اسباب الإجهاض المبكر والمتكرر

اسباب الإجهاض المبكر والمتكرر

الإجهاض المبكر والمتكرر

يُعرف الإجهاض المتكرر بفقدان الحمل وحده دون أي تدخل ثلاث مرات متتالية أو أكثر[١]، في حين يُعرَف الإجهاض المبكِر بفقدان الحمل قبل بلوغ الجنين الـ 20 أسبوعًا من الحمل، أو بفقدان الحمل عندما يكون وزن الجنين أقل من 500 غرام، فيُعد الإجهاض من أكثر الأشياء المؤلمة التي تمر به المرأة عند حدوثه، ويحدث الإجهاض لدى النساء بنسبة 8-20% قبل بلوغ الجنين الـ 20 أسبوعًا من عمره، كما أن 80% من هذه الحالات يحدث الإجهاض فيها قبل بلوغ الجنين الـ 12 أسبوعًا؛ ففي هذا المقال سنتطرق لأهم الأسباب المسؤولة عن الإجهاض المبكر أو المتكرر، وطرق العلاج المقترحة لبعض الأسباب[٢][٣].


أسباب الإجهاض المبكر والمتكرر

تختلف أسباب الإجهاض من امرأة إلى أخرى، ولكن الأسباب الآتية تعد أكثر الأسباب شيوعًا لحصول الإجهاض المبكر والمتكرر لدى المرأة الحامل[٤]:

  • أسباب جينية: إذ يورّث أحد الطرفين كروموسومات غير طبيعية للجنين؛ مما يفقده القدرة على التطور الطبيعي، إذ يكون هناك كروموسوم مفقود، أو آخر زائد، وينتج عادةً هذا أثناء الانقسام، ويحدث بنسبة 50% من حالات الإجهاض المبكر[٤][٥].
  • أسباب هرمونية: يعد الخلل الهرموني لدى الأم عاملًا في حدوث الإجهاض في بعض الحالات النادرة؛ ففي حالات معينة مثل تكيس المبايض يترافق معها ازدياد في هرمون التيستوستيرون، والهرمون المنشط للجسم الأصفر؛ مما يؤدي إلى الإجهاض.
  • اضطرابات في تخثر الدم: من الأمثلة على هذه الاضطرابات متلازمة مضاد الفوسفولبيد والذئبة الحمراء، وتمنع وتعيق هذه الاضطرابات تدفق الدم إلى المشيمة، كونه يصبح دبقًا وأكثر لزوجةً؛ مما يقلل من وصول الأكسجين والغذاء للجنين فينتج عنه عدم تطور الجنين تطوّرًا كاملًا وصحيحًا، وبالتالي الإجهاض.
  • تشوهات في الرحم: يزيد وجود مشاكل في تكوين الرحم كالشكل غير الطبيعي له من احتمالية تكرر الإجهاض، ويزيد أيضًا من نسبة حدوث الولادة المبكرة.
  • ضعف أو عدم كفاءة عنق الرحم: يحدث الأجهاض عادةً في هذه الحالة في الثلث الثاني من الحمل؛ إذ لا يستطيع عنق الرحم دعم وتثبيت الحمل؛ فيحدث أن تشعر المرأة بضغط مفاجئ، ويطرد الجنين وأجزاء من المشيمة دون الشعور بالألم الشديد، ويمكن أن يُجري الطبيب تطويقًا لعنق الرحم عن طريق خياطة المناطق الضعيفة في بداية الحمل القادم، تقريبًا في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، لتجنب حدوث إجهاض آخر[٤][٦].
  • مشاكل ناتجة عن وجود عدوى: هي من الأسباب نادرة الحدوث للإجهاض المتكررref name="tz5s2IDo4q"/>.
  • تناول بعض الأدوية: فتناول بعض الأدوية يُمكن أن يزيد من خطر حدوث الإجهاض المبكر، كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، والريتينويد، والميزوبروستول، والميثوتريكسيت[٣].


توجد أمور تزيد احتمالية حدوث الإجهاض لدى الأم، ولكنها لا تعد سببًا رئيسيًا، مثل الأمور الآتية[٥]:

  • العمر المتقدم في الحمل: فالنساء الأكبر من 35 عامًا لديهن نسبة أعلى بـ 20 % لحدوث الإجهاض من النساء الأصغر عمرًا، بينما تزداد هذه النسبة لتصل إلى 40% للعمر 40 عامًا، وتصل إلى 80% للنساء في سن 45.
  • فحوصات ما قبل الولادة: مثل فحص الزغابات المشيمية، وفحص بزل السائل الأمنيوسي؛ إذ تزيد هذه الفحوصات من احتمال الإجهاض بنسب قليلة جدًا.
  • أسباب أخرى:
    • السكري غير المسيطر عليه.
    • الالتهابات المهبلية المتكررة.
    • أمراض الغدة الدرقية.
    • التدخين.
    • شرب الكحول.
    • إدمان المخدرات.
    • الوزن الزائد أو الوزن القليل جدًا.

وبعض الأمور شاع عنها أنها تسبب للإجهاض، غير أنها لا تسبب ذلك، ومثال على ذلك ما يلي[٥]:

  • التمارين الرياضية، سواء كانت خفيفةً أم ثقيلةً، مثل الركض و ركوب الدراجة الهوائية.
  • العمل؛ إلا في حال التعرض للإشعاع أو المواد الكيميائية الضارة أثناء العمل.
  • الجماع.


أعراض الإجهاض المبكر والمتكرر

من الأفضل مراجعة الطبيب في أسرع وقت، عند تواجد أي من أعراض الأجهاض المبكرر والمتكرر التالية[٣]:

  • النزيف: ويُعد النزيف المهبلي واحدًا من أكثر أعراض الإجهاض المبكر شيوعًا، ومع ذلك ليس كل نزيف مهبلي يدل على الإجهاض.
  • ألم البطن والمغص: فتكون شدة المغص من خفيفة إلى شديدة، وعادةً ما يتواجد في منطقة أسفل البطن، وقد يكون في أغلب الأحيان كمغص الدورة الشهرية؛ فالمغص الخفيف لا يعني دائمًا احتمالية حدوث الإجهاض، ولكن وجود الألم والمغص الشديد، لا سيما على جانب واحد من بطن الحامل يستدعي المراجعة الفورية للطبيب.
  • ألم في الظهر: فالألم الحاد كألم الطعن عادةً ما يُشير إلى الإجهاض، أو وجود الالتهابات؛ فعند شعور الحامل بألم غير طبيعي في الظهر ينبغي عيلها مراجعة الطبيب على الفور.
  • أعراض أخرى: فيُمكن لخروج السوائل من مهبل الحامل، أو خروج بعض التجلطات من الدم، أو أنسجة الحمل من المهبل أن تكون علامةً على حدوث الإجهاض[٧].


علاج الإجهاض المبكر والمتكرر

يعتمد علاج الإجهاض المبكر والمتكرر اعتمادًا على السبب الكامن وراء حدوثه، ويمكن بيان بعض الأمثلة على النحو الآتي[٢]:

  • مشاكل الرحم: توجد عدة طرق للتحقق من شكل الرحم المسببب للإجهاض المتكرر، واعتمادًا على النتائج قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لعلاجها.
  • مشاكل تخثر الدم وتجلطات المشيمة: يُمكن استخدام الأدوية كالأسبرين، أو حقن الهيبارين للتقليل من خطر الإجهاض.
  • ضعف عنق الرحم: فيُمكن للمسح الضوئي، أو إجراء تطويق عنق الرحم في وقت مبكر من الرحم، أن يُقلل من احتمالية الإجهاض.
  • أنماط الحياة غير الصحية: ففي حال الحمل وسط وجود أنماط حياة سيئة يجب التخلص منها في أسرع وقت؛ كالإقلاع عن التدخين، والتوقف عن تناول الكحول والمخدرات[٣].
  • مشاكل الغدة الدرقية أو مرض السُكَري: يُمكن للطبيب وصف مجموعة من الأدوية للسيطرة على هرمون الغدة الدرقية لمستواه الطبيعي، وللحفاظ على نسبة السُكَر الطبيعية في الجسم[١].
  • توسيع وكحت الرحم: ويتخذ الطبيب هذا الإجراء بعد التأكد من الإجهاض؛ لإزالة أي بقايا ميتة من الجنين وبطانة الرحم، ويمكن الاستعاضة عن هذا الإجراء بأخذ أدوية من شأنها أن تطرد هذه البقايا[٦].
  • متلازمة مضاد الفوسفولبيد، يُمكن علاج هذه الحالة الطبية لمنع الإجهاض المتكرر عن طريق إحدى العلاجات التالي:
    • حقن الهيبارين تحت الجلد.
    • جرعات قليلة من الأسبرين.
    • البريدنيزون.
    • أجسام مضادة.
    • مزيج من هذه العلاجات.


تشخيص الإجهاض المبكر والمتكرر

في حال شعرت الأم الحامل بأي من الأعراض التي ذُكرت سابقًا، فسوف يُجري الطبيب الفحوصات التالية للتأكد من حدوث الإجهاض أو لا، فضلًا عن فحوصات أخرى للتأكد من سير الحمل على ما يرام، ومن هذه الفحوصات ما يأتي[٥]:

  • فحص الدم: يُجري الطبيب فحص الدم بتتبع مستوى الهرمون الموجه للغدد التناسلية المعروف بهرمون الحمل (hCG)، وأيضًا معرفة نوع الدم للأم الحامل وإذا كانت الأم تعاني من فقر الدم.
  • فحص الحوض: ويتأكد الطبيب من خلاله من وجود توسع في عنق الرحم.
  • فحص الموجات فوق الصوتية: يستمع فيه الطبيب لنبضات قلب الجنين ويتأكد من النمو الطبيعي له، ويكرر الفحص بعد أسبوع إذا لم يستطع الطبيب ذلك، كما يكرر أكثر من مرة خلال فترة الحمل للمتابعة الدقيقة لتطور الجنين.
  • فحص الأنسجة: يجري فيها فحص الأنسجة المفرزة عن طريق المهبل للتأكد من عدم وجود سبب آخر للأعراض التي تصيب المرأة.
  • الفحص الكروموسومي: ويُجرى لكلا الزوجين في حال التعرض للإجهاض أكثر من مرتين؛ وذلك للتأكد من دور الكروموسومات في حالة الإجهاض التي تتعرض لها الأم.


الحمل مرةً أخرى بعد الإجهاض

يعد الإجهاض تجربةً مريرةً، لكن لا يجب اليأس من تكرار محاولة الحمل؛ فإن 85% على الأقل من النساء اللواتي عانين من الإجهاض تمكنوا بعدها من الحمل والولادة طبيعيًا؛ فإن الإجهاض المتكرر ليس له علاقة بالضرورة بالخصوبة، لكن إذا مرت الأم بتجربتي إجهاض متتاليتين، فعليها أن تراجع الطبيب ليجري لها الفحوصات اللازمة للتأكد من عدم وجود سبب واضح للإجهاض، وإذا نوت الحمل مرةً أخرى عليها محاولة إعطاء نفسها الوقت الكافي لتتعافى نفسيًا، وعاطفيا، وجسديًا، وينصح الخبراء بمدة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر قبل محاولة الحمل مرةً أخرى[٦]. وتوجد إجراءات ممكن أن تتخذها الام بالتعاون مع الطبيب للتأكد من سلامة الحمل وإتمامه، ومن هذه الإجراءات ما يلي[٥]:

  • أخذ قسط كافٍ من الراحة والوقت للاعتناء بالنفس.
  • أخذ الفيتامينات الموصوفة للحمل يوميًّا.
  • الابتعاد عن الكحول والتدخين والمخدرات.
  • المتابعة الدقيقة للحمل منذ الأسابيع الأولى.
  • إذا كانت الأم تعاني من مشكلة صحية مزمنة، فعليها أن تبقى تحت السيطرة مثل السكري والغدة الدرقية.
  • التقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ إذ وجدت الأبحاث علاقةً بين الإكثار من شرب مشروبات الكافيين وبين الإجهاض.
  • أخذ هرمون البروجيستيرون، إذ قد يصف الطبيب هرمون البروجيستيرون في بداية الحمل كونه يزيد من كثافة المشيمة، ويزيد من استعداد جسم المرأة لاستقبال الجنين[٤].
  • أخذ مضادات التخثر إذا كانت الأم تعاني من الأمراض المتعلقة بتخثر الدم؛ فإن الطبيب سيعطيها الأدوية المناسبة مثل الأسبرين، والهيبارين، وغيرها[٤].
  • فحص الرحم والمشيمة والحوض للتأكد من عدم وجود مشاكل خلقية قد تستدعي الجراحة لمعالجتها[٤].


المراجع

  1. ^ أ ب "Recurrent Pregnancy Loss", uclahealth, Retrieved 12-1-2020. Edited.
  2. ^ أ ب John C Petrozza, MD (7-10-2016), "Recurrent Early Pregnancy Loss"، emedicine, Retrieved 12-1-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث Kate Shkodzik, MD (2-11-2018), "Symptoms of Early Miscarriage and Ways to Cope with First-trimester Pregnancy Loss"، flohealth, Retrieved 12-1-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح "Recurrent Miscarriage", Tommys, Retrieved 07-02-2020. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Miscarriage ", mayoclinic,16-07-2019، Retrieved 07-02-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Pregnancy and Miscarriage", ًwebmd,27-07-2019، Retrieved 07-02-2020. Edited.
  7. "Signs of miscarriage Print", pregnancybirthbaby,1-7-2019، Retrieved 12-1-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

704 مشاهدة