محتويات
لماذا يأخذ طفلكِ ألعاب غيره؟
قد تشعرين بالقلق والحرج من أخذ طفلكِ لألعاب غيره، وتُسارعين دومًا بتوبيخه وتطلبين منه إرجاع الألعاب لصاحبها فورًا، إلا أن شعوركِ بالقلق في هذه المرحلة ليس له داعٍ، فسلوك طفلكِ طبيعيٌ ويمكن تجاوزه في سن ما بعد العامين، وقتها سيكون الوقت مناسبًا لتعليمه احترام شعور الأطفال الآخرين وعدم الاعتداء على أغراضهم الخاصة، ومما لا شك فيه أن الأطفال بشكلٍ عام قادرون على حل الاختلاف فيما بينهم وحدهم دون تدخل والديهم لا سيما في الأمور المتعلقة بالألعاب، ولا بدّ لكِ من متابعة طفلكِ، فإن كان يُمارس هذه العادة ويُكررها ويُحاول أخذ ألعاب غيره باستمرار فهذا مؤشر على حالة طفلكِ العاطفية وحاجته لتدخلكِ ومعالجة الأمر لأن استمرار طفلكِ بهذا الفعل سيؤثر على علاقته مع الأطفال الآخرين ولن يكون قادرًا على اللعب مع جميع الأطفال، فيمكنكِ مثلًا مراقبته عند محاولته انتزاع لعبة الطفل الذي يلعب معه وتدخلكِ السريع المنطقيّ بحيث تجلسين إلى جانبه وتتقربين منه بأسلوبه الخاص ومناقشته في الأمر ببعض الكلمات التي تُشعره بأنه مسموع، ويوجد من يستطيع فهمه واستيعاب شعوره كقولكِ له: هل أعجبتك هذه اللعبة؟ هل تريد امتلاك مثلها؟ أخبريه بأنه عندما يحين دورك ستتمكن من لمسها واللعب بها ويجب عليكَ الانتظار وعدم منازعة بقية الأطفال على ألعابهم، وإن تقبّل الطفل الآخر إعطاء لعبته لطفلكِ فيجب عليك انتهاز الوقت لتعليم طفلكِ بأن سلوك الطفل الآخر جيد ويجب عليه شكره، وإن لم يتقبل الطفل صاحب اللعبة تقديم لعبته لطفلكِ وبدأ بالبكاء والغضب فهنا يجب عليكِ إفهام طفلكِ بضرورة إعادة اللعبة لصاحبها وانتظار الوقت المناسب لأخذها وساعديه على استيعاب الأمر من خلال احتضانكِ له وإفهامه الأمر بطريقةٍ سلسةٍ وهادئةٍ[١].
ماذا تفعلين مع طفلكِ الذي يأخذ ألعاب غيره؟
إن ردة الفعل الطبيعية لطفلكِ عند شعوره بالغضب حتمًا ستتمثل بالبكاء والاستنفار، فهو في مرحلة لا يستطيع خلالها التحكم في مشاعره وضبطها لذا هو بحاجة لكِ لمنعه من إيذاء نفسه وإيذاء الآخرين، وبادري بمدحه والثناء عليه وتشجيعه عند قيامه بتصرفٍ لائقٍ، ولتبقي مطمئنة بأن طفلكِ يقضي وقتًا آمنًا وممتعًا باللعب حاولي تطبيق الخطوات التالية[٢]:
- راقبي سلوكه، فإن كان من أطباع طفلكِ وسلوكياته العدوانية تجاه الأطفال الآخرين، حاولي أن تكوني قريبة من منطقة لعبه وتدخلي سريعًا في حال حدوث شجارٍ بينه وبين طفلٍ آخر، وناقشيه بتصرفه وأخبريه بأنه أخطأ واحضنيه قليلًا قبل رجوعه لمشاركة الأطفال باللعب، ثم استمري بمراقبته لمعرفة ما يُسبب غضبه، فإن تكررت المواقف نفسها معه فهذا مؤشر على تضايقه من أمر معين؛ مثل قيام أحد الأطفال بأخذ لعبته المفضلة، وفي هذا الحال خبئي ألعاب طفلكِ المحببة عند وجود الأطفال الآخرين واكتفي بمنحهم الألعاب التي تعلق طفلكِ بها أخف من تلك التي يُحبها بشدة.
- دربيه على مهارة التناوب، يمكنكِ تطبيق هذه الطريقة بلعبكِ معه بطريقة الأدوار فتخبريه بأن له دورًا باللعب وتبدئي بقضاء بعض الوقت باللعب بشيء ما وعند انقضاء الوقت تُخبريه بأن دوره حان ليبدأ باللعب، ويمكنكِ أيضًا استخدام منبه الوقت ليتمكن طفلكِ من معرفة الأوقات للأدوار، وبهذه الطريقة سيكتسب طفلكِ مهارة تُساعده في اللعب مع الأطفال الآخرين دون غضب أو استياء.
- أبعدي طفلكِ عن مجموعة الأطفال الذين يستاء من اللعب معهم، ففي حال عودة طفلكِ للشجار مع الأطفال بعد تحدثكِ معه واحتضانكِ له اتجهي لإبعاده عن هذه المجموعة وابحثي له عن اتجاه آخر كاصطحابه للحديقة أو شاطئ البحر فيجد الفرصة للالتقاء بأطفال آخرين وبالتالي اتساع مساحة وجود أشخاص في حياته، والابتعاد والتخفيف من الشجارات، وبعد مدة من الوقت أرجعيه لمجموعته الأولى فيعود للتأقلم معهم.
كيف تُساعدين طفلكِ في تعلم مشاركة الألعاب مع غيره؟
إن تعليمكِ لطفلكِ مهارة التشاركية مع الأطفال مهمةٌ صعبةٌ وتحدٍ يحتاج للوقت والدعم والتدريب المستمر، فهي من أهم المهارات التي يحتاج لها طفلكِ ليتعلم ويلعب مع أصدقائه في مرحلة الطفولة، ومن أهم الأمور التي تُساعد على نجاحكِ تشجيعكِ له باستمرار ومدحه والثناء عليه عن المشاركة، فللمشاركة فوائد تعود على طفلكِ بالآثار الجيدة كالقدرة على إنشاء صداقات والتعاون مع الآخرين، وهو بحاجة لهذه المهارة كي يتمكن من الذهاب للحضانة أو الروضة، وكي لا يتعرض للعنف والشجار مع زملائه، وسيتعلم طفلكِ بأن المشاركة ستمنحه الحصول على ما يريده مع محافظة الآخرين على حقوقهم، وسيتعلم مهارة التفاوض والقدرة على استيعاب الحرمان من الأشياء، وبالتالي اكتساب مهارات هامة في حياته القادمة، ولتُساعدي طفلكِ وتشجعيه على تعلم المشاركة يمكنكِ اتباع الخطوات التالية[٣]:
- ذِكركِ لتجارب أطفال آخرين بالمشاركة أمام طفلكِ وتمدحين أولئكِ الأطفال على مسمعه وتُبدين إعجابكِ بتصرفهم؛ فيميل طفلكِ إلى تقليدهم ليكسب رضاكِ وثناءكِ.
- امدحي طفلكِ واشكريه وكافئيه عند قيامه بالمشاركة مع غيره من الأطفال، فمثلًا تقولين له: لقد كنت رائعًا عندما سمحت لصديقكَ بمشاركتك اللعب وأشعرتني بالفخر.
- شاركي طفلكِ اللعب وتبادلي معه الأدوار في اللعب، وتقاسمي معه خطوات اللعب لتُنمّي مهارة التشاركية لديه، فأنتِ قدوته ومثله الأعلى وسيُطبق ما تعلمه منكِ في تعامله مع الآخرين.
- اجلسي مع طفلكِ في وقت ما خارج أوقات اللعب، وتحدثي معه عن أهمية المشاركة في اللعب مع الآخرين، فمثلًا قبل قدوم أحد الأطفال لزيارتكم أفهمي طفلكِ بأن المشاركة في اللعب أمر جيد، وسيفرح الطفل الزائر بذلك، واشرحي له عن كيفية البدء بالمشاركة في ألعابه مع الآخرين.
- استخدمي أسلوب العقاب، فعند تشاجر طفلكِ مع الطفل الآخر حول لعبةِ ما اسحبي اللعبة من كليهما وأخبريهما بأنكِ لن تُعيديها لهم إلا في حال اتفاقهما، وقتها سيبدؤون بالبحث عن الحل وسيميلون للاتفاق على اللعب معًا، وهنا يمكنك إعادة اللعبة لهم ليتعلموا أن المشاركة هي الأساس في فرصة اللعب معًا.
وستلاحظين بأن طفلكِ في مرحلة دخوله للمدرسة سيبدأ بالتأقلم التلقائي على المشاركة مع الآخرين لبدء تفهمه بأن المشاركة هي الحل العادل أثناء اللعب مع الآخرين، فهذه المرحلة العمرية مرحلة نضوج لعقله وفِكره وستتطور قدرته على استيعاب رغبات الأطفال الآخرين وسيكون متسامحًا معهم بعض الشيء.
المراجع
- ↑ "When Toddlers Grab Toys", ahaparenting, Retrieved 2020-7-13. Edited.
- ↑ "How can I teach my child to stop hitting other children and grabbing toys?"، babycentre, Retrieved 2020-7-13. Edited.
- ↑ "Sharing and learning to share", raisingchildren, Retrieved 2020-7-13. Edited.