محتويات
كيف يحدث الصداع؟
يعرف الصداع بأنه من الحالات الشائعة بين الناس في مختلف بلدان العالم، فقلّما تجد شخصًا لم يصب بأحد أنواعه خلال مرحلة معينة من حياته، وتتنوع الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالصداع عند الإنسان، بيد أنها تندرج أساسًا ضمن فئتين هما: الصداع الأولي (الأساسي) والصداع الثانوي؛ فالصداع الأولي يشير إلى أنواع الصداع التي تصيب الشخص نتيجة الإفراط في نشاط الدماغ، أو جرّاء وجود خلل ومشكلات في بنيته، ولا يكون الصداع الأولي من الأعراض المصاحبة للأمراض الكامنة عند الشخص، وإنما تساهم في حدوثه مجموعة من العوامل المختلفة، مثل النشاط الكيميائي في الدماغ، وطبيعة الأعصاب والأوعية الدموية المحيطة بالجمجمة، وعضلات الرأس والرقبة، وتوجد عند بعض الأفراد عوامل جينية معينة تجعلهم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالصداع الأولي[١].
في المقابل، يكون الصداع الثانوي من الأعراض الناجمة عن بعض الأمراض والمشكلات الطبية، التي تُنشِّط الأعصاب الحساسة للألم في الرأس، وتتضمن أبرز الأمراض المسببة للصداع الثانوي كلًّا من التهاب الجيوب الأنفية الحاد، والخثار الوريدي، وأورام الدماغ، ومرض كورونا، والارتجاج الدماغي، والتسمم بأول أكسيد الكربون، وأمراض الأسنان، وعدوى الأذن، والزَرق، والتهاب الدماغ، وارتفاع ضغط الدم وتمدد الأوعية الدموية في الدماغ، وتشمل أبرز أنواع الصداع الثانوي كلًّا من صداع الجيوب الأنفية وصداع الرعد المفاجئ.[١]
ما هي أنواع الصداع؟
يمكن أن تصابي بأنواع عديدة من الصداع، مثل:[٢]
- الصداع العنقودي: تستمر آلام الصداع في هذا النوع بين 15 دقيقة و3 ساعات، وقد تصيبكِ عدة مرات في اليوم الواحد، ويتكرر حدوثها عادة على مدار مدة زمنية تتراوح بين 4-12 أسبوعًا، وتتسم آلام الصداع العنقودي بحدوثها غالبًا في الوقت عينه يوميًّا، وهي تكون قصيرة الأمد وشديدة، وتصيب منطقة أحد العينين وتترافق أحيانًا مع احمرار العين وتعرق الوجه وسيلان الأنف أو انسداده.
- صداع التوتر: يعرف صداع التوتر بأنه من الأنواع الشائعة للصداع، وهو يتسم بحدوث الآلام تدريجيًّا في منتصف اليوم، فيحتمل أن تشعري حينها بضيق الرأس كما لو أن عُصابةً ضيقةً ملفوفةٌ حول رأسكِ، وربما تعانين أيضًا من آلام على جانبي الرأس سرعان ما تنتقل بعدها إلى رقبتك، وعمومًا يكون صداع التوتر إما عرضيًّا تستمر نوباته عدة ساعات أو أيام، وإما مزمنًا يصيبكِ لمدة 15 يومًا على مدار 3 أشهر.
- الصداع النصفي (الشقيقة): يتسم هذا الصداع بمعاناتكِ من ألم نبضي يصيب جانبًا واحدًا من رأسكِ، ويحتمل أن تعاني خلال نوبة الصداع من الدوار أو الاضطرابات الحسية أو حساسية الضوء أو الغثيان المصحوب مع القيء، وعمومًا يعرف الصداع النصفي بتأثيره الكبير على حياتكِ، وقد تستمر نوباته عادة بين ساعات وعدة أيام، ويتكرر حدوثها إما مرةً أسبوعيًّا وإما مرةً سنويًّا.
- الصداع المرتبط بفرط تناول الأدوية: كان هذا الصداع يعرف سابقًا بالصداع الارتدادي، وهو يصيبكِ إذا أفرطتِ في تناول الأدوية المخصصة لعلاج الصداع، سيما الأدوية التي تحتوي على مواد أفيونية، ويترافق حدوث هذا الصداع عادةً مع بعض الأعراض، مثل آلام الرقبة أو الأرق أو احتقان الأنف أو انخفاض جودة النوم.
- صداع الرعد: يوصف هذا الصداع بأنه شديد ومفاجئ، ويبلغ ذروته خلال مدة قصيرة لا تتجاوز الدقيقة الواحدة، ويستمر عادة لأكثر من 5 دقائق، ويندرج هذا الصداع ضمن أنواع الصداع الثانوية، فهو يحتمل أن يصيبكِ نتيجة معاناتكِ من حالة طبية خطيرة مهددة لحياتكِ، مثل التهاب السحايا وتمدد الأوعية الدموية ونزيف الدماغ والجلطة الدموية في الدماغ.
ما هي أعراض الصداع؟
إذا كنتِ مصابةً بالصداع، فقد تعانين حينها من مجموعة متنوعة من الأعراض التي تتضمن كلًّا مما يلي:[٣]
- إحساسكِ بآلام الصداع في الرأس، وتتفاوت تلك الآلام تبعًا لنوع الصداع.
- إصابتكِ بالغثيان.
- معاناتك من القيء.
- معاناتك من حساسية الضوء، وإحساسكِ بالألم في العين عند النظر إلى الأضواء الساطعة.
- إحساسك بضيقٍ في الرأس.
- معاناتكِ من الدوخة والدوار.
- إحساسكِ بطراوة في فروة الرأس.
كيف يعالج الصداع؟
ثمة مجموعة متنوعة من الوسائل التي يمكنكِ اتباعها للتخلص من آلام الصداع، وهي تشمل ما يلي:[٤]
- الارتجاع البيولوجي: يكون الارتجاع البيولوجي وسيلة فعالة لتحديد مدى تراكم التوتر في جسمكِ، فتتعلمين حينها طريقة استجابة جسمكِ للمواقف المسببة للتوتر والإجهاد، وتنطوي هذه التقنية العلاجية على توصيل بعض المستشعرات بجسمكِ، ثم مراقبة طريقة استجابته اللاإرادية لحالات الصداع، التي تشمل عادة زيادة معدل التنفس ودقات القلب، وارتفاع درجة حرارته وزيادة الشد العضلي ونشاط الدماغ.
- الأدوية: توصف الأدوية ومسكنات الآلام لعلاج بعض أنواع الصداع؛ فعلى سبيل المثال، يمكنكِ أن تخففي أعراض صداع التوتر العرضي عبر تناول مسكنات الآلام المباعة دون وصفة طبية، بيد أنه يجب عليكِ أن تتوخي الحذر ولا تفرطي في تناولها خوفًا من إصابتكِ بالصداع المرتبط بفرط تناول الأدوية، أما حالات الصداع المتكرر أو الشديد فتتطلب تناول أدوية تباع وفق وصفة طبية، وقد تفيد بعض أصناف الأدوية المخصصة لعلاج ارتفاع ضغط الدم والاكتئاب في تخفيف آلام الصداع النصفي والوقاية منها.
- السيطرة على الإجهاد: يعرف الإجهاد بأنه من محفزات الإصابة بالصداع، لذلك يمكنكِ تعلم بعض تقنيات الاسترخاء المفيدة في السيطرة على الإجهاد وعوامله، وهذا يشمل كلًّا من تقنيات التنفس العميق واليوغا واسترخاء العضلات والاستماع إلى الموسيقى.
من حياتكِ لكِ
يعدّ الصداع من الأمور الشائعة والمزعجة خلال أشهر الحمل، فهو يحتمل أن يصيبكِ في أي وقت خلال الحمل، بيد أنه يشيع تحديدًا خلال الثلثين الأول والثالث؛ فخلال الثلث الأول من الحمل، تطرأ على جسمكِ بعض التغيرات، فتزداد مستويات الهرمونات وحجم الدم، وهذا الأمر من العوامل المؤدية إلى إصابتكِ بالصداع المتكرر، الذي قد تتفاقم أعراضه نتيجة الإجهاد أو وضعية الجسم غير الصحية، كذلك يحتمل أن تعاني من الصداع أثناء الحمل نتيجة أسباب أخرى تأتي في مقدمتها قلّة النوم وانخفاض مستويات سكر الدم وجفاف الجسم وانسحاب الكافيين، أمّا الصداع خلال الثلث الأخير من الحمل، فيرتبط غالبًا بوضعية جسمكِ والتوتر الحاصل نتيجة وزنكِ الكبير، وقد يكون من الأعراض الدالة على معاناتك من مقدمات الارتعاج، وهي حالة طبية تتسم بمعاناتكِ من ارتفاع ضغط الدم الشديد أثناء الحمل.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "Headache", mayoclinic, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "What is causing this headache?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "Headache: Symptoms & Signs", medicinenet, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "Headaches: Management and Treatment", clevelandclinic, Retrieved 2020-8-6. Edited.
- ↑ "Headaches in Pregnancy", americanpregnancy, Retrieved 2020-8-6. Edited.