الرضاعة الطبيعية
تعدّ الرضاعة الطبيعية هي أفضل الأغذية، وأكثرها صحةً للأطفال حديثي الولادة، والأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن عمر السنة، إذ يحتوي حليب الأم على الكثير من الفيتامينات، والعناصر الغذائية التي توفر المناعة والغذاء اللازم للرضيع، ويصنع حليب الأم داخل الغدة الثديية التي تتألف من الكثير من الخلايا الإفرازية، كما تحيط بها الكثير من الشعيرات الدموية، وتكمن وظيفة الشعيرات الدموية في نقل كافة المواد الضرورية من أجل تصنيع الحليب، ولكي تبدأ الغدة الثديية بإفراز الحليب وإنتاجه لا بدّ من تحفيز الهرمون المعروف بالأوكسيتوسين الذي تفرزه الغدة النخامية، وسوف نتحدث في هذا المقال عن أهم مكونات حليب الأم، بالإضافة إلى أهمية هذا الحليب للطفل.
مكونات حليب الأم
يُعدّ حليب الأم مهمًّا للطفل بسبب احتوائه على الكثير من الهرمونات، والخلايا والعناصر الغذائية التي تعمل في تناسق من أجل مساعدة الطفل على الاستفادة من كافة مكوناته، وتختلف نوعية هذا الحليب من فصيلة لأخرى، لكي تناسب كل رضيع، ويحتوي على نسبة عالية من النشويات التي تسهم في النمو والتطور العقلي، ومن أهم مكونات حليب الأم:
- الماء: يُعدّ الماء من المكونات الرئيسة في حليب الأم، إذ إنّ هذا الحليب نسبة الماء فيه عالية جدًّا، لكي يناسب الأطفال حديثي الولادة، مما يجعله لطيفًا على المعدة التي لم تصبح جاهزةً بعد لاستقبال الطعام وهضمه، فتصل نسبة الماء الموجود في حليب الثدي إلى 90%، مما يؤدي إلى الحفاظ على معدل رطوبة الجسم، والحفاظ على صحة الأعضاء الداخلية.
- البروتينات: تُعدّ البروتينات من العناصر الضرورية من أجل بناء الهيكل العضلي للجسم، مما يجعل منه من المكونات الضرورية لحديثي الولادة، إذ يحتوي حليب الأم على كمية كبيرة من البروتينات المهمة لتطور الطفل ونموه.
- الكربوهيدرات: تُعدّ الكربوهيدرات أحد المصادر الرئيسة للحصول على الطاقة في الجسم، إذ إنّ السكر المعروف باسم اللاكتوز، والموجود في الحليب يُعدّ أحد المصادر الرئيسة للحصول على الطاقة، وهو من أهم الكربوهيدرات التي تعزّز من نمو البكتيريا الصحية داخل الأمعاء، مما يحمي الطفل من الإصابة بالإسهال.
- الدهون: يحتاج الطفل حديث الولادة للدهون، لأنّها تُعدّ أحد المصادر الرئيسة للطاقة، كما تزيد من وزن الطفل، وهو أحد العوامل الرئيسة لنمو الطفل، بالإضافة إلى الأحماض الدهنية الأساسية الضرورية لنمو دماغ الطفل، وتكوين الجهاز العصبي.
- الغلوبولين المناعي: يحتوي حليب الأم على نسبة عالية من الغلوبين المناعي، ويُعدّ من الأجسام المضادة التي تحمي الطفل من الجراثيم والبكتيريا التي من الممكن أن تسبب العدوى، فإن لم يتطور نظام الحصانة الخاص بالطفل يصبح الطفل معرّضًا للإصابة بالعدوى، مما يجعل ذلك عقبةً في نموه وتطوره، لذلك يضمن حليب الثدي عدم تعرض الطفل للمرض.
- الفيتامينات: تُعدّ الفيتامينات من العناصر الغذائية المهمة والضرورية للطفل، إذ يحتوي حليب الأم على نسبة عالية من الفيتامينات التي يحتاجها الطفل مثل فيتامين د، بالإضافة إلى فيتامين ب3 الضروري من أجل نمو الجلد والشعر الصحي.
- الإنزيمات والهرمونات: عند ولادة الطفل، لا يكون جسمه متطورًا تمامًا من أجل إفراز الهرمونات، لذلك يُعدّ حليب الأم المصدر الرئيس له، الأمر الذي يسهم في حصول الطفل على العديد من الهرمونات المهمة مثل هرمون الثيروكسين، والأندروفين والبرولاكتين، كما يحتوي على نسبة عالية من الأنزيمات الضرورية لهضمها.
- العناصر: يحتاج الطفل إلى نسبة عالية من العناصر الغذائية مثل الصوديوم والزنك والحديد الذي من الممكن أن يحصل الطفل عليه من حليب الأم، إذ إنّ هذه المعادن تسهم في تلبية كافة متطلبات الدم، بالإضافة إلى أنّها تسهم في نقل عنصر الأكسجين إلى كافة أجزاء الجسم، والحفاض على صحة القلب والأوعية الدموية.
فوائد حليب الأم للطفل
- يحمي الطفل من الإصابة بالأمراض: يوفر حليب الثدي التغذية اللازمة للطفل الرضيع بسبب احتوائه على نسبة عالية من الدهون والبروتينات والفيتامينات الضرورية من أجل نمو الطفل، كما يحتوي على الكثير من الأجسام المضادة التي تسهم في محاربة البكتيريا والفيروسات، وتمنع إصابة الطفل بالحساسية والربو.
- يزيد حليب الثدي من ذكاء الطفل: توجد علاقة وثيقة بين حليب الثدي ومعدل الذكاء لدى الطفل خلال مرحلة الطفولة، كما يشعر الطفل بالأمان عند الاتصال بالعين، ولمس الجلد، ومن الممكن أن يتعرّض الطفل لزيادة في الوزن خلال نموه، مما يؤدي إلى إصابته بالسمنة في بعض الأحيان.
- الوقاية من الإصابة بخطر الموت المفاجئ: يلعب حليب الثدي دورًا مهمًّا في حماية الطفل من الإصابة بالموت المفاجئ، وذلك لأنّه يقلل من الإصابة بالسكري، وبعض أنواع السرطان.