محتويات
عدد آيات سورة التوبة
سورة التوبة سورةٌ مدنيّة بالإجماع نزلت على الرّسول -صلى الله عليه وسلّم- بعد الهجرة إلى المدينة النبويّة، وهي السّورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة وعدد آياتها 129 آيةً، كما إنّها السورة التاسعة في ترتيب القرآن الكريم وآخر السور الطوال نزولًا على نبينا -محمد صلّى الله عليه وسلّم-[١].
لماذا سميت سورة التوبة بهذا الاسم؟
سُميّت سورة التوبة بهذا الاسم بسبب ذكرها لقصة الثلاثة من الصحابة الذين تخلَّفوا عن غزوة تبوك وتوبتهم إلى الله عز وجلّ وقبوله -سبحانه وتعالى- لتوبتهم والمغفرة لهم، كما تحمل سورة التّوبة عدة أسماء أخرى، وهي[١]:
من أسماء سورة التوبة
- المخزية.
- المشدِّدة.
- سورة براءة، وهو أشهر اسم لهذه السّورة والذي أطلق عليها نظرًا لابتداء السورة بكلمة براءة، وقيل أنّها سُميت بذلك لأنّ الله سبحانه ذكر فيها براءته من المشركين.
- الفاضحة، لأنّها فضحت وكشفت أفعال المنافقين ومؤامراتهم وبيّنت صفاتهم.
- العذاب، وجاءت هذه التسمية لذكرها للعذاب الأليم الذي سيلحق بالكافرين.
- المنقِّرة، لأنّها نقَّرت عما تخفيه قلوب المشركين من نفاق ومن نوايا غدر بالمسلمين، والتخطيط لنقض العهد معهم.
- المُقشِقشة، لأنّها تُبرِّأ وتُخلّص من آمن بآياتها من النفاق والشرك؛ ذلك أنَّ آياتها تدعو إلى الإخلاص.
- البَحوث، الباحثة في قلوب المنافقين.
- الحافرة، حفرت عمّا هو مخفيّ في قلوب المنافقين وكشفته للمسلمين.
- المثيرة، التي أثارت وكشفت أفعال وعورات المنافقين.
- المبعثرة، التي أخرجت وبعثرت أسرار المنافقين من مكانها.
- المدمِّدة، وهي المهلكة التي سبّبت الهلاك للمشركين.
سبب نزول سورة التوبة
نزلت سورة التّوبة عندما نقض الكفار والمشركون من العرب عهودهم مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، فأنزل الله سبحانه الآيات الأولى من صدر سورة التّوبة في سنة 9هـ، وأمر فيها رسوله بإلقاء عهودهم فكانت بمثابة إعطاء الإذن للرّسول بقتالهم، ثمَّ أمر الرسول -عليه السلام- أبا بكر الصدّيق أن يحجَّ بالمسلمين تلك السنة وبعث معه بأوائل سورة التوبة ليقرأها على المسلمين، كما ألحق به عليًا بن أبي طالب ليقرأها على الناس ويؤذّن بها فيهم، فسار أبو بكر أميرًا على الحج وسار علي مؤذّنًا ببراءة[٢].
الحكمة من نزول سورة التوبة دون بسملة
ذكروا في عدم ذكر البسملة في أول سورة التوبة وجوهًا عدة، وهي كما يأتي[٣]:
- قيل أنّ البسملة هي أمانٌ من الله سبحانه، وأنّ سورة التّوبة نزلت بعد أن نقض اليهود عهدهم مع الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وقد غضب الله عليهم وأمر بقتالهم.
- قيل لأنّه كان من عادة العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد وأرادوا نقضه كتبوا إليهم كتابًا ولم يكتبوا فيه بسملةً، فلمّا نزلت سورة التوبة بوقف العهد الذي كان بين الرسول -عليه الصلاة والسلام- وبين المشركين، أرسل بها النبي إلى علي بن أبي طالب ليقرأها عليهم ولم يبدأ بالبسملة حسب ما جرت به عادة العرب.
- قيل أنّ الصحابة لم يتأكّدوا فيما إذا كانت سورة التوبة وسورة الأنفال سورتان مستقلتان أم أنهما سورةٌ واحدة، فقرروا أن يفصلوا بينهما لكن دون بسملة، ففيما ما روي عن ابن عباس أنه سأل عثمان رضي الله عنهم جميعًا عن سبب قرن الأنفال بالتوبة دون البدء بالبسملة أولها، فقال: (كانتِ الأنفالُ مِن أوائلِ ما أُنزِلت بالمدينةِ وَكانَت براءةٌ من آخرِ القرآنِ وَكانَت قصَّتُها شَبيهةً بقصَّتِها فظنَنتُ أنَّها منها فقُبِضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ولم يبيِّنْ لَنا أنَّها منها فمِن أجلِ ذلِكَ قَرنتُ بينَهُما ولم أَكْتب بينَهُما سطرَ بسمِ اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ فوضعتُها في السَّبعِ الطُّوالِ)[سنن الترمذيIخلاصة حكم المحدث:حسن صحيح].
مقاصد سورة التوبة
تضمّنت سورة التوبة عدة مقاصد، وهي كما يأتي[١]:
- أعلنت السورة أنّ الله ورسوله بريئون من أفعال الكفّار، وقد ميّز -سبحانه وتعالى- في هذه السّورة بين أهل الحقّ والإيمان والإسلام وأهل الباطل والشرك والنفاق.
- ذكرت الآيات عاقبة من يُعرِض عن اتباع الداعي إلى الله في توحيده، ومن يتخلّف عن الجهاد في سبيل الله يكون عقابه حياة الذلّ والعذاب الأليم في الدنيا والآخرة، إلّا إذا تاب وأستغفر، وغفر الله له.
- اعتقاد المؤمن بأنّ الله سبحانه هو مولاه الذي يتولّى نصره وتوفيقه، وعليه يتوكّل ويفوِّض أمره، ويُوقن بأنّ كل ما قد يصيبه هو بعلم الله وتقديره وبأنّه خيرٌ له.
- ذكرت السورة الكثير من أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، لتُذكّر المؤمن بخالقه وما اتّصف به من صفات الكمال، وليعزّز المؤمن حب الله في قلبه وتعظيمه، والرجاء في رحمته، والخوف من عقابه.
- بيان مكانة الرسول صلّى الله عليه وسلم، وعناية الله تعالى به وحفظه له، وأنّه لا يُقبل إيمان عبد من غير إرضاء الله ورسوله معًا، فإنّ كل ما يرضي الرّسول يرضى الله سبحانه، وعلى كل مؤمن أن يتأسّى به -صلّى الله عليه وسلم- في بذله المال والنفس في سبيل الله وتوحيده.
- أكّدت السورة على أمر المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام في التكاليف والأوامر والتشريعات المفروضة عليهم، والمساواة أيضًا في الجزاء ونعيم الآخرة.
- بينّت الآيات أنّ مدخل الإسلام ومفتاحه، هو إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بعد التوبة من الذنوب، وهو قوله تعالى: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} [التوبة: 11]، وأنّ من أظهر الإسلام من المنافقين يُعامل كما يعامل سائر المسلمين؛ لأنّ اللّه تعالى وحده الذي يحاسب على السرائر، وعلينا الحكم على الظواهر فقط.
- بينّت الآيات فوائد الصدقات والزكاة المفروضة، وامتياز الإسلام على جميع الأديان في إصلاح الوضع الماليّ للبشر.
- بينّت السورة أنّ عقد الهدنة بين المسلمين ومن حاربهم مشروعة، وأكّدت على وجوب الوفاء بالمعاهدات ما دام الطرف الآخر يفي بها.
المراجع
- ^ أ ب ت "مقاصد السور القرآنية [15 مقاصد سورة التوبة "]، طريق الإسلام، 2016-03-13، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.
- ↑ ".فصل [في سبب نزول سورة التوبة"]، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.
- ↑ "سبب عدم البداءة في سورة التوبة بالبسملة"، إسلام ويب، 2004-03-03، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-08. بتصرّف.