حكم قراءة القران بدون صوت

حكم قراءة القران بدون صوت

حكم قراءة القرآن الكريم دون صوت

يتساءل الكثير من الناس عما إذا كانت قراءة القرآن بالعين تعتبر قراءة ويؤجر عليها، فقد تعددت الأقوال والأحكام، فمنها ما يقول لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى، ولكن لا يعتبر قارئًا ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله؛ والآخر منها يقول أنّ قراءة القرآن بالعين فقط دون تحريك اللسان لا تعتبر قراءة، ولا يثاب عليها ثواب القراءة، وإنما هي تدبر للقرآن ويؤجر عليها المسلم، فقراءة القرآن بلا صوت هو عمل صالح، لكن الأكمل منه هو الجمع بين القراءة باللسان، والتدبر بالقلب، ولا يشترط لذلك الجهر بالقراءة، بل يكفي تحريك اللسان، ولو كان ذلك بدون صوت[١][٢].


الجهر أم الإسرار عند قراءة القرآن الكريم؟

تعد تلاوة كتاب الله تعالى نعمة عظيمة لدلالتها على صلاح القلب واطمئنانه لذكر الله تعالى، فقد قال تعالى: (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد28)، وهذه التلاوة أجرها عظيم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)، [الترغيب والترهيب | خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]، يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان الجهر بالقراءة أفضل من الإسرار بها، ويعد الإسرار بتلاوة القرآن أفضل تحريًا للإخلاص وبعدًا عن الرياء، ففي سنن الترمذي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة) [تخريج سنن أبي داود | خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ومعنى هذا الحديث أن الذي يسر بقراءة القرآن أفضل من الذي يجهر بقراءة القرآن؛ لأن صدقة السر أفضل عند أهل العلم من صدقة العلانية، ويجب على المرأة الإسرار بالقراءة لتجنب الفتنة بسبب سماع صوتها من طرف الرجال الأجانب، فمن الأفضل الإسرار بالقراءة حفاظًا على الإخلاص والبعد عن الرياء، بالإضافة إلى الحصول على ميزة التدبر[٣].


آداب قراءة القرآن الكريم

نعرض أهم آداب قراءة القرآن الكريم فيما يلي[٤]:

  • يجب على القارئ عقد نية الإخلاص.
  • يجب مراعاة الأدب مع القرآن، فينبغي أن يستحضرَ في نفسه أنه يناجي الله تعالى.
  • يٌقرأ القرآن على حال مَن يرى الله تعالى، فإنّه إن لم يكن يراه، فإن الله يراه.
  • يٌستحب تنظيف الفم بالسواك أو غيره، ويستاك عرضًا أولًا من الجانب الأيمن من الفم، وينوى به الإتيان بالسنة.
  • تٌستحبُّ القراءة على طهارة، فإن قرأ المسلم مُحدِثًا فهو جائز، ولا يقال ارتكب مكروهًا، بل هو تارك للأفضل، والمستحاضة في الزمن المحكوم بأنه طهرٌ حكمُها حكم المُحدِث، وأما الجُنُب والحائض، فإنه لا يجوز لهما قراءة القرآن عند بعض أهل العلم، لكن لا يقال إنه محرم.
  • يُستحبُّ أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار؛ ولهذا استحبَّ جماعة من العلماء القراءة في المسجد؛ لكونه جامعًا للنظافة وشرف البقعة، ومحصلاً لفضيلة أخرى وهي الاعتكاف، لذا يفضل أيضا عند دخول المسجد عقد نية الاعتكاف، وهذا أدبٌ ينبغي أن يُعتنَى به، ويشاع ذكره، ويعرفه الصغار والعوام؛ فإنه مما يُغفَلُ عنه
  • يُستحب للقارئ في غير الصلاة أن يستقبلَ القبلة، ويجلس متخشعًا بسكينة ووقار، مطرقًا رأسه، ويكون جلوسُه وحدَه في تحسين أدبه وخضوعه كجلوسه بين يدي معلِّمه، فهذا هو الأكمل، ولو قرأ قائمًا، أو مضطجعًا، أو في فراشه، أو على غير ذلك من الأحوال جاز، وله أجر، ولكن دون الأول.
  • يٌستحب الاستعاذة عند الشروع في القراءة، فيقال: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أو يزيد: من همزه ونفخه ونفثه.
  • يجب الحفاظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة، سوى سورة براءة.
  • يجب عقد نية الخشوع والتدبر عند القراءة، فالقصد من القراءة أن تنشرح الصدور وتستنير القلوب بالقرآن الكريم.
  • يٌستحب ترديد الآية للتدبر.
  • يٌستحب البكاء مع القراءة وعندها، ويكون ذلك بأن يَحضر قلبه الحزن، وأن يتأمل ما في القرآن من التهديد الوعيد الشديد، والمواثيق والعهود، ثم يتأمل تقصيره في ذلك، فإن لم يحضره حزن وبكاء، فليبكِ على فَقْدِ ذلك؛ فإنه من أعظم المصائب.
  • يٌستحب ترتيل بالقراءة، قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)[المزمل: 4]؛ لأن ذلك أقرب إلى التوقير والاحترام، وأشد تأثيرًا في القلب، وقد نُهِي عن الإفراط في الإسراع، وهو الذي يسمَّى بالهذرمة.
  • يستحبُّ إذا مرَّ القارئ بآية عذاب أن يستعيذَ بالله من الشر ومن العذاب، أو يقول: اللهم إني أسألك العافية، أو أسألك المعافاة من كل مكروه، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله نزَّه، فقال: سبحانه وتعالى، أو تبارك وتعالى، أو جلت عظمة ربنا.
  • يجب احترام القرآن وتعظيمه وتوقيره، والحذر من أمور قد يتساهلُ فيها بعض الغافلين، وخصوصًا إذا كانوا مجتمعين، فيجب اجتناب الضحك، واللغط، والمِزاح، وترك الحديث أثناء قراءة القرآن واستماعه، وغيرها من المٌلهيات.
  • يٌستحب قراءة القرآن من المصحف فهو أفضل من القراءة عن ظهر القلب؛ لأن النظر في المصحف عبادة مطلوبة، فتجمع بين القراءة والنظر.
  • يجب عدم ترقيق الصوت بالقراءة للرجال كترقيقِ النساء أصواتهن.
  • يجب الإمساك عن القراءة عند التثاؤب حتى يزول.
  • يٌستحبُّ عند قراءة سورة أن تٌقرأ السورة التي تليها بعدها، وإذا بدأت القراءة من وسط السورة، أو وقف على غير آخرِها يجب أن يٌراعي ارتباط الكلام، وعدم التقيَّد بالأعشار والأجزاء.


فضائل قراءة القرآن الكريم

تعد قراءة القرآن من أعظم الطّاعات، وأجلّ القربات، وأشرف العبادات، فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ (‏اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)[مجموعة الرسائل والمسائل | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فمن شغله القرآن عن الدنيا عوضه اللّه خيرًا مما ترك، وأما الأجر والثواب للقارئ فالقرآن يشفع لصاحبه وقارئه، وله به في كلّ حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، إلى أضعاف مضاعفة، وتنزل عليه السّكينة، وتغشاه الرّحمة، وتحفّه الملائكة، ويذكره اللّه فيمن عنده[٥][٦].


المراجع

  1. "هل قراءة القرآن بالعين قراءة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
  2. "من ينظر في المصحف دون تحريك الشفتين هل يثاب على ذلك؟"، الامام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
  3. "الإسرار بقراءة القرآن أفضل أم الجهر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
  4. "آداب قراءة القرآن الكريم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
  5. "فضل قراءة القرآن وحفظه والمنهج الصحيح فيه "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-07. بتصرّف.
  6. "باب فضل قراءة القرآن"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-07. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :