أنواع الرحم ذو القرنين

أنواع الرحم ذو القرنين

الرّحم ذو القرنين

يُعرّف الرّحم بأنّه عضو مجوف على شكل كمثرى يقع أسفل بطن المرأة، بين منطقة المثانة والمستقيم، ويُسمّى الجزء السفلي الضّيّق من الرّحم باسم عُنق الرّحم، أمّا الجُزء العلوي الأوسع فهو جسم الرّحم، ويتكوّن من ثلاث طبقات من الأنسجة، وعامّةً في سنّ الإنجاب تمرّ الطّبقة الدّاخلية أو ما يُسمّى ببطانة الرّحم من الرحم بسلسلة من التّغيرات الشّهرية المعروفة باسم الدّورة الشّهريّة، إذ في كل شهر ينمو نسيج بطانة الرحم، ويزيد سمكه استعدادًا لاستقبال بويضة مخصّبة، لكن في حال عدم استخدام نسيج بطانة الرحم بسبب عدم حدوث الحمل يحدث الحيض، إذ تتفتّت بطانة الرحم، وتخرج عن طريق المهبل، أمّا الطّبقة الوسطى من الرحم أو ما يُسمّى بعضل الرّحم فهي أنسجة عضليّة تتّمدّد أثناء فترة الحمل لتحمل الجنين المتنامي، وتنقبض أثناء المخاض لتسهيل إنجاب الطّفل، أمّا الطّبقة الخارجيّة للرحم فتتمدّد أيضًا أثناء فترة الحمل وتنقبض أثناء المخاض[١].


يُعدّ الرحم ذو القرنين نوعًا من التّشوّهات الرّحميّة الخَلقيّة أو تشوّهات في قناة موليريان الّتي يبدو فيها الرّحم على شكل قلب، وذلك لاحتواء الرّحم ذي القرنين على تجويفين ملتصقين، بينما يحتوي الرّحم النّموذجي الطّبيعي على تجويف واحد فقط، وتحدُث أنواع التّشوّهات في قناة موليريان مبكّرًا قبل الولادة، بما في ذلك الرّحم ذو القرنين، أي أثناء وجود الجنين في رحم الأم، إذ يتشكّل الجهاز التّناسلي للجنين أثناء فترة الحمل، وفي الحالات الطّبيعية تمتلك الأنثى قناتين موليريّتين أثناء الفترة الجنينيّة، تندمجان لتُشكّلا رحمًا واحدًا، أمّا في حالة الرّحم ذي القرنين، فلا تندمج هذه القنوات تمامًا، ومن الممكن أن تحدُث هذه الحالة عند تناول الأم لدواء يُسمّى ثنائي إيثيل ستيلبوستيرول أثناء الحمل، أو قد يحدث لأسباب غير معروفة إلى الآن، ويُعدّ الرّحم ذو القرنين من أكثر أنواع تشوّهات القناة الموليريّة شيوعًا وحدوثُا بين النّساء[٢].


أنواع الرّحم ذو القرنين

قد يُقسم الرحم ذو القرنين لنوعين فرعيّيْن، حسب تأثيره في قناة عنق الرحم، ونذكر هذه الأنواع فيما يأتي[٣]:

  • رحم ذو قرنين وعنقين: في هذه الحالة فإنّ الرحم ذا القرنين يُصاحب بقانتيّ رحم، كما تمتدّ عضلات الرحم الوسطى إلى الفوهة الخارجيّة، وهي فتحة عنق الرحم باتجاه المهبل.
  • رحم ذو قرنين وعنق: في هذه الحالة فإنّ الرحم ذا القرنين يُصاحب بقناة رحم واحدة، كما تمتدّ عضلات الرحم الوسطى إلى الفوهة الداخليّة، وهي فتحة عنق الرحم باتجاه الرحم.


أعراض الرّحم ذو القرنين

النّساء المُصابات بالرحم ذي القرنين يولدن بهذه الحالة، ومع ذلك قد لا يعرفن أنّهنّ مصابات، إلّا إذا خضعن لفحص بالموجات فوق الصّوتيّة أو نوع آخر من التّصوير، وذلك لأنّه في كثير من الأحيان قد لا تُسبّب هذه المشكلة أي أعراض ملحوظة، لكن توجد بعض النّساء المُصابات بالرّحم ذي القرنين يعانين من بعض الأعراض، يُذكر منها ما يأتي[٤]:

  • دورة شهريّة غير منتظمة.
  • الإجهاض المتكرّر.
  • ألم أثناء فترة الحيض.
  • الشّعور بعدم الرّاحة في منطقة البطن.
  • ألم أثناء الجماع.


سبب الرّحم ذو القرنين

يتطوّر رحم الأنثى عندما تكون في رحم أمّها، فإذا لم يتطور رحمها طبيعيًا قد يحدث خلل في الرّحم، ويُعرف هذا باسم الخلل الخُلقي، وهذا يعني أنّ الرّحم ذا القرنين يكون مع المرأة منذ الولادة، ومن المستحيل منع حدوثه أو إيقافه، ويحدُث الرّحم ذو القرنين نتيجة التّطوّر غير الطّبيعي للقنوات المسماة بقنوات الكلوة الجنينيّة الموسّطة الإضافيّة، أو قنوات الموليريان، فعندما يفشل اندماج هذه القنوات بالشّكل الصّحيح، يُصبح الرّحم مقسومًا لقسمين، مما ينتج عنه ظهور الرحم بشكل القلب[٥].


تشخيص الرّحم ذو القرنين

على النّساء اللّواتي يُعانين من الإجهاض المُتكرّر أو الدّورة غير المنتظمة، أو حدوث الدّورة مع ألم مراجعة الطّبيب لمعرفة السّبب الكامن وراء حدوث مثل هذه الأعراض، وتوجد مجموعة من الاختبارات لتشخيص الرّحم ذي القرنين يُذكر منها[٤][٥]:

  • الموجات فوق الصّوتيّة، إذ تستخدم الموجات الصّوتيّة عالية التّردد لإنشاء صورة للرحم.
  • التّصوير بالرّنين المغناطيسي، وذلك باستخدام مجال مغناطيسي قويّ وأمواج راديو لإنتاج صور مفصّلة للرحم.
  • تصوير الرّحم أو إجراء أشعّة سينيّة للرحم وقناتي فالوب بعد حقن صبغة خاصة.
  • فحص الحوض.


في معظم الأحيان تكشف هذه الحالة من خلال الموجات فوق الصّوتية التي تُجرى لإلقاء نظرة على الرّحم أثناء الحمل، أو عندما تواجه المرأة أعراضًا غير مرغوب بها، إذ تتفاجأ النّساء بمعرفة أنّ لديهنّ رحمًا على شكل قلب، وبعضهنّ يبقين طوال حياتهن لا يعرفن بذلك.


علاج الرّحم ذو القرنين

قد لا تحتاج المرأة أبدًا لأي نوع من أنواع العلاجات للرّحم ذي القرنين، فإذا لزم الأمر، قد تُجرى عمليّة تسمّى (Strassman metroplasty) للنّساء اللّواتي يعانين من الإجهاض المتكرّر الّذي يُعتقد أنّ سبب حدوثه يرجع إلى الرّحم ذي القرنين، فإجراء هذه العمليّة كحلّ للعقم، أمر مثير للجدل، إذ تُشير غالبيّة الأبحاث التي أُجريت إلى أنّ وجود الرّحم ذي القرنين لن يُؤثّر على فرصة المرأة في الحمل، أمّا إذا كانت المرأة حاملًا، فقد تحتاج لتطويق أو خياطة عنق الرحم، وهو غرزة توضع في عنق الرحم لمنع التّوسّع المبكّر له، فهذا الإجراء يمنع الولادة المبكّرة، أو فقدان الحمل في مراحل متأخرّة منه، ويعتمد العلاج على قرار الطّبيب، وعلى الظروف المحيطة بالحمل[٥][٢].


تأثير الرّحم ذو القرنين على الحمل

ربّما لن يؤثّر الرّحم ذو القرنين على خصوبة المرأة، ففي الواقع أظهرت الدّراسات أن وجود الرّحم ذي القرنين، لا يُقلّل من فرصة المرأة في حدوث الحمل، لكن تُشير بعض الأبحاث القديمة إلى أن هذه الحالة غير الطّبيعية للرّحم، تكون أكثر شيوعًا عند النساء المصابات بالعقم، ويزيد الرّحم ذو القرنين من خطر الإجهاض في وقت متأخّر من الحمل أو ولادة الطّفل مبكّرًا، ويُشير بعض الباحثين إلى أن حدوث مثل هذه المُشكلات والمُضاعفات قد يحدُث بسبب تقلّصات الرّحم غير المنتظمة أو انخفاض سعة الرحم[٤][٦].


تختلف الإحصاءات عندما يتعلق الأمر بتحديد عدد النساء اللواتي يعانين من هذه المشاكل، فعلى سبيل المثال يذكر أحد التّقارير أنّ حدوث الإجهاض المتكرّر لدى النّساء المصابات بعيوب في الرحم يتراوح بين 1.8% و37.6%، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالرّحم ذي القرنين لديهم فرصة أكبر للإصابة بعيوب خَلقيّة مقارنةً بأولئك الذين يولدون لنساء ليست لديهنّ أي مشاكل في الرّحم، فإذا كان للمرأة الرحم ذو القرنين، فسيُتعامل مع حملها باعتباره شديد الخطورة، إذ سيراقب الطّبيب الحمل بعناية، ويُجري الموجات فوق الصّوتيّة المتكررّة للتحقق من موقع الطّفل في الرّحم ووضعيّته، إذ إنّ الجنين قد يستقرّ في الوضعيّة المقعديّة، وهذا يعني أنّ قدميه متّجهتان نحو الأسفل قبل الولادة، وهذه الوضعيّة تتطلّب إجراء المزيد من الاختبارات، وستكون الحامل أكثر عُرضةً للولادة عن طريق الولادة القيصريّة[٤].


المراجع

  1. William C. Shiel Jr, "Medical Definition of Uterus"، medicinenet, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Krissi Danielsson (24-9-2019), "Overview of Bicornuate Uterus"، verywellfamily., Retrieved 9-12-2019. Edited.
  3. Sonam Vadera and Frank Gaillard, "Bicornuate uterus"، radiopaedia, Retrieved 12-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Julie Marks (26-7-2017), "What Is a Bicornuate Uterus and How Does It Affect Fertility?"، healthline, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  5. ^ أ ب ت Bethany Cadman (5-2-2018), "What is a bicornuate uterus?"، medicalnewstoday, Retrieved 9-12-2019. Edited.
  6. K. Jayaprakasan, A. Tan ، J. G. Thornton، and others (10-8-2011)، "Reproductive outcomes in women with congenital uterine anomalies: a systematic review"، onlinelibrary, Retrieved 14-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

620 مشاهدة