محتويات
المرأة وريادة الأعمال
استعرض مكتب أنشطة أصحاب العمل المنبثق عن منظمة العمل الدولية تقريرًا مفصلًا تحت عنوان "المرأة في الأعمال والإدارة: دراسة الجدوى من أجل التغيير" أهم الحقائق حول المرأة وريادة الأعمال، إذ جاء في التفاصيل أن مستوى توظيف الإناث قد ازدادت وتيرته بشكل كبير على الصعيد الوطني نظرًا لتمكّن هؤلاء السيدات من تحقيق نتائج إيجابية عادت بالنفع على الناتج المحلي الإجمالي بزيادته، وقد جاء ذلك وفقًا للبيانات المتعلقة بنحو 186 دولة معترف بها رسميًا خلال الفترة الزمنية ما بين 1991-2017م، وبالرغمِ من النتائج المتوقعة من قبل مكتب منظمة العمل حول وجودِ علاقة إيجابية بين التنوع والتوافق بين الجنسين في مجال الأعمال ونجاحه؛ إلا أن النتائج كانت مبهرة أكثر من المتوقع بفضلِ ما قدمته النساء، ومن الجديرِ بالذكر أن التقرير قد أكد على شغلِ النساء لنحوِ 30% من إجمالي المناصب الإدارية العليا والقيادية، ويستدل من ذلك أن المرأة عنصر فعال ومساهم في الكفاح في تحقيق الدخل، وبناءً عليه فقد ثُمِنت جهود المرأة في مجال ريادة الأعمال بفضل ما قدمته من إنجازاتٍ عظيمة، وانطلاقًا من دور المرأة في ريادة الأعمال فقد لجأت المنظمات الدولية للوقوفِ على الأسباب الكامنة خلف الحيلولةِ دون وصول المرأة للمناصب الإدارية وممارسة الأعمال وعملت على تحسينها قدر الإمكان، وفي هذا المقال سندعوكِ لتتعرفي على ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي وأهم التحديات التي تواجهها[١].
كيف تطورت ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي؟
تمكنت المرأة العربية من شق طريقها بنفسها في مجال الأعمال بعد أن تغلبت على التحديات والصعوبات التي كانت عائقًا في تقدمها؛ بما فيها الفجوة والضغوطات المجتمعية بين الجنسين والعيوب الهيكلية في الاستثمارات بضرورة بقاء العنصر الأنثوي في المنزل، إلا أن المثير للدهشة أن المرأة في الوطن العربي قد أصبحت قوة فتاكة لا يستهان بها إطلاقًا؛ إذ كشفت المعلومات بأن شركة واحدة بين ثلاث شركات ناشئة في ربوع العالم العربي تعود ملكيتها والفضل في تأسيسها للمرأة، ومن الجدير بالذكرِ أن انتشار التكنولوجيا في الوطن العربي ساهم في تطوير ريادة الأعمال النسائية هناك؛ فقد تمكنت المرأة من الاستفادة من شبكة الإنترنت والولوجِ إلى مواقع التواصل الاجتماعي والأسواق الجديدة حول العالم خلال وجودها في منزلها، كما أنها خرجت للعالم لتثبت ذاتها بعد أن أسست عملها الخاص، وتأكيدًا لذلك فقد أثارت سعدية الزهيدي نقاشًا في كتابها "Fifty Million Rising" بأن النساء قد تحررن من القيود الثقافية، كما أن الإنترنت كان وسيلة لإثراء التعليم والمعلومات لدى المرأة مما أحدث تغييرًا جذريًا في الكثير من المفاهيم لديها، وعند إمعان النظر بوجود المرأة العاملة في الأسواق فإنها قوة بحد ذاتها؛ إذ إنه من المتوقع أن تساهم بما مقداره 2.7 تريليون دولار في الاقتصاد العربي مع مجيء عام 2025م بالتزامنِ مع توجه المرأة العربية لإنشاء المزيد من الشركات الناشئة؛ وبالتالي تتحول لقوة على مستوى الشرق الأوسط[٢]
كما كشفت إحصائيات صادرة عن البنك الدولي بأن 13% من إجمالي الشركات في الوطن العربي مملوكة للسيدات مقارنةً مع 20% من الشركات مملوكة لهن في أوروبا وآسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وشرق آسيا وغيرها، وتتفاوت النسب المئوية بشكل كبير بين الدول العربية ذاتها أيضًا، إلا أن الغالبية العظمى من النساء صاحبات الأعمال التجارية يعملن في القطاع الخاص وليس العام في الدول العربية، إذ أكثر من 40% من الشركات المملوكة للإناث في مصر والمغرب والمملكة العربية السعودية تمتلك أكثر من 100 موظف، أما في الأردن والسعودية ومصر وفلسطين فإن النساء تمتلك شركات يعمل بها ما بين 50-100 موظف، إذ أكدت إحدى الدراسات بأن 6% من الشركات المملوكة للإناث في الأردن، وكذلك الأمر بالنسبةِ لـ33% من إجمالي الشركات النسائية في دولة الإمارات العربية تعود بربحٍ يقدر بـ 100 ألف دولار أمريكي، ولا تزال الشركات المملوكة للنساء تنمو أكثر وأكثر؛ فقد بدأت المرأة العربية بالحصول على الخبرة الواسعة في مجال التوسع بالأسواق الجديدة واستهدافهن للمزيد من الزبائن، كما ساهمت الكثير منهن في جذب الاستثمار الأجنبي بمستوياتٍ مرتفعة، كما أنهن من مستخدمي تكنولوجيا المعلومات بكثافة في أعمالهن[٣].
التحديات التي تواجه ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي
تقف الكثير من التحديات التي تواجه ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي وتحول أحيانًا دون تقدمها، لذلك لا بد من الاطلاع عليها عن كثب للمضي قدمًا في البحث عن طريق تطوير ريادتهن في أوطانهن، ومن هذه التحديات[٤]:
- الحاجة إلى التكنولوجيا والوصول إليها باستمرار.
- افتقار القدرة لدى جميع النساء بالوصولِ إلى الأسواق الجديدة.
- الحاجة الماسة لرأس المال للبدء بالمشاريع.
- عدم القدرة على الحصولِ على الخدمات العامة نظرًا لارتفاع تكاليفها.
- تدني المهارات والخبرات في الإدارة المالية والمحاسبية.
- الحاجة للموظفين المتخصصين للعمل.
- ارتفاع تكلفة وأجور العمالة في المنطقة.
كيف يمكن تطوير ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي؟
تاليًا أهم الحلول والطرق التي من شأنها تطوير ريادة الأعمال النسائية في الوطن العربي والعالم بأسره، ومنها[٥]:
- وجوب تكاتف القطاع العام والخاص معًا وتكثيف الجهود للتخلص من كافة الحواجز التي تقف في وجه المرأة.
- ضرورة سن التشريعات والقوانين التي تمنح المرأة المزيد من الحقوق والحريات للانخراط في العمل.
- تطبيق بنود التنمية المستدامة بموجب المادة رقم 8 للأمم المتحدة، والمتمثلة بضرورة دعم رواد الأعمال ووظائفهم المبتكرة.
- تحفيز الأفراد والمؤسسات وتشجيعهم على المضي قدمًا في الاستثمار بواسطة تخصيص صناديق الاقتراض والمشروعات والمساهمة في الأسهم الخاصة للشركات.
- استحداث برامج حكومية جديدة تسهل الحصول على المنح والقروض للنساء الراغبات بإطلاق مشاريعهن.
- ابتكار مصادر غير مسبوقة لرأس المال منها التمويل الجماعي مثلًا.
- وضع المزيد من الاتفاقيات التجارية ودعمها، مما يبدد القيود الموضوعة على التجارة والمساهمة بفتح المزيد من الأسواق التي تخدم مختلف أحجام الشركات.
- ضرورة توحيد الصفوف بين الجنسين والاعتراف بها كوسيلة واستراتيجية أساسية، بحيث تقف المرأة لجانب الرجل في العمل دون تمييز.
- ضرورة التدريب للمرأة العاملة وتشجيعها على التقدم.
- نشر قصص النجاح الإيجابية عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لنشر الإيجابية في نفوس النساء العاملات.
المراجع
- ↑ "Women in leadership bring better business performance", ilo,22-5-2019، Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ "Start-Ups in the Arab World: One Woman at a Time", medium,13-7-2018، Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ JULIA DEVLIN (17-2-2015), "FEMALE ENTREPRENEURSHIP IN THE ARAB WORLD – PART I"، arabdevelopmentportal, Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ "Women Entrepreneurs in the Middle East and North Africa: Characteristics, Contributions and Challenges", ifc, Retrieved 20-5-2020. Edited.
- ↑ Karen Quintos (18-1-2019), "Four ways to boost the number of women entrepreneurs"، weforum, Retrieved 20-5-2020. Edited.