بحث حول اللباس التقليدي الجزائري

الجزائر

تقع الجزائر في شمال إفريقيا ويحدها البحر الأبيض المتوسط ​​من الشمال وتونس من الشمال الشرقي وليبيا من الشرق والمغرب من الغرب والصحراء الغربية وموريتانيا ومالي من الجنوب الغربي والنيجر من الجنوب الشرقي، وتعد الجزائر الآن أكبر دولة في إفريقيا، إذ تبلغ مساحتها حوالي 2.4 مليون كيلومتر مربع، إذ تبلغ مساحتها أربعة أضعاف مساحة فرنسا أو أقل بقليل من 3.5 أضعاف مساحة ولاية تكساس الأمريكية، لكنّ البلاد مأهولة بالسكان تقريبًا في المنطقة الساحلية الصغيرة، لأن الجزء الجنوبي مغطى بالصحراء؛ وهي أكبر صحراء حارة شبه استوائية[١].


ظل سكان البربر الأصليون في الجزائر يخضعون لحكم أجنبي طوال ثلاثة آلاف سنة ماضية، وكان الفينيقيون قبل 1000 سنة للميلاد والرومان قبل 200 سنة للميلاد أهم من حكموا الجزائر، ومع توغل العرب المسلمين في القرن السابع والثامن في المنطقة، وصل النفوذ الإسلامي إلى البربر وما يقرب من ألف من هيمنة السلالات العربية، في بداية القرن السادس عشر، ووُضِعت المنطقة تحت حماية السلطان العثماني في إسطنبول تليها عهود الباخاس والآغا، التي انتهت مع بداية الاستعمار الفرنسي في عام 1830[١].


لقد أدان الاحتلال الفرنسي سكان الجزائر على الدونية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتسبب في مقاومة مسلحة استمرت لعقود، وبعد قرن من حكم فرنسا أصبحت الجزائر مستقلة في عام 1962 وأصبحت اللغة العربية لغة رسمية بمساعدة القليل من معلمي القرآن من مصر والسعودية، ومنذ ذلك الحين، قامت الجزائر بقيادة نخبة من قادة الأعمال والجنرالات وراء واجهة ديمقراطية، وحُدّد النظام السياسي في الجزائر من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ومجموعة من المخلصين المدنيين والعسكريين غير المنتخبين المعروفين باسم السلطة.[١]


اللباس التقليدي الجزائري

يعرف ابن خلدون المنطقة المغاربية بأنها المنطقة التي يرتدي رجالها البُرنُس ويأكلون الكسكس، وبالرغم من وجود الشعب الروماني والفينيقي والعثماني والفرنسي في الجزائر، إلا أنها استطاعت الحفاظ على شخصيتها التقليدية، وتتميز الجزائر بلباس تقليدي خاص بها، وهذا بيان لبعض منه:[٢]

  • البدلة التقليدية الشائعة في المغرب العربي: يعد البُرنُس، والجلباب، والسروال، والغندورة أبرز ملابس المنطقة المغاربية، وهي شائعة ومحببة لدى الشعب في المغرب، والجزائر، وتونس، ومع ذلك فإن بعض تلك الملابس التقليدية تشكل شعبية خاصة في بلدها.
  • الجلباب الجزائري: يطلق عليه اسم كشابية، ويتميز بخصوصية صنعه من اللوبار المأخوذ من شعر الإبل، وهو لباس تقليدي مرموق، ويمكن تمييز الكشابية بأنها مصنوعة من شعر الجمل الذي يتميز بما يأتي:
    • مقاوم للماء.
    • ضد التلوث.
    • يمتص الرطوبة.
    • يحتفظ بالهواء.
    • يكافح البرد الجليدي والحرارة.
  • البُرنُس الجزائري: يعد البُرنُس الجزائري قطعة شعبية من البدلات الجزائرية، وهي معطف رجالي مع طاقية رأس، ويمكن العثور عليها بعدة ألوان مثل اللون البني الداكن، والبني الفاتح، والأصفر أيضًا، ويحتاج صنع البُرنُس وقتًا أقل من صناعة الجلباب حتى وإن كانت صناعته ببطء ودقة، ففي الواقع توجد حاجة لـ 7 أيام في المتوسط للحصول على الجلباب بينما تكون 5 أيام فقط كافية للبُرنُس.


الأزياء الجزائرية

تعد الأزياء الجزائرية فريدة من نوعها، إذ شُكّلت من خلال تأثير ثلاث حضارات مختلفة وهي العربية والإفريقية وحضارة البحر الأبيض المتوسط، ولعب الموقع الجغرافي للجزائر دورًا مهمًّا في التنوع الثقافي فيها، إذ كانت الاجتماعات والتجارة والتبادلات بين العوالم الثلاثة شائعة، فلا عجب أن تقاليد الملابس الجزائرية غنية ومتنوعة للغاية، كما تجدر الإشارة إلى أن الشعب الجزائري يحافظ بصرامة على تقاليد ملابسه، فيرتدي الجزائريون الفساتين الشعبية كل يوم، ويستخدم العديد من المصممين المحليين الخصائص التقليدية للأزياء الجزائرية القديمة في الملابس الحديثة، كما تستخدم الملابس التقليدية على نطاق واسع في المناطق الريفية.[٣]


اللباس الجزائري التقليدي الخاص بالرجال

من أهم القطع التقليدية التي يرتديها الرجال هي البُرنُس وهي عباءة صوفية طويلة مع غطاء متحرك، وتتميز العديد من الملابس الجزائرية بأنها مغطاة، فتحمي مرتديها من أشعة الشمس والرياح الصحراوية والرمال، وتحميه من البرد والمطر والثلوج في المناطق الجبلية، وعادةً ما يكون البُرنُس أبيض ومصنوعًا من الصوف الرفيع الناعم، وغالبًا ما يكون البُرنُس مزينًا بالتطريز والأنماط على القماش، وهو يستخدم في العديد من الدول العربية، وفي القرنين التاسع عشر والعشرين، أصبح البُرنُس جزءًا من الأزياء الأوروبية بواسطة جنود الجيش الفرنسي من الجزائر وتونس والمغرب.[٣]


قطعة أخرى من الملابس التقليدية الجزائرية هي الجلباب، في الواقع، تُستخدم هذه الملابس في العديد من دول البحر المتوسط، وهي ثوب فضفاض بأكمام طويلة مع غطاء، وهو مصنوع من الصوف أو القطن، ويعبّر لونه عن الحالة الاجتماعية لمرتديها، فالألوان الفاتحة للرجال المتزوجين واللون البني الداكن للعزّاب، ويبلغ طوله طول الكاحل أو طول الأرض ولكن الجلابيب الحديثة تبدو أقصر قليلًا، ويرتدي الرجال أيضًا السراويل الواسعة المصنوعة من القماش الخفيف والسترة المطرزة أو المصنوعة من المخمل.[٣]


أما بالنسبة لغطاء الرأس التقليدي فهو الطربوش وغالبًا ما يكون باللون الأحمر، وتحظى هذه الملابس بشعبية كبيرة في البلدان التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية، وبالنسبة للأحذية يرتدي الرجال في الجزائر النعال الجلدي أو الصندل أو أيًّا من الأحذية الجلدية الخفيفة الأخرى، وغالبًا ما تستخدم النعال للاحتفالات الدينية.[٣]


اللباس الجزائري التقليدي الخاص بالنساء

ترتدي النساء الجزائريات فساتين طويلة مختلفة تغطي أجسادهن من الرأس إلى القدمين، وغالبًا ما يرتدين سروالًا فضفاضًا تقليديًّا تحت الفستان، وتغطي الإناث رؤوسهن بأغطية رأس مختلفة، ونظرًا لكون الكثير من الجزائريين مسلمون، فإن النساء يخفين أجسادهن ورؤوسهن عن أعين المتطفلين، وواحدة من الفساتين الجزائرية التقليدية تسمى كاركو، وتتكون من سترة مخملية مطرزة بخيط ذهبي، وعادة ما تُرتدى السترة مع بنطال عربي تقليدي يسمى سروال، ولكن يمكن ارتداء الكاركو أيضًا مع تنورة.[٣]

تسحب النساء الجزائريات فوق السروال في بعض الأحيان ما يسمى بالفوتا؛ وهي قطعة مستطيلة من القماش الرقيق بنقوش مختلفة، وأصل هذا الثوب تونسي ولكنه يستخدم على نطاق واسع في بلدان شمال إفريقيا الأخرى، ويُطلق على اللباس الاحتفالي الجزائري التقليدي اسم ديجبا، وغالبًا ما ترتديه العرائس، وهي جيبة مزخرفة ورقيقة وجميلة، ويمكن تزيينها بالرباط والتطريز والخرز والترتر والمجوهرات وغيرها من الأوسمة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Algeria ", www.nationsonline.org, Retrieved 21-7-2019. Edited.
  2. "Traditional dress of Algeria", www.custom-qamis.com, Retrieved 21-7-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Traditional costume of Algeria. Three civilizations are mixed in the design of Algerian folk dress ", nationalclothing.org, Retrieved 21-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :