بحث عن مدينة فاس

مدينة فاس

تُعدّ مدينة فاس إحدى مدن المملكة المغربيّة، وهي العاصمة الرسميّة للبلاد قديمًا، والتي أسست عام 789 للميلاد على يد إدريس الثاني، والواقعة في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المغرب، تحديدًا في وادٍ خصيب ممّا يجعلها نقطة التقاء التلال المحيطة بها من جميع الاتجاهات، وأهم ما يميّز هذه المدينة أنّها أكبر منطقة خالية من المركبات والسيارات في العالم، ويرتبط اسم هذه المدينة بكونها العاصمة للمطبخ المغربي، إذ تشهد إحياء عدد من المهرجانات والاحتفالات الخاصة بالطعام ذي نكهة التوابل الظاهرة، مع التركيز على أنواع الخضراوات والفواكه المطبوخة إلى جانب الدجاج أو اللحم، ومن أشهر أطباقه الكسكس، والطاجن المغربي، ويشار إلى أنّه في عام 2008 للميلاد احتفلت المدينة بمرور 12 قرنًا على تأسيسها، وفي سطور موضوعنا الآتي، سنعرّفكم على هذه المدينة بالتفصيل[١][٢].


تاريخ مدينة فاس

يعود تاريخ تأسيس مدينة فاس المغربيّة إلى عام 789 للميلاد إذ شُيّدت في عهد إدريس بن عبد الله الذي يُعد المؤسس الرسمي لدولة الأدارسة، وقد أنشئت على ضفة نهر فاس اليمنى، وأوّل من سكنها هم عائلات عربيّة من القرويين، الذين أسسوا فيها أحياءً سميّت بعدوة القرويين، وأحياء أخرى نزلت فيها عائلات أندلسيّة، وعرفت باسم عدوة الأندلسيين، ويُشار إلى وجود حي الملاح الخاص بالسكان اليهود، وبعد وفاة إدريس الأول أنشأ ابنه إدريس الثاني مدينةً جديدةً على ضفة النهر اليسرى وبقيت المدن كذلك حتى توحدت في عهد دولة المرابطين، وفي عهد يوسف بن تشافين تحولت المدينة لقاعدة حربيّة ذات أهميّة كبيرة في الجهة الشماليّة من المغرب، واكتسبت مكانةً جعلت منها مركزًا علميًّا وحضاريًّا لكلّ مناطق شمال القارّة الإفريقية، وفي عام 1276 للميلاد شيُّدت مدينة فاس الجديدة، وذلك في عهد المرينيين وحصنت بسور وبنى فيها أبو يوسف يعقوب المنصور عددًا من القصور والأحياء السكنيّة والحدائق بالإضافة إلى مسجد، وفي عام 1649 للميلاد اتخذت الدولة العلويّة من المدينة مركزًا لها، وبقيت على هذا الحال حتى ابتداء الاستعمار الفرنسي على البلاد عام 1912 للميلاد، بعدما فرض الحماية عليها، وبعد استقلال المغرب عام 1956 للميلاد أصبحت الرباط هي العاصمة للبلاد بدلًا من فاس[١].


مناخ مدينة فاس

يسود في مدينة فاس المناخ المتوسطي الذي يتميّز بمجموعة من الخصائص الجويّة القاريّة شديدة التأثير، ويُعد شتاؤها باردًا نسبيًّا إذ تنخفض درجات الحرارة لتصل إلى أربع درجات مئويّة، ويبلغ معدل تساقط الأمطار ما يقارب 700 ملمتر، أما الصيف فيها فهو حارّ بدرجة حرارة تتراوح بين 34 و35 درجةً مئويّة[٣].


اقتصاد مدينة فاس

يعتمد اقتصاد مدينة فاس على عدد من القطاعات التي تتمثّل بالقطاع الصناعي الحديث، والتقليدي، والزراعي، وقطاع الخدمات، بالإضافة إلى القطاع السياحي الذي يعتمد على تاريخ البلاد الغني وتراث الثقافات المختلفة التي مرت على المدينة، ويشار إلى أنّ أهميّة المدينة اقتصاديًّا برزت بسبب احتوائها على شبكة طرق ومحطة للقطار ومطار سايس الدولي الذي يُعد ثالث أكبر مطار في البلاد، وقد عقد عدد من اتفاقيات التوأمة بينها وبين مدن عالميّة وهي القدس وفلورنسا والمدن الإسبانيّة قرطبة ومونبولييه[١].


السياحة في مدينة فاس

من أبرز المعالم السياحيّة والأثريّة التي تحتضنها مدينة فاس والتي يمكن إجمالها فيما يأتي[٤]:

  • متحف دار البطحاء: كان هذا المتحف في الأصل قصرًا شيّد بأمر السلطان مولاي عبد العزيز، عام 1897 للميلاد، وفي عام 1915 للميلاد أصبح متحفًا جهويًّا للعادات والفنون، ويتميّز هذا المتحف بطرازه المعماري المغربي الإسباني، ويحتوي هذا المتحف على عدد كبير من التحف، والحرف اليدويّة التقليديّة والكثير من المقتنيات الأثريّة المعبّرة عن التاريخ والتراث المغربي.
  • باب أبي الجنود: باب أبي الجنود أو كما يعرف بباب بو جلود، هو من أكثر الأبواب الموجودة في سور المدينة القديمة شهرةً، إذ يقع في الجانب الشمالي الغربي للمدينة، تحديدًا إلى جوار ساحة الباشا البغدادي، ويشار إلى أنّ هذا الباب في نظر الكثير من سكان المغرب المدخل الأساسي لمدينة فاس.
  • أسوار مدينة فاس: تعود هذه الأسوار المحيطة بالمدينة إلى فترة حكم الناصر الموحدي، الواقعة بين عامي 1199 و1213 للميلاد، وتحتوي هذه الأسوار على مجموعة من الأبواب التي أُطلق عليها عدد من الأسماء التي تعود إلى فترة حكم الزناتيين والأدراسة، ومن أهم هذه الأبواب باب الكنيسة، وباب الجديد، وباب الفتوح، وباب الحمرة.
  • زاوية مولاي إدريس: تحتضن هذه الزاوية ضريح إدريس الثاني الحاكم للمغرب في الفترة الواقعة بين عامي 807 و828 للميلاد، وهي من أشهر المعالم السياحيّة في مدينة فاس والتي تجذب عددًا كبيرًا من السيّاح المحليين والأجانب.
  • متحف الفنون والحرف الخشبيّة: يحتوي هذا المتحف على عدد كبير من المنحوتات الخشبيّة التاريخيّة القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال والقطع الفنيّة التي تعبّر عن تاريخ وأصالة النّجارة والفنون الخشبيّة في المدينة.
  • برج الشمال: أو كما يعرف بالبرج الشمالي، وهو حصن قديم شيّد من قبل السعديين عام 1582 للميلاد في الجهة الشماليّة من المدينة، وقد صُمم على الطراز المعماري الخاص بالحصون البرتغاليّة المنشأة في القرن السادس عشر للميلاد، ويشار إلى أنّ هذا البرج من أكبر النقاط الخاصة بمراقبة المدينة، والمستخدمة فيما سبق لتصنيع المدافع التقليديّة، وفي وقتنا الحاضر تحوّل إلى متحف للأسلحة التقليديّة.
  • المدرسة البوعنانيّة: أُنشئت المدرسة البوعنانية من قبل السلطان أبو عنان الفارس عام 751 للهجرة، على منطقة مرتفعة من الجهة الشماليّة الشرقيّة من قصبة بوجلود، وهي بذلك تطل على مدينة فاس، ومبنى هذه المدرسة مكون من جامع ومدرسة معًا، للتعليم وأداء الصلاة في أيام الجمعة، وهي تنافس بذلك مدرسة العطارين، ويشار إلى أنّ المدرسة ذات تصميم مستطيل مكوّن من صحن مفتوح، وقاعتين للتعليم ومسجد وغرف للقراءة وساعة مائيّة وفناء يوجد في منتصفه حوض ماء، ويتخلل مدخل المدرسة ممر ذو قباب وزاويتين قائمتين، يمكن من خلاله الوصول إلى الفناء وتحيط بجانبي المدخل وميضات ذات أشكال متنوعة.


مقتطفات متنوعة عن مدينة فاس

من أبرز المقتطفات المتنوعة الواجبة معرفتها عن مدينة فاس كالآتي[٥]:

  • يعتمد اقتصاد مدينة فاس على عدة قطاعات متنوعة؛ قطاع الخدمات، وقطاع الفلاحة، وقطاع الصناعة الذي يعتمد على الصناعة التقليدية والصناعة الحديثة، وقطاع السياحة لاحتوائها عددًا وفيرًا من المعالم التاريخية والسياحية والدينية والأثرية والطبيعية والترفيهية.
  • تمتاز مدينة فاس بتوأمتها مع العديد من مدن العالم مثل: مدينة فلرونسا الواقعة في إيطاليا، ومدينة مونبولييه الواقعة في فرنسا، ومدينة القدس الواقعة في فلسطين المحتلة، ومدينة قرطبة الواقعة في إسبانيا.
  • تبلغ مساحة أراضي مدينة فاس تقريبًا 5400 كيلومتر مربع.
  • تُعد مدينة فاس أكبر المناطق على مستوى العالم من ناحية خلوها من السيارات والمركبات.
  • نالت مدينة فاس استقلالها من الاحتلال الفرنسي في العام 1956 الميلادي مع باقي المدن المغربية، وفي العام 1981 الميلادي اختيرت المدينة كإحدى مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو، وفي العام 2008 الميلادي احتفلت المدينة بمرور 1200 عام على وجودها.


من حياتكِ لكِ

إذا كنت تنوين إكمال دراستك في فاس فتوجد في المدينة أقدم جامعة في البلاد وهي جامعة القرويين، وقد اكتسبت هذه الجامعة شهرتها كجامعة حكوميّة منذ عام 1963 للميلاد، والتي ما زالت محافظةً على شهرتها حتى يومنا هذا، أما إذا كنت تهتمين بالدراسات الدينية فقد شيّد جامع القرويين في المدينة، ليكون واحدًا من المراكز التعليميّة البارزة في العالم الإسلامي، كما يضاف لذلك وجود جامعة سيدي محمد بن عبد الله والتي أنشئت عام 1975 للميلاد والتي توجد فيها تخصصات عدة يمكنكِ الاختيار من بينها[٣].


المراجع

  1. ^ أ ب ت "فاس"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  2. هيثم ابراهيم (22-3-2016)، "فاس عاصمة المطبخ المغربي"، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "معلومات عن مدينة فاس المغرب"، murtahil، 30-3-2019، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  4. "السياحة في فاس"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 19-10-2019. بتصرّف.
  5. "فاس"، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 30.7.2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :