب حدوث تغييرات في تطور الرحم للفتاة حين كانت جنينًا، مما يؤدي إلى فشل انزراع الجنين وفقدان الحمل المتكرر نتيجةً لذلك حين تكبر وتحاول الحمل. يتكون الرحم من بنى جنينية تُعرف باسم قنوات مولريان، وأثناء نمو الأنثى في مرحلتها الجنينية تنمو قنوات مولريان لتشكل الأجزاء الرئيسة للجهاز التناسلي الأنثوي، وهي: الرحم، وقناتا فالوب، وعنق الرحم، وجزء من المهبل، ثم يحدث تمايز لتلك القنوات في الجهاز التناسلي على ثلاث مراحل تشمل تشكيل قنوات مولريان، ثم اندماج تلك القنوات، ثم إذابة الحاجز الذي يقسم الرحم من المنتصف، وأي خلل يحدث أثناء نمو الجنين الأنثى قد يؤدي إلى حدوث تشوه خلقي في الرحم نتيجةً لذلك، ثم تنمو المرأة برحم ذي شكل غير طبيعي بسبب التطور غير المكتمل لقناة مولريان.[١]
قد تكون التشوهات أثناء تمايز قناة مولريان ناتجةً عن التشوهات الخلقية أو العوامل البيئية التي تعرضت لها الأم قبل الولادة لابنتها، ومن تلك العوامل التعرض للإشعاع أثناء الحمل، وإصابة الأم بالتهابات داخل الرحم، أو تعرض المرأة لمواد تسبب تشوهات للجنين. ومن الجدير بالذكر أن تشوهات الرحم موجودة عند حوالي 5.5 % من الإناث اللواتي خضعن لعلاجات الخصوبة، وحوالي 8% من مجموع النساء اللواتي يعانين من حالات إجهاض متكررة، وقد تؤدي تلك التشوهات في الرحم إلى تقليل قدرة المرأة على الحمل، أو قدرتها على حمل الطفل في رحمها حتى الولادة، وهي سبب رئيس للإجهاضات المتكررة.[١]
يعتمد تأثير التشوه على الإنجاب على نوعه ودرجة شدته، وقد لا تظهر أي أعراض لدى مجموعة كبيرة من النساء المصابات بتشوهات في الرحم، ولا يكتشفن ذلك إلا بعد إجراء صورة الموجات فوق الصوتية الروتينية أو زيارة اختصاصي بسبب مشكلة في الحمل، وتختلف الأعراض بناءً على نوع التشوه وشدته، وفي هذا المقال ذكر لأشكال الرحم المحتملة لدى الأنثى عدا عن الشكل الطبيعي للرحم[١].
أشكال الرحم عند المرأة
إن عدم اكتمال تطور الجهاز التناسلي لدى الأنثى أثناء فترة تكونها في رحم أمها قد تنتج عنه عدة تشوهات في الرحم تنتج عنها أشكال متعددة للرحم، منها ما يأتي[٢]:
- الرحم ذو القرنين أو الرحم على شكل القلب: هو رحم ذو نصفين على شكل قلب، وفي العادة لا تعاني النساء اللواتي لديهن رحم ذو قرنين من صعوبات في الحمل، خصوصًا في بداياته، لكن يوجد خطر طفيف من حدوث الإجهاض أو الولادة قبل الأوان، ويمكن أن تعاني المرأة التي لديها هذا النوع من التشوهات من ألم أثناء الجماع، وألم أو عدم راحة في منطقة البطن، ونزيف مهبلي غير منتظم، وآلام أثناء الدورة الشهرية، والإجهاض المتكرر، كما يمكن أن يؤثر الرحم ذو القرنين على الطريقة التي يتموضع بها الطفل في الرحم في فترة لاحقة من الحمل، لذلك قد يوصي بعض الأطباء بالولادة القيصرية.[٣].
- الرحم ذو القرن الواحد: وجود رحم بقرن واحد أمر نادر الحدوث، إذ يكون حجم الرحم في هذه الحالة نصف حجمه الطبيعي بسبب فشل أحد الجانبين في النمو، ويوجد خطر متزايد للحمل خارج الرحم، أو الإجهاض المتأخر، أو الولادة المبكرة. وقد يستلقي الطفل في الرحم بوضعية غير ملائمة له في فترة لاحقة من الحمل، لذلك قد يوصى بالولادة القيصرية، وغالبًا تستطيع النساء اللواتي يعانين من رحم بقرن واحد الحمل وتكوين جنين، لكن يوجد العديد من المصابات بهذا التشوه في الرحم بين النساء ومصابات بالعقم.
- الرحم المزدوج: يُقسم الرحم في هذه الحالة إلى قسمين، على كل جانب من الحوض تجويف خاص به، ويؤثر هذا الازدواج في الرحم عليه وعلى عنق الرحم، وقد يؤثر أيضًا على الفرج والمثانة ومجرى البول والمهبل، وفي العادة لا تعاني النساء اللواتي لديهن رحم مزدوج من صعوبات في الحمل، لكن يوجد فقط خطر طفيف من حدوث ولادة مبكرة لدى المرأة التي لديها هذه التشوه في الرحم.
- الرحم بحاجز رحمي كلي أو جزئي: يحتوي الرحم في هذه الحالة على جدار من العضلات ينزل في الوسط ويقسم الرحم إلى قسمين، وفي بعض الأحيان يكون الجدار جزئيًّا أسفل الرحم، والنساء المصابات بالرحم المفصول بحاجز يكنّ أكثر عرضةً لصعوبات الحمل، كما توجد خطورة متزايدة للإجهاض في الثلث الأول من الحمل والولادة المبكرة، وفي فترة لاحقة من الحمل حين ينمو الجنين قد يكون في وضع حرج وغير ملائم في الرحم.
- الرحم المقوس: يشبه الرحم المقوس الرحم العادي، لكنه مقوس نحو الأسفل من الأعلى، وهذه الشكل لا يزيد من خطر الولادة المبكرة أو الإجهاض في الثلث الأول من الحمل، لكنه يزيد من خطر الإجهاض في الثلث الثاني من الحمل، ومع تقدم الحمل قد يكون الجنين بوضع حرج، لذلك قد تحتاج المرأة إلى ولادة قيصرية.
تشخيص تشوهات الرحم
في العادة لا تعاني المرأة من أي أعراض محددة تكشف إصابتها بتشوهات في الرحم، ومن غير المحتمل وجود أي أعراض جسدية في بداية الحمل، وفي الغالب تُكتشف هذه التشوهات في الفحوصات الروتينية التي تجريها الحامل؛ لأن رحمها يبدو في الصورة مختلفًا تمامًا عن الرحم الطبيعي، وفي حالات أخرى -خاصةً إذا لم تكن التشوهات شديدةً- فمن غير المرجح تمييزها من قِبَل الطبيب؛ لأن فحوصات الحمل الروتينية لا تركز على شكل الرحم بالتحديد أثناء الفحص بل على الجنين.
معظم النساء لا يدركن أن لديهن رحم غير طبيعي إلا عندما يصبحن حوامل، وبعضهن يعرفن عقب الإجهاض المتكرر في الثلث الأول لثلاث مرات متتالية أو أكثر، وقد تتعرض بعض النساء لنزيف غير طبيعي أو دورة شهرية شديدة الغزارة، أو نزيف في غير أوقات الدورة الشهرية، وتُستخدم بغرض التأكد من وجود خلل في بنية الرحم عدة وسائل طبية، منها: تنظير الرحم، أو تنظير البطن، أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، أو فحص الحوض ثلاثي الأبعاد.[٢].
علاج تشوهات الرحم والحمل
يُقيّم الطبيب حالة المرأة من حيث قدرتها على التخصيب بصورة طبيعية دون مساعدة مخبرية خارجية، فإن كانت تستطيع ذلك يقيّم قدرة الرحم على استيعاب حجم الجنين في مراحل الحمل المتقدمة، وكذلك قد يلجأ الأطباء إلى علاج التشوهات في الرحم جراحيًا؛ إذ تتطلب بعض التشوهات الشديدة إجراء عملية جراحية، فعلى سبيل المثال في حالة الرحم بحاجز يجب إجراء عملية جراحية لإزالة الحاجز، وعمومًا ينبغي تقييم مدى التشوه من أجل تحديد تأثيره على الوظيفة الإنجابية والحمل لدى المرأة.[١].
المراجع
- ^ أ ب ت ث Rebeca Reus , Dr. Joel G. Brasch, Marie Tusseau (2019-7-5), "Uterine Anomalies – Types, Impact on Fertility & Treatment"، babygest, Retrieved 2019-12-11. Edited.
- ^ أ ب tommys staff (2016-10-5), "Uterine abnormality - problems with the womb"، tommys, Retrieved 2019-12-12. Edited.
- ↑ Bethany Cadman (2018-2-5), "What is a bicornuate uterus?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-12-12. Edited.