التهاب مفصل الفك

مفصل الفك

يُعرَف مفصل الفك بأنَّه المفصل الواصل بين عظم الفك والعظم الصدغي في الجمجمة الموجود على جهتي الوجه أمام الأذن، ويسمّى طبيًّا باسم المفصل الفكي الصدغي، وينتهي عظم الفك السفلي بعظم مدوّر، الأمر الذي يسمح له بالانزلاق في تجويف المفصل المسمّى اللقمة، ويُغطَى هذا التجويف بما فيه من عظام بالغضاريف، وتُفصَل العظمتان عن بعضهما بقرص صغير ماصّ للصدمات، كما يحتوي المفصل على السائل الزلالي الذي يقلِّل الاحتكاك ما بين عظمتي المفصل، ويتيح ذلك كله تحرُّك الفك بسهولة ودورانه وانزلاقه، وتساعد العضلات الواصلة بين عظم الفك والجمجمة على حركة الفم بفتحه وإغلاقه، والتكلُّم، والتثاؤب، ومضغ الطعام، ويُشار لاضطراب خلل المفصل الصدغي الفكي بالاضطراب الناتج عن التهاب مفصل الفك والشعور بالألم فيه[١][٢]، يُعدّ المفصل الفكي الصدغي من أكثر المفاصل تعقيدًا في الجسم، إذ إنه يسمح بالحركة من أعلى إلى أسفل ومن جانب إلى آخر، لذا فإن بعض الحالات الشديدة التي تصيب المفصل الصدغي الفكي تكون صعبة العلاج، على الرغم من تشافي معظم الحالات من تلقاء نفسها خلال عدة أشهر[٣].


أعراض التهاب مفصل الفك

يُمكن بيان الأعراض المصاحبة للإصابة بخلل المفصل الصدغي الفكي على النحو الآتي[٣]:

  • الألم: يُعدّ الألم المُصاحب لتحريك الفك العرض الأكثر شيوعًا للإصابة بالتهاب مفصل الفك، ومن الآلام الأخرى الناتجة عنه ما يأتي: ألم الرأس، والصداع النصفي، وألم في الظهر والرقبة، بالإضافة إلى ألم في الأذن أو في المنطقة المحيطة بها.
  • تقييد الحركة: تؤدي الإصابة بالتهاب المفصل الفكي الصدغي إلى تقييد حركة الفك في اتجاهات معينة، ومنع فتح الفم بالكامل، الأمر الذي يؤثر في الحياة اليومية بشدّة.
  • الأصوات: تُؤدي الإصابة بالتهاب مفصل الفك إلى ظهور أصوات غير اعتيادية أثناء فتح الفم أو التكلُّم أو تناول الطعام، وتظهر هذه الأصوات كالنقر، أو كصوت الفرقعة أو الطحن، كما قد يؤثر التهاب مفصل الفك في الأذن، الأمر الذي يؤدي الإصابة بالطنين، أو سماع أصوات الطنين فيها.


أسباب الإصابة بالتهاب مفصل الفك

ينتج خلل المفصل الصدغي الفكي عن أي اضطراب مُسبِّب لتلف المفصل، أو تلف الغضروف فيه، أو تحرك القرص الماصَّ للصدمات من موقعه أو تآكله[٤]، وتجدر الإشارة إلى أنَّه عادةً ما يُصيب الأشخاص ما بين الثلاثين والخمسين عامًا، ويمكن بيان مُسبِّبات ذلك على النحو الآتي[٢]:

  • تلف أسطح الأسنان الناتج عن الإصابات المباشرة أو إهمال الأسنان.
  • محاذاة الفك العلوي والفك السفلي غير الصحيحة أو محاذاة الأسنان السيئة عند العضّ، الأمر الذي يؤثر في مفصل الفك والعضلات المحيطة به.
  • فقدان الأسنان أو ضعفها المُسبِّب لتلف عظام الفك.
  • استخدام عضلات المضغ بكثرة والذي عادًة ما ينتج عن قضم الأظافر أو الأقلام، أو مضغ العلكة باستمرار، أو إطباق الأسنان والشد عليها باستمرار، وغيرها من العادات.
  • الإصابة باضطراب التهاب المفاصل.
  • الإصابة بمتلازمة اللفافة العصبية الناتجة عن التأثير في نقاط التحفيز للعضلات.
  • تلف المفصل الناتج عن الإصابات المباشرة وغيرها من المُسبِّبات.
  • الإصابة بالأورام.


تشخيص التهاب مفصل الفك

يُشخَّص التهاب مفصل الفك اعتمادًا على الأعراض والعلامات الظاهرة والتشخيص السريري في أغلب الأحيان دون الحاجة لإجراء أي اختبارات، ولكن يُوجد عدد من الاختبارات التشخيصية التي من الممكِن إجراؤها في بعض الأحيان، والتي يمكِن بيانها على النحو الآتي[١]:

  • اختبارات الدم: وتُستخدَم للتحقُّق من العلامات الدالة على الالتهاب، بالإضافة إلى التحُّقق من عدم وجود مسبِّبات أخرى للألم.
  • الإجراءات التصويرية التشخيصية: ومنها التصوير بالأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي.
  • إحصار العصب التشخيصي: وفيها تُحقَن مادة مخدِّرة بالقرب من العصب المغذي لمفصل الفك؛ للتحقُّق ما إن كان سبب الإصابة هو اضطرابًا في عضلات أو مفصل الفك، فإذا تسبَّب حقن المادة المخدِّرة بزوال الألم، فيكون الألم ناتجًا من اضطراب في المفصل نفسه.
  • تنظير المفصل: وتُستخدَم في حال فشل الإجراءات التشخيصية الأخرى بمعرفة سبب الألم، فيُستخدَم هذا للنظر داخل المفصل.


علاج التهاب مفصل الفك

لا تحتاج العديد من حالات خلل المفصل الفكي الصدغي إلى أي علاج، ويمكن بيان علاجه في الحالات التي تستدعي ذلك على النحو الآتي[٤]:

  • العلاجات المنزلية: وتتضمن استخدام الكمادات الباردة والدافئة على جانب الوجه المصاب، بالإضافة إلى التدليك وممارسة تمارين الإطالة للفك، والحدّ من استخدام عضلات الفك وذلك عن طريق تناول الأطعمة الطريّة، وتجنُّب مضغ العلكة.
  • العلاجات الدوائية: وتتضمن مرخيّات العضلات للتقليل من تشنجات العضلات المصاحبة لاضطراب المفصل، والأدوية المسكنّة، والمضادة للالتهاب، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات المُستخدمة في هذه الحالة لتسكين الألم.
  • العلاجات غير الدوائية: وتتضمَّن العلاج الطبيعي واستخدام أجهزة الإطباق المانعة لإطباق الأسنان الدائم.
  • الإجراءات الجراحية: وتتضمن حقن الكورتيكوستيرويد داخل المفصل، بالإضافة إلى حقن سموم البوتيولينم من النوع أ أحيانًا، وبزل المفصل، والإجراءات الجراحية الأخرى، وتُستخدم هذه كخيار أخير في حال فشل العلاجات الأخرى.


المراجع

  1. ^ أ ب Dr Jan Sambrook (121-5-2016), "What are temporomandibular joint (TMJ) disorders?"، patient.info, Retrieved 17-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Temporomandibular Joint Disorder", www.cedars-sinai.org, Retrieved 17-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Alice Porte (31-5-2017), "Everything you need to know about TMJ disorders"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "TMJ disorders", www.mayoclinic.org,28-12-2018، Retrieved 17-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :