العالم سيبويه

العالم سيبويه

التعريف بالعالم سيبويه

اسمه ونسبه

سيبويه هو عمرو بن عثمان بن قنبر، والبعض يختزل نسبه فيقول عمرو بن قنبر، وهو مولى بني الحارث بن كعب بن عمر بن وعلة بن خالد بن مالك بن أدد، يُكنّى بأبو البشر ويُكنى أيضًا بأبو الحسن أو أبو عثمان، أمّا فيما يتعلق باللقب سيبويه فهو اللقب الذي اشتُهر به عمرو بن عثمان وغلب عليه كثيرًا بحيث لم يعد يُعرف باسمه الأصلي.


كلمة سيبويه فارسيّة الأصل تتكوّن من مقطعين؛ "سيب" التي تعني التفاح و "بوي" التي تعني الرائحة، فاللقب يعني رائحة التّفاح، وقيل سبب اللقب أنّ أمه كانت تُداعبه وتُناديه بسيبويه في صغره، وقيل أيضًا لأنّه كان شابًا أبيض في حمرة في وجهه تُشبه التفاح[١].


نشأته وحياته

وُلد سيباويه في قرية البيضاء بتاريخ 760 هـ، انتقل مع عائلته إلى البصرة في العراق ، ودرس فيها على يد أهم النحويين العرب ليُصبح أحد النحويين البارزين، ويُقال أن سيبويه غادر العراق متجهًا إلى شيراز بعد خسارته مناظرة بدوية عربيّة، وفيما يتعلّق بأهم أعماله الخالدة فأبرزها "الكتاب في النحو" الذي يُطلق عليه "الكتاب"، وهو أحد الأعمال التي استُخدمت بكثرة من قبل المؤرخون القدماء[٢].


الأساتذة الذين تتلمذ على يديهم

تتلمذ العالم سيبويه على يد أبرز الشيوخ، وفي مقدمتهم ما يلي[١]:

  1. الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي: وهو أحد أنْبه علماء العرب وأكثرهم ذكاءً، ساهم في منح اللغة العربيّة الكثير؛ فكان الفراهيدي نحويًّا ولغويًّا عروضيًّا وهو مبتكر علم العروض، فضلًا على أنّه ابتكر طريقة لإحصاء جميع مفردات اللغة العربيّة، ثم دوّن على إثر ذلك معجم العين، تتلمذ على يده عدد من علماء اللغة أشهرهم سيبويه؛ فأكثر سيبويه من الرواية عن أستاذه الفراهيدي في كتابه وتُقدر عدد المرات التي روى فيها عنه بحوالي 522 مرة.
  2. يونس بن حبيب البصري: أحد أكبر النحويين العرب وأعلمهم بتصاريف النحو؛ إذ له قياس في النحو ومذاهب خاصة به وحده، روى عنه سيبويه في كتابه 200 مرّة.
  3. عيسى بن عمر الثقفي: كنيته أبو سليمان، وهو أحد علماء اللغة العربيّة والنحو والقراءة، أخذ سيبويه عنه النحو ويُقال أنّ له كتاب "الجامع" في النحو، ويُروى أنّ سيبويه أخذ ذلك الكتاب وبسّطه وأضاف عليه كلام الخليل الفراهيدي وغيره، وبعد أنْ أكمله بالبحث نسبه لنفسه وهو ما يُسمى "بالكتاب".
  4. حمّاد بن سلمة: عُرف على أنّه إمامًا فاضلًا، أخذ عنه سيبويه الحديث، وكان حمّاد شيخًا كبير القدر وصاحب سنّة شديدًا على أهل البدع وتوفي عام 167 هـ.


زملاؤه

تذكر الوثائق التاريخيّة 3 من زملاء سيبويه الذين نبغوا على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي، وهم: النضر بن شميل الذي عُرف على أنّه التلميذ الأبرع من تلاميذ الخليل في اللغة، وثانيهم هو مُؤرِّج العجل الأبرع في الشعر واللغة أيضًا، وثالثهما علي بن نصر الأبرع في الحديث[٣].


أخلاق ومواهب العالم سيبويه

اتّصف سيبويه بالذكاء الحاد والعقل المنطقي المتّزن، وكان ذو قدرة ماهرة على التعليل والتفريع، ويظهر ذلك جليًّا في كتابه، كما أنّه من الأفراد الطموحين الباحثين عن السمو والعلو، فكان واثقًا بنفسه مؤمنًا بقدراته إلى درجة كبيرة، ورغم ثقته العالية بنفسه، إلّا أنّه لم يكن متعجرفًا أو مكروهًا من الآخرين، بل كان محببًا إلى مجالسيه، وتُوجد الكثير من الروايات الدّالة على كياسته وروح دعابته؛ حدَّث ابن النطاح قائلًا: "كنت عند الخليل بن أحمد، فأقبل سيبويه، فقال الخليل: مرحبًا بزائرٍ لا يُملُّ. قال: وكان كثيرَ المُجالسة للخليل، وما سمعت الخليل يقولُها لغيره"[٤].


مؤلف العالم سيبويه في النحو

ساهم سيبويه بدراسته علم النحو بتأسيس منهج هام فيه؛ إذ ألّف كتابًا أسماه "الكتاب" وكان أهم ما يُميّز هذا الكتاب هو خلّوه من المقدّمة التي توضّح المنهج أو الطريق الذي سيسلكه القارىء للكتاب والمتّبع لنهجه؛ إذ يقع القارئ في أول سطرٍ في الكتاب على العبارة التالية: "هذا باب علم ما الكلم من العربية"، وفي الكتاب تحدّث العالم عن أقسام الكلمة من اسم وفعل وحرف، ثم أشار إلى أواخر الكلم وقدّم أفكارًا حول المُسند والمُسند إليه، وكما خلا الكتاب من المقدمة، فإنّه كذلك خلا من الخاتمة أيضًا؛ فآخره مثل هذا قول بعضهم: (علماء بنو فلان، فحذف اللام، يريد: على الماء بنو فلان، وهي عربيّة)[١].


من هم تلاميذ سيبويه؟

كان لسيبويه العديد من التلاميذ أشهرهم اثنين، هما[١]:

  1. أبو الحسن سعيد بن مسعدة المُلقّب بالأخفش: هو مولى بني مجاشع بن دارم، يُقال أنّه كان أكبر من سيبويه عمرًا، إلّا أنّه أخذ عنه، وكان أحد أشدّ تلامذته ذكاءً وأكثرهم حكمة وأكثرهم حفظًا لعلم سيبويه حتى أنّه كان في طريقه إلى كتاب سيبويه، له العديد من الكتب والمؤلفات، منها: الأوسط في النحو، تفسير معاني القرآن، الاشتقاق، القوافي، المقاييس في النحو، إضافةً إلى الأصوات وغيرها من المؤلفات.
  2. أبو علي محمد بن المستنير المُلقّب بقُطرب: يُقال له أيضًا أحمد بن محمد أو الحسن بن محمد، لقبه القُطرب يعني الدويبة التي لا تفتر؛ إذ يُقال أنّ سيبويه هو من أطلق عليه ذلك اللقب لمباكرته إيّاه في الأسحار، فقال له يومًا: "ما أنت إلا قطرب ليل"، وللقطرب العديد من الكتب والمؤلفات، منها: العلل في النحو، النوادر ومعاني القرآن.


كيف مات العالم سيبويه؟

فيما يتعلّق بوفاة العالم سيبويه، فعلى الأغلب أنّها لم تكن طبيعيّة؛ إذ يُقال أنّه توفّي بمرض الذرب في المعدة، وفي رواية أخرى يُقال أنّه توفي كمدًا؛ بمعنى أنّه كتم جرح قلبه وحمل في نفسه بعد مناظرة الكسائي ونتيجة تعصّب الآخرين ضدّه، ومن الجدير بالذكر أنّه يُوجد خلاف كبير في بيان مكان وسنّة وفاة العالم، لكن يرجّح أنّه توفّي سنة 180 هـ، وذُكر أنّ عمره كان 32 عند موته، ويُقال أيضًا أنّه كان بحدود 40 عامًا[٥].


وفيما يتعلّق بمكان الوفاة فقيل أنّه بساوة، وقيل أيضًا أنّه بالبصرة أو بشيراز أو البيضاء، ولم يشتهر سيباويه في حياته بالقدر الذي عُرف به بعد مماته كونه توفّي شابًّا صغيرًا لم يستطع حتى قراءة كتابه على الناس[١].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج الدكتور سامي عوض، سيبويه ومؤلفه في النحو "الكتاب"، صفحة 17. بتصرّف.
  2. "Sībawayh", britannica, Retrieved 28/3/2021. Edited.
  3. أحمد أحمد بدوي، سيبويه حياته وكتابه، صفحة 13. بتصرّف.
  4. أحمد أحمد بدوي، سيبويه حياته وكتابه، صفحة 20. بتصرّف.
  5. "سيبويه"، قصة الإسلام، 1/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 28/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :