حكم من احرم ولم يعتمر

حكم من احرم ولم يعتمر

الإحرام

يُعرَّف الإحرام بأنَّه نيَّة الدُخول في النُسك سواء أكان الحج أم العمرة، وذلك طاعة لله سبحانه وتعالى، والخضوع، والرغبة إليه جل جلاله، ولأداء فريضته التي فرضها على عباده المسلمين، وسُمّي بذلك لإنه يحرَّم على المحرم بعض الأعمال التي كانت محللة قبل الإحرام قال ابن تيمية رحمه الله: "لا يكون الرجل مُحرِمًا بمجرد ما في قلبه من قصد الحج ونيته، فإنَّ القصد ما زال في القلب منذ خرج من بلده، بل لا بد من قول، أو عمل يصير به مُحرِمًا"، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُستحب فعل بعض الأمور قبل الدخول في الإحرام، وهي: تنظيف البدن بتقليم الأظافر، وإزالة الشعر الزائد، وكذلك الغُسل؛ إذ يُعدّ الغُسل سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنَّه أمر أسماء بنت عميس وهي نفساء أن تغتسل، ويُستحب التطيُّب بعد الغُسل، لقول عائشة رضي الله عنها: (كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعند الانتهاء من هذه الأمور يعقد المسلم نية الدخول في النُّسك لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّما الأعمال بالنيَّات) [المصدر: صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويكون الإحرام من الميقات، وفي أي بقعة منه[١].


حكم من أحرم ولم يعتمر

قال تعالى في كتابه الكريم: "وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ" [البقرة: 196]، وينبغي للمسلم الذي عقد النية لهما أنَّ يُتمّهما على أكمل وجه، وأمَّا من أحرم للعمرة، أو الحج ولم يُكملهما فيوجد فيه حالات، هي:

  • الاشتراط: وهي أن يشترط المُحرم على الله عز وجل عند عقد نية الإحرام أنَّ يحلّه إذا حبسه شيء عن إتمام النَُسك مثل قول أبي عبد اللَّه: (اللهمّ إنّي أريد التمتّع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنّة نبيّك، فإن عرض لي عارض يحبسني فحلّني حيث حبستني لقدرك الذي قدّرت عليّ، اللهمّ إن لم تكن حجّة فعمرة)، ويترتب على ذلك سقوط الهدي، والفدية، وحلق الرأس[٢].
  • الإحصار: وهو حدوث حابس يمنع إتمام النُّسك مثل المرض، أو العدو، وفي هذه الحالة لا يسقط الهدي عن المحرم، ويجب حلق الرأس.
  • عدم وجود عذر شرعيّ: وهي الحالة التي يترك فيها المحرم النُّسك من غير عذر، ويجب عليه أنَّ يكُفَّ عن محظورات الإحرام، ويعود إلى مكة لتأدية العمرة، وإن قام بمحظورات الإحرام، والجماع جهلًا سقطت عنه الفدية، أمَّا إن فعلها قاصدًا، فعليه إطعام ستة مساكين؛ لكل مسكين نصف صاع من قوت البلد، أو صيام ثلاثة أيام، أو ذبح شاة، وذلك عن كل عمل من محظورات الإحرام، وتلزم فدية واحدة في المحظور الواحد إذا تكرر، وإن جامع زوجته قاصدًا، فعليه دم، وهو: سبع بدنة، أو سبع بقرة، أو رأس من الغنم؛ ثني معز أو جذع ضأن، وفي حالة عدم قدرة المحرم على العودة لمكة لتأدية العمرة فعليه أن يتحلل تحلل المحصر فيذبح شاة، ويحلق، أو يقصر[٣].


أنواع الإحرام

توجد ثلاثة أنواع للإحرام، وهي:

  • القران: وهو عقد نية الإحرام لتأدية العمرة، والحج في وقت واحد، أو عقدها للعمرة فقط، وقبل الشروع في طوافها تعقد النية للحج.
  • التمتع: وهو الإحرام للعمرة في أشهر الحج، وبعد الانتهاء منها يُحرم للحج مرة أخرى.
  • الإفراد: وهو الإحرام من الميقات لتأدية الحج فقط، والبقاء عليه حتى الانتهاء من أعمال الحج.


محظورات الإحرام

توجد العديد من الأمور التي يحظر على المسلم فعلها أثناء الإحرام، وهي:

  • لبس النقاب، والقفازات.
  • تقصير الشعر، أو نتفه.
  • مس الطيب، والتَّطيب.
  • قص الأظافر.
  • خطبة النكاح، والنكاح، والجماع.
  • الصيد.

المراجع

  1. "كيفية الإحرام"، الفوزان، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
  2. "فائدة الاشتراط عند الإحرام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
  3. "حكم من بدأ عمرة ولم يتمها"، ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :