بنزرت
تشغل مدينة بنزرت التونسية موقعًا جغرافيًا مميزًا فوق السواحل الشمالية للبلاد، وتُعد بمثابة النقطة القصوى في الجزء الشمالي من قارة أفريقيا، وتفصل بينها وبين مدينة تونس العاصمة مسافة تصل إلى 65 كيلو مترًا مربعًا نحو شمال المدينة، وتتمتع المدينة بأهمية كبيرة إذ تحتضن أكبر قاعدة جوية في البلاد تُعرَف باسم قاعدة سيدي أحمد الجوية، كما أنها موطن لأربعة أحواض لإصلاح السفن ضمن بحيرة بنزرت، ويشار إلى أنها موطن للأيدي العاملة والأسعار التنافسية وخط السكك الحديدية أيضًا.
تنفرد مدينة بنزرت بموقع تجاري استراتيجي يربط بين المناطق الصناعية في المنطقة والبحر الأبيض المتوسط والموانئ التابعة له، إذ تمتلك المدينة ميناءً تجاريًا قويًا ينافس في مجال التجارة العالمية، كما تتمتع المنطقة بأهمية سياحية عظيمة؛ باعتبارها موطنًا للمشاريع السياحية الكبيرة[١].
السياحة في بنزرت
تُلقّب مدينة بنزرت بجوهرة تونس الساحلية، وتمتاز بالموقع الجغرافي المميز الغني بالمساحات الخضراء والغابات والسهول الغنّاء، بالإضافة إلى المياه الزرقاء الصافية، وتكثر فيها مواقع السياحة الطبيعية والتاريخية والدينية[٢]، بالإضافة إلى ذلك فإن بنزرت تحتضن مشروعًا قد بدأ منذ سنة 2014 م يُعرَف باسم مشروع مارينا بنزرت، ويسعى إلى استقطابِ أعداد ضخمة من السياح عمومًا للمدينة، ومن أبرز ما تنفرد به سياحة اليخوت خصوصًا؛ إذ يوجد 1000 يخت على الأقل من مختلف الأحجام، ويوجد نزل وبنايات مجاورة للمنطقة مؤلفة من سبعة طوابق لها طراز معماري مميز، كما تتموضع في مسار البواخر واليخوت التي تقطع طريقها على متن مياه البحر المتوسط بين الجمهورية التونسية وصقلية[١].
معالم السياحة في بنزرت
من أبرز معالم السياحة في بنزرت[٢]:
- الحديقة الوطنية في إشكل: محمية طبيعية مميزة في تونس تحتضن 600 نوع من أنواع النباتات بالإضافة إلى وجود 200 ألف من الطيور المائية، وقد أُدرِجت الحديقة في قائمة مواقع التراث الدولي الطبيعي والثقافي في اليونيسكو، وتُعد مصبًا أساسيًا لستة أنواع رئيسية من المياه العذبة بالإضافة إلى وجود بحيرة مالحة خلال الصيف، بينما تصبح في فصل الشتاء عذبةً، وتوجد فيها أعداد كبيرة من الحيوانات المائية المهددة بالانقراض والزهور، يوجد فيها متحف بيئي يتربع فوق هضبة مرتفعة.
- المدينة القديمة: معلم سياحي يعج بالأعمال الحرفية التقليدية ومركز لها، تكثر فيها المناظر الخلابة المتناثرة في كل مكان، وتنفرد بالشوارع الضيقة المتعرجة، بالإضافة إلى الأسواق المسقوفة.
- منطقة القصبة: تشغل هذه المنطقة موقعًا فوق الضفة الشمالية بالنسبةِ لميناء فيو القديم، وتحتضن أيضًا قلعةً ذات حصونٍ وأبراجٍ يصل عددها إلى ثمانية قبابٍ فريدةٍ من نوعها، يطغى عليها الطراز البيزنطي بالإضافة إلى الأروقة والمسلك الدائري وأسوار الكساسبة وحصن سيدي الهاني، ومسجد حنيفة الأثري.
- الميناء القديم: يحظى بأهمية سياحية كبيرة، إذ يتوافد السياح إليه للاستمتاع بزرقة المياه والتاريخ الأصيل، ويمتاز بأنه من أجمل الأحواض في البحر الأبيض المتوسط إضافةً لموقعه الاستراتيجي، ويتشابه كثيرًا مع مدينة البندقية الإيطالية، كما أنه موطن للعديد من معالم السياحة كأرصة المرسى القديم ومسجد الجامع الكبير والحمام الكبير وحمام الشاطئ وغيرها.
- مسجد الربع: يشغل هذا المسجد موقعًا مميزًا في موقعٍ بين الميناء القديم وأسواق المدينة القديمة، ويرجع تاريخ تشييده إلى القرن السابع عشر؛ فيظهر عليه الطراز العثماني خاصةً على المئذنة الثمانية.
- منطقة الناظور: موقع طبيعي سياحي شهير في بنزرت، تكثر فيها الجبال الشاهقة المكسوة بالأشجار الخضراء، بالإضافة إلى إمكانية ممارسة الأنشطة كالمشي والتسلق والوقوف على مشارف البحر.
- الحصن الإسباني: معلم سياحي بالغ الأهمية فوق التلة الشمالية الشرقية من القصبة، وهو بقايا حصن كبير عتيق يحيط بمقبرة قديمة أيضًا، وقد شُيِّد لغايات التصدي للهجمات الإسبانية على بنزرت.
- كورنيش بنزرت: مجموعة متصلة من الشواطئ الرملية الممتدة لمساحاتٍ شاسعة، تكثر فيها الفلل والفنادق والمطاعم، ومن أبرز المعالم الترفيهية هناك سيدي على المكي وراف راف ورأس الجبل وغيرها، ومن الممكن الاستمتاع بالعديد من الأنشطة كالسباحة والسير على الرمال الناعمة ومختلف الرياضات المائية.
جغرافيا بنزرت
تُعد مدينة بنزرت كنزًا سياحيًا عظيمًا بفضل ضفة المرجان التي تمتلكها وتنفرد بها على مستوى الوطن العربي، وتمتاز بالسواحل ذات الرمال الذهبية الممتدة لأكثر من 300 كيلو متر مربع على الأقل، وتكثر فيها المساحات الخضراء المروية بمياه المتوسط، وتمتاز المنطقة بوفرة الأشجار دائمة الخضرة[٣].