الرضا
الرضا يعني في اللغة القبول دون تذمر، فالإنسان عندما يبدي رضاه عن بعض الأمور فهو يقر بقبوله لها كما هي دون أي اعتراض من أي نوع، فأي أمر يقابل الإنسان في حياته سواءً في العمل أو في التعاملات العادية واليومية مع الناس من ناحية الأسعار أو المواعيد أو العروض أو أي أمر يُعرض على الإنسان، فإنّه مخير دائمًا ما بين رفضه أو قبوله، ففي حال قبِل به دون أي اعتراض فقد رضي به.
وفي حال اقترن الرضا بأمر متعلق بالقضاء والقدر والأشياء التي كتبها الله عز وجل للمؤمن هنا يصبح الأمر مختلفًا، لأنّ التعامل مع الله عز وجل دائمًا مختلف عن التعاملات مع البشر ففي كل عمل يقوم به الإنسان إمّا له أجر أو عقاب. [١]
الرضا بما كتبه الله
يكتب الله عز وجل للمؤمن خلال حياته الكثير من الأمور والأحداث التي سيمر بها، والتي أخفاها الله عن عباده وجعلها في علم الغيب، وهذه الأحداث والأمور التي تصيب الإنسان خلال يومه ربما تصيبه بالحزن أو بالفرح، وهنا يكون اختبار حقيقة إيمان المرء من عدمه، فالإنسان مطالب بأن يكون راضٍ عن كل ما يصيبه من الله عز وجل، فالأرزاق موزعة وكل شخص كُتبت أرزاقه قبل أن يُخلق، فالأولاد رزق والمال رزق والصحة رزق والتفكير والحب والصداقة وراحة العقل والقلب كلها أرزاق كتبها الله عز وجل لعباده.
ويكتب الله عز وجل بعض الأمور التي قد تبدو للمؤمن أنّها مؤلمة وسيئة، وأن ما يجري من أحداث لا يجري لصالحه أبدًا، ولكنّه مطالب بالرضا عن كل ما يصيبه، فالله عز وجل لا يكتب لعباده إلا الخير، ولكن قصور العقل البشري عن استيعاب ما يحدث يجعله يظن دائمًا أنّ هذا الأمر فيه سوء له، ففي بعض الأحيان يحرم الله عز وجل البعض من الذرية أو من المال الوفير أو يصيبه بالمرض، ولكن كل هذه الأقدار فيها رحمة من الله، وعلى الإنسان أن يتقبلها ويتعايش معها. [٢]
ثمرات الرضا بما كتب الله
للرضا بما كتبه الله ثمرات وفوائد تعود على المفرد المسلم والمجتمع، ومنها[٣]:
- الشعور بالطمأنينة والسكينة، فوصول الإنسان إلى مرحلة الرضا عن كل ما كتب له الله عز وجل، وإدراكه أنّه وراء كل ما كتب خير خفي سيظهر له عاجلًا أم آجلًا، سيصل إلى راحة كبيرة وسيبتعد عن التفكير السلبي والأفكار السيئة التي تُكدّر صفو حياته.
- الأجر والثواب من الله عز وجل، فالله عز وجل وعد عباده الصابرين والراضين بحكمه بالأجر العظيم والثواب يوم القيامة.
- بقاء لسان المؤمن رطبًا بذكر الله عز وجل، فالإنسان المؤمن بقضاء الله وقدره والراضي عن كل ما يحصل له يبقى طوال الوقت حامد وشاكر ومسبح بحمد الله لما أصابه.
- القدوة الحسنة، فالراضي بما أصابه من خير أو شر يكون بمثابة مضرب مثل وقدوة لإخوانه فيزرع في نفوسهم الأمل ويشعرهم أنّ كل ما هم فيه زائل وأنّ فرج الله قريب، فصبره هو ورضاه عما كتب الله له أكبر دليل على هذا، مما يدفعهم إلى الاقتداء به ليصلوا إلى مرحلة السلام والراحة التي وصل إليها .
المراجع:
- ↑ "الرضا بما قسم الله "، الألوكة، 23-03-2019.
- ↑ "الرضا بما كتب الله "، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ "الرضا"، موسوعة النابلسي ، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.