محتويات
لماذا قد يكون الزواج صعبًا؟
الزّواج صعب وهذه حقيقة لا مهرب منها، ويمكن لأيّ شخص مرّ على زواجه أكثر من عامين أن يشهد على هذه الحقيقة، وفي الواقع تُوجد العديد من الأسباب التي تفسّر هذه الصّعوبة، ومنها الاعتقاد الخاطئ بأنّ شهر العسل يجب أن يستمرّ إلى الأبد؛ لأنّ الكثيرين يعتقدون أنّ الزّواج سيكون سهلًا، لكن تُوجد الكثير من الأوقات الصّعبة التي لا بدّ أن تمرّ في حياة أيِّ اثنين، ويرى الأزواج النّاجحون أوقات الرّضا على أنّها فرص للاستعداد للأوقات العصيبة التي تلوح في الأفق، ومن أسباب صعوبة الزّواج أيضًا الاعتقاد بأنّ النّاس لن يتغيّروا، لكنّ التّغيُّر بمرور الوقت أمر لا مفرّ منه، كما أنّ الاستعداد للتّغيير سيؤدّي إلى زواج أكثر صحّة، وعدم الرّغبة في التغيير سيخلق مزيدًا من المشكلات، وأفضل الزّيجات تكون في رحلة هادفة مدى الحياة لمتابعة التّغيير الشّخصيّ لتحسين العلاقة.[١]
تؤدّي مقارنة وضع زوجين حاليًّا بوضع أزواج آخرين إلى موقفين مدّمرين، وهما الغطرسة، إذا كانت المقارنة مع أناس تُعساء في علاقتهم، أو الدّونيّة التي يمكن أن تؤدّي إلى الحسد، بعيدًا عن المقارنات يجب الاستعداد للتّعلّم من أولئك الذين لديهم شيء لتعليم التّواضع وتقديس العلاقة، وهما مفتاحان لبناء الزّواج العظيم والحفاظ عليه، ومن المقارنات المدمّرة هي مقارنة تضحيات الزّوج والزّوجة فيما بينهما؛ فهذه أسرع طريقة لنشوب حالة من الفوضى في الزّواج، ويجب على كلّ واحد تحمّل المسؤوليّة الأساسيّة عمّا يحدث في الزّواج، وفعل شيء حيال الأشياء النّاقصة.[١]
طرق لتسهيل الزواج
الزّواج مقدّر ومقسوم للعبد مثله مثل كلّ رزقه، ولن تموت نفس إلى أن تستكمل رزقها وأجلها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنّ روح القدس نفث في روعي أنّ نفسًا لن تموت حتّى تستكمل أجلها، و تستوعب رزقها، فاتّقوا الله، وأجملوا في الطّلب، ولا يحملنّ أحدكم استبطاء الرّزق أن يطلبه بمعصية الله، فإنّه لا ينال ما عند الله إلّا بطاعته) [المصدر: صحيح الترغيب | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]؛ لذا لا ينبغي القلق عند تأخّر الزّواج، لكن يُشرع لأيِّ شابٍّ أو فتاة اتّخاذ الأسباب لتحصيل هذا الرّزق، ومن هذه الأسباب الدّعاء، والاستغفار، وهو باب من أبواب سعة الرّزق، والدّعاء سلاح عظيم لمن يدعو وهو موقن بالإجابة، ويتحرّى أسباب القبول، مثل طيب المطعم والمشرب، وتحرّي أوقات إجابة الدّعاء، والصّبر وعدم العجلة في الاستجابة.[٢]
من المعلوم أنّ قراءة القرآن من أعظم العبادات والقربات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله تبارك وتعالى، لكنّ تخصيص قراءة سور وآيات معيّنة بغرض تعجيل الزّواج، لا يوجد له أصل في سنّة النّبي صلى الله عليه وسلم، وتخصيص آيات لأغراض معيّنة لا يمكن إثباته، إلّا إذا كان واردًا عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وينبغي لمن أراد الدّعاء أن يُقدّم بين يدي دعائه الأعمال الصّالحة، مثل قراءة القرآن والذّكر، والصّلاة، والصّدقة، ويمكن أن يقرأ القرآن ويسأل الله بعده بما شاء؛ توسّلًا بقراءته إلى الله ليقضي حاجته.[٣]
كيف تُقلّلين من توتر العلاقة في الزواج؟
المشكلات الزّوجيّة يمكن أن تخلق نزاعًا غير ضروريّ، وقد تتحوّل المشكلات الصّغيرة إلى كبيرة إذا بقيت متراكمة، وإذا تمكّنتِ من تقليل الضّغوطات في زواجكِ، يمكنكِ تحسين حياة جميع أفراد أسرتكِ، وإليكِ بعض النّصائح لمساعدتكِ في ذلك:[٤]
- ناقشي التّمويل العائليّ: الإجهاد الماليّ هو أحد أكبر العقبات في الزّواج، ويجب أن تكون التّكاليف جميعها علنيّة بينكِ وبين زوجكِ، ويمكنكما معًا إدارة المصاريف والتّقليل منها قدر الإمكان، ووضع خطّة لدفع الأقساط في وقتها المحدّد شهريًّا.
- استمتعي بالوقت الشّخصيّ: إنّ الوقت الشّخصيّ يُخفّف التّوتّر، ويمكنكما تبادل المهامِّ ليفعل كلّ واحد نشاطه المفضّل، مثلًا يمكنكِ المشي خارجًا، بينما يعتني زوجكِ بالأطفال، أو اعتني أنتِ بالأطفال بينما يُتابع زوجكِ المباراة، ثمّ يمكنكما قضاء وقت معًا، وإنهاء التّوتّرات، وستتحسّن العلاقة وتسير إلى الأمام.
- اجعلي علاقتكما أولويّة: اعتاد العديد من الأزواج الحفاظ على الحدّ الأدنى الذي يضمن بقاء الأسرة، ويولون جُلَّ اهتمامهم بالعمل والأطفال والأعمال المنزليّة، لكن يجب أن تكون علاقتكما أولويّة؛ لأنّها إن لم تكن كذلك سيكون المنزل تعيسًا؛ لذا عليكِ التّفرّغ لزوجكِ وبيتكِ قبل كلّ شيء.
- ابتعدي عن الأحقاد: تخلق الأحقاد مسافة في الزّواج، ومن المهمّ التّخلّي عنها؛ لأنّها لا تُفيدُ أيّ شخص، وإذا كنتِ تحملين الأحقاد معكِ ستشعرين بالغضب في جميع الأوقات، بينما سيشعرُ المحيطون بكِ بسوء المعاملة؛ لذا عليكِ مناقشة المسائل باالتّفصيل مع من يمكنه تقديم حلٍّ لها.
مفاتيح لنجاح الزواج
إنّ تشارك الحياة مع شخص آخر يمكن أن يكون تحدّيًا، خاصّة إذا لم يكن لديكما الكثير من الخبرة في العلاقات، والزّواج القائم على الحبّ والاحترام فقط لن ينجح أبدًا؛ لأنّ على كلّ واحد القيام بدوره، وفيما يلي بعض المفاتيح المهمّة للعمل عليها كلّ يوم لجعل الزّواج ناجحًا:[٥]
- التّواصل بوضوح في كثير من الأحيان: يعدُّ التّحدّث أحد أفضل الطّرق للحفاظ على صحّة الزّواج ونجاحه، ويجب أن يكون الحديث صادقًا ولطيفًا ومحترمًا، وأن يكون كلّ طرف مستمعًا جيّدًا، وأن يكون في كلّ المواضيع وليس فقط النفقات والأطفال، بل يجب مشاركة الأفكار والمشاعر.
- الامتنان: على الزّوجين تقدير بعضهما، وإظهار الامتنان عند أيِّ جهد يبذله أحد الزّوجين حتّى لو كان بسيطًا.
- تخصيص وقت خاصّ: بوجود مسؤوليّات العمل والأسرة، يمكن أن يكون من السّهل فقدان الرّومانسيّة؛ لذا يجب التّخطيط للخروج معًا، والتّحدّث والاستمتاع معًا.
- تفهُّم الاختلافات: لن يتوافق الزّوجان على كلّ شيء، لكن من المهمِّ أن يبقى الاحترام وقت الخلاف، وأن يستمع الزّوجان إلى وجهات بعضهما، والابتعاد عن الغضب والإحباط أثناء سماع الطّرف الآخر، ومناقشة نقاط الاختلاف في حالة ذهنيّة جيّدة.
- بناء الثّقة: إنّ النّقد والازدراء والحصار تهديدات خطيرة للزّواج، وكلّما انخرط الزّوجان في هذه الأنشطة المدمّرة، زاد احتمال الطّلاق، وكلّما كان الزّوجان على دراية بأدب الاختلاف، وبعيدًا عن العدائيّة، ويتحملان المسؤوليّة، فإنّهما سيكونان أسرع للعودة إلى بعضهما والتّفاهم بعد انتهاء الخلاف.
المراجع
- ^ أ ب Hans Molegraaf (21-6-2017), "10 REASONS MARRIAGE IS HARD"، marriagerevolution, Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ "قراءة سورة البقرة والاستغفار بنية الزواج"، islamqa.info، 15-5-2008، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "قراءة آيات معينة لتعجيل الزواج"، islamweb، 12-6-2005، اطّلع عليه بتاريخ 27-6-2020. بتصرّف.
- ↑ "5 Ways To Reduce Stress In Your Marriage | Marriage Counseling In Wisconsin", shermanconsulting, Retrieved 27-6-2020. Edited.
- ↑ "The Keys to a Successful Marriage ", urmc.rochester, Retrieved 27-6-2020. Edited.