الأيام الفضيلة
قد أمر الله تعالى الإنسان بأداء العبادات والالتزام بالطاعات وفعل الخير في أي وقت وله أجر ذلك، ولكنه جعل أيامًا فضيلة يكون الأجر فيها مضاعفًا، وهذه الأيام الفضيلة كثيرة، منها أيام شهر رمضان وأيام الجمعة والعشر من ذي الحجة، أما العشر من ذي الحجة فمن الأيام الفضيلة في السنة التي يجب على الإنسان استغلالها على خير وجه، وهي الأيام التي تترافق مع موسم الحج وصعود عرفات وصيام يوم عرفة، وذلك قبل يوم الأضحى المبارك، وبالتأكيد فإن الخير فيها كبير، ولكن ماذا عن الذنب؟
الذنب في العشر من ذي الحجة
إن العشر الأواخر من أفضل الأيام في السنة كما جاء عن قول رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: (ما من عمَلٍ أزْكَى عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ ولا أعظَمَ مَنزِلةً من خيرٍ عُمِلَ في العَشْرِ منَ الأضحى، قيل: يا رسولَ اللهِ، ولا مَن جاهَدَ في سَبيلِ اللهِ بنفْسِهِ ومالِهِ، قال: ولا مَن جاهَدَ في سَبيلِ اللهِ بنفَسْهِ ومالِهِ إلَّا مَن لمْ يَرجِعْ بنفْسِهِ ومالِهِ)[تخريج مشكل الآثار: إسناده قوي]، كما أن الله تعالى أقسم بها في سورة الفجر في قوله: (وَالْفَجْرِ** وَلَيَالٍ عَشْرٍ)[الفجر:1-2]، فهذه الأيام العظيمة التي قال عنها النبي أنها أفضل من الجهاد والتي أقسم الله تعالى بها لا بد بأن أجرها كبير وعظيم، وقد توعّد الله تعالى بزيادة الحسنة بعشر أمثالها في أي وقت، وبالتأكيد فإنها كبيرة في أيام الفضائل، أما عن السيئات فلم يرد ما يفيد بتضاعفها في هذه الأيام العشر، ولكن تكرار السيئة يطبع على قلب الإنسان ويجعله يستسهل المعصية ولا يشعر بذنبها ومن الممكن أن يتفاخر ويجهر بها، كما أنه من الظلم بحق الإنسان أن يهمل هذه الأيام ولا يستغلها بالتقرب من الله تعالى وإعلاء المنزلة، ويتجه لفعل المعاصي والآثام في حين أن غيره يسابق لنيل رضا الله[١][٢].
استقبال العشر من ذي الحجة
يجب على الإنسان أن يحسن استقبال الأيام الفضيلة بما يتناسب مع فضلها، خاصة وأن هذه الأيام تجتمع فيها أمهات العبادة من صلاة وصيام وصدقة وحج، ويذكر بأن الأيام العشر تنتهي بيوم النحر، ويتبعها أيام التشريق التي ذُكرت على أنها "أيام معدودة".
ويمكن للمسلم أن يستغل هذه الأيام الفضيلة بـ[٣]:
- التوبة يجب على الإنسان أن يتوب إلى الله تعالى وألا يدخل العشر من ذي الحجة بالاستمرار على فعل ذنب ما، وأن يكفّ عن العصيان والتكابر، ويعزم على استغلال هذه الأيام.
- الإكثار من ذكر الله تعالى، والاستغفار وفعل النوافل والتكبير والتحميد والتهليل.
- صيام اليوم العظيم يوم عرفة خير صيام، فهذا اليوم العظيم فيه عتق من النيران، ومغفرة كبيرة.
- أداء مناسك الحج والعمرة لمن استطاع.
- أداء الزكاة والصدقة.
- رد الحقوق لأصحابها، والتأكد من عدم وجود مظلمة لأي أحد، فمن مصلحة المسلم أن يستقبل هذه الأيام بقلب خال من الحقد والكراهية أو حقوق غير مستحقة.
المراجع
- ↑ "عشر ذي الحجة..توبة مجددة"، المسلم، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "عشر ذي الحجة.. فضلها ودور المسلم فيها"، الرأي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-22. بتصرّف.
- ↑ "عشر ذي الحجة فضائلها والأعمال المستحبة فيها"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2019. بتصرّف.