أين يقع بركان فيزوف

موقع بركان فيزوف

بركان فيزوف أو جبل فيزوف أو ما يُسمى فيزوفو الإيطالي، هو بركان نشط يقع فوق خليج نابولي في سهل كامبانيا في جنوب إيطاليا على الساحل الغربي، وفي عام 2013 كان ارتفاع البركان حوالي 1281 م ولكن هذا الارتفاع يختلف بعد كل ثوران له، وفي أعلى البركان توجد حفرة كبيرة بعمق حوالي 305 م ومدى 610 م تقريبًا تَشكلت هذه الحفرة بعد ثوران البركان عام 1944، يعيش أكثر من مليوني شخص على سفوح فيزوف السفلية وبالقرب منه، كما توجد العديد من المدن الصناعية التي تمتد على طول ساحل خليج نابولي بالإضافة إلى المدن الزراعية الصغيرة التي تقع على المنحدرات الشمالية لفيزوف[١].


يُعد بركان فيزوف البركان الوحيد النشط في البر الرئيس لأوروبا وقد نتجت عنه أكبر الانفجارات البركانية في القارة الأوروبية، ويشتهر بركان فيزوف بثورانه عام 79 الذي نتج عنه تدمير مدينتي بومبي وهرقلانيا الرومانيتين بالكامل، وعلى الرغم من أن آخر ثوران له كان عام 1944 إلا أنه يمثل خطرًا كبيرًا على المدن المحيطة به خاصةً مدينة نابولي المزدحمة، ويُعد بركان فيزوف جزءًا من القوس البركاني الكمباني وهو خط من البراكين التي تشكلت فوق منطقة التقاء صفائح أفريقية وأوروبية وآسيوية، وتمتد هذه المنطقة على طول شبه الجزيرة الإيطالية وهي مصدر لبراكين أخرى مثل جبل إتنا وحقول فلغريان وغيرها[٢].


تاريخ بركان فيزوف

بركان فيزوف هو بركان معقد بمعنى أنه تجمع واسع من الناحية الزمانية والمكانية والوراثية ترتبط مع المراكز البركانية الرئيسية والثانوية ومع تدفقات الحمم البركانية، ولبركان فيزوف تاريخ طويل مع الثورات البركانية، وقد شهد ثماني ثورات بركانية كبيرة خلال ال 17.000 عام الماضية، وأقدم صخرة مؤرخة في بركان فيزوف من حوالي 300.000 سنة جُمعت من بئر محفور قرب البركان ويُعتقد أنها تعود لبركان سوما إذ بعد انهيار سوما قبل 17.000 عام بدأ بركان فيزوف بالتشكل، وفي 5960 قبل الميلاد و3580 قبل الميلاد سُجل لبركان فيزوف انفجاران بركانيان من أقوى الثورات البركانية في كامل قارة أوروبا، وكان ثوران فيزوف عام 79 البركاني كان أول ثوران بركاني وُصف بالتفصيل، إذ وصفها وسجلها بليني الأصغر الذي كان شاهدًا على ثوران البركان من على بعد 30 كم غرب البركان وقد سجل وصفه برسالتين إذ وصف فيها الزلازل التي سبقت البركان وتساقط الحمم البركانية وأثرها على الناس والتسونامي وأعمدة الثوران، أما ثوران البركان عام 1944 فيُعتقد أنه نهاية دورة الأنفجارات التي بدأت عام 1631، أما الان فلا يشهد البركان أي ثورات ولكن لا يمكن التنبؤ بالمستقبل لهذا البركان فهو تحت الدراسة لتفادي تكرار أي كوارث لهذا البركان[٣].


بركان فيزوف في مدينة مومبي الإيطالية

تأسست مدينة بومبي في إيطاليا عام 600 قبل الميلاد، وكانت لا تزال تُحاول التخلص من آثار الزلزال الكبير الذي كان قد ضربها عام 62 م، تسبب هذا الزلزال الذي نشأ من أسفل جبل فيزوف بأضرار جسيمة للينابيع والأنابيب التي كانت تمد المدينة بالمياه، وأُعيد إعمار العديد من المعابد والمباني في المدينة، يقول المؤرخ سينيكا إن الزلزال استمر لعدة أيام، وأعقب الزلزال هزاتٍ طفيفةً على مدار السنوات التالية، ونظرًا لأن النشاط الزلزالي كان شائعًا في المدينة فقد أولى المواطنون في مدينة مومبي اهتمامًا كبيرًا بعد ملاحظة عدة هزات تضرب المدينة في أوائل أغسطس من عام 79، ومع ذلك لم يكن السكان مستعدين للانفجار الذي وقع بعد ظهر يوم 24 أغسطس عام 79، سُجلت نجاة 2000 شخص فقط من هذا الانفجار، وبعد منتصف الليل اجتاح جدار من الطين البركاني مدينة هيركولايم وطمس المدينة بأكملها بينما فرّ كثير من المواطنين إلى مدينة مومبي، وفي صباح اليوم التالي تدحرجت سحابة متوهجة من الغازات البركانية والحطام من بركان فيزوف وطوقت مدينة مومبي، مات معظم المواطنين على الفور لأن الهواء المحموم أحرق رئتهم وأتلف عضلاتهم تاركًا أجسادهم شبه مجعدة ثم دُفنت بسرعة كبيرة في الرماد مما أدى إلى الحفاظ على صورتها لمئات السنين، ويُعتقد ان حوالي 30.000 شخص لقوا حتفهم إثر ثوران بركان فيزوف عام 79[٤].


ثوران بركان فيزوف عام 1944

في 17 مارس عام 1944 وخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت الحمم البركانية من بركان فيزوف بالثوران، وفي أثناء الثوران كان الجنود من مجموعة بومبر 340 يتمركزون في مطار مدينة بومبي على بعد بضعة أميال فقط من قاعدة البركان فيزوف، وتسجل مذكرات هؤلاء الجنود الأصوات والمشاهد المذهلة لهذا الثوران الأخير، فكان الجنود يلبسون سترات من الجلد وخوذات لحماية أنفسهم من أمطار الرماد الحارق والصخور الصغيرة المتطايرة، إضافةً إلى أن انفجار إسطوانات الغاز في الخيم أدى إلى اشتعالها وتدميرها، وفي 22 مارس أجُبر الجنود على الإخلاء تاركين خلفهم 88 طائرة حليفةً خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد انحسار البركان عادوا في 30 مارس ليجدوا أن الطائرات دُمرت بالكامل، لم تسجل أي وفاة بين الجنود ولكن سُجلت 26 وفاةً لمواطنين إيطاليين بينما نزح حوالي 12.000 شخص بسبب ثوران بركان فيزوف عام 1944، ومنذ عام 1944 إلى يومنا هذا حدثت مئات الزلازل الطفيفة في محيط بركان فيزوف ولكن لم يحدث أي ثوران للبركان، وتتراوح الكثافة السكانية في المناطق التي تشكل خطورةً عاليةً من البركان حوالي من 20 إلى 30 ألف شخص لكل كم مربع، ويمكن أن يتأثر حوالي ثلاثة ملايين شخص إذا حدث أي انفجار بركاني مستقبلي[٤].


المراجع

  1. "Vesuvius", www.britannica.com, Retrieved 15-7-2019. Edited.
  2. Jessica Ball, "Mount Vesuvius - Italy"، www.geology.com, Retrieved 15-7-2019. Edited.
  3. "Vesuvius", www.volcano.oregonstate.edu, Retrieved 15-7-2019. Edited.
  4. ^ أ ب Mary Bagley (19-12-2017), "Mount Vesuvius & Pompeii: Facts & History"، www.livescience.com, Retrieved 15-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :