محتويات
ما هي الشروط في النكاح؟
من شروط صحة النكاح ما يأتي[١]:
- تحديد الزوجين: أي أنّه لا يصح للولي أن يقول: (زوجتك ابنتي وله أكثر من بنت)، أي أنّه لابدّ من أن يميّز ابنته باسمها، أو صفة تميّزها عن غيرها من أخواتها، مثل أنّ يقول: زوجتك ابنتي الكبرى أو الصغرى.
- رضا الزوجين: أي لا يجوز إجبار الفتاة أو الرجل على الزواج.
- وجود الولي: الدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل)[٢]، وتكون أحقّيّة الولي بحسب ترتيبه في العائلة، أي أنّ أولاهم الأب، ثمّ الجد، ثم ابنها، ثم أخوها الشقيق، ثم الأخ من الأب، والأقرب فالأقرب، ومن الفقهاء من قدّم الابن البالغ على الأب.
- الشهادة على العقد: الدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا نِكاحَ إلا بِوَليٍّ وشاهدَي عدلٍ)[٣].
- خلو الزوجين ممّا يمنع النكاح: أي لا يكون ما يمنع الزواج من نسب أو رضاعة أو اختلاف أديان، مثل أن تكون المرأة مسلمة والرجل غير مسلم، أو أن يكون الرجل مسلمًا والمرأة وثنية، ويستثنى من هذا الشرط زواج الرجل المسلم من كتابية، شرط أن تكون عفيفة.
الشروط الخاصة في عقد الزواج
المهم في شروط صحة عقد الزواج أن تكون حلالًا وصحيحة، إلى أن يوجد دليل يمنعها[٤]، والدليل على عموم العقود الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ)[٥]، وكذلك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ اشْتَرَطَ شَرْطًا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ فَهُوَ بَاطِلٌ، وَإِنْ اشْتَرَطَ مِائَةَ شَرْطٍ)[٦].
- إذا اشترطت المرأة على الرجل ألّا يتزوج عليها، فإنّ هذا الشرط جائز عند أغلب أهل العلم، وإن تزوج فللزوجة حقّ فسخ عقد النكاح.
- إذا اشترطت المرأة أن لا يخرجها زوجها من بيتها، أو بلدها، أو لا تسافر معه، فإنّ الرجل ملزم بالوفاء به، وإن لم يفعل فلها الحق في فسخ عقد النكاح.
- قال ابن قيم الجوزية: لا بدّ من الوفاء بشروط العقد؛ لأنّ الوفاء بها مقتضى العقل والشرع؛ لأنّ المرأة لم ترض بالزواج إلا بتلك الشروط، وإذا لم يفِ الرجل بها، فإنّ العقد لا يعود بالتراضي، وكان لزامًا بما لم يلزمها الله ورسوله به.
الشروط الفاسدة التي تبطل عقد النكاح
يبطل عقد النكاح إذا كان فيه أحد الشروط الآتية[٧]:
- نكاح الشغار: يعني أن يزوج الرجل أخته أو ابنته أو غيرهما (ممن في ولايته) بشرط أن يتزوج أخت الرجل أو ابنته، وهذا النكاح محرم وفاسد، سواء ذُكِرَ فيه مهر أو لم يذكر فيه، ولا بدّ من إعادة العقد من دون ذكر شرط الشغار فيه، وأن يتمّ بعقد جديد، ومهر جديد، وحضور الولي، وشاهدي عدل، ويُعاد للأخرى أيضًا، من دون الحاجة إلى الطلاق، والدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الشِّغَار.
- نكاح التحليل: أي أن يتزوج الرجل امرأة المطلقة ثلاث طلقات، بشرط أن يحلّلها لزوجها الأول، سواءً اتفقا على ذلك قبل العقد أم نوى في قلبه التحليل، وهذا النكاح بالإضافة إلى أنهّ محرّم، فإنّ فاعله ملعون، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله المحلِّل والمحلَّل له)[٨].
- نكاح المتعة: أي أن يتزوج الرجل المرأة بعقد مؤقت، سواءً يومًا أم سنة، ويدفع لها مهرًا، وبعد انتهاء المدة المتّفق عليها يفارقها، وهذا النكاح باطل؛ لأنّه يجعل من المرأة سلعة، ويضرّ الأولاد؛ لأنّهم لن يجدوا عائلة أو بيتًا يستقرّون فيه، والمقصود منه قضاء الشهوة، وليس تكوين عائلة وأولاد، والدليل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة، فمن كان عنده منهن شيء فليُخَلِّ سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً)[٩].
الشروط الفاسدة التي لا تبطل عقد النكاح
هناك شروط باطلة لكنّها لا تفسد عقد النكاح تمامًا، وهي[١٠]:
- اشتراط الزوج في العقد أن يسقط حقًّا من حقوق المرأة، مثل شرط المهر أو النفقة، أو أن يصرف عليها أقلّ من زوجته السابقة أو أكثر، أو إذا اشترطَت الزوجة تطليق زوجته السابقة.
- إذا كان يعلم الزوج بأنها مسلمة وتبيّن أنّها كتابية، أو كان يعلم أنّها بكر وتبيّن أنّها ثيّب، أو لم يعلم عن عيب لا يُفسَخ بسببه النكاح مثل العمى، أو الخرس، وغيرهما، فإنّ العقد ليس باطلًا لكن بإمكان الزوج فسخه.
- إذا تزوج الرجل امرأة حرة فتبيّن أنّها أمة، إذ يمكنه إكمال الزواج أو فسخ العقد، وإذا كانت المرأة تعلم أنّ زوجها حرّ، ثمّ تبيّن أنّه عبد، فلها إكمال الزواج أو فسخ العقد.
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل يلزم الزوج الوفاء بالشروط بعد عقد النكاح؟
الراجح من أقوال أهل العلم أنّ الشروط التي تشترطها الزوجة على زوجها ملزم بوفائها إذا لم تتنافى مع مقتضى العقد، وإن كان الزوج يظلمها في شيء من حقوقها، عليها تذكيره بأن ينصفها، وأن يعطيها حقّها، وإذا لم يقبل أو لم ينصلح حاله، يمكنها طلب الطلاق، خاصة إذا كان وضعهما سيئًا[١١].
هل يمكن إضافة شروط في عقد النكاح بعد الزواج؟
الشروط المتّفق عليها مع الزوج بعد العقد ليست لازمة، بل يجب أن تكون مذكورة في العقد فقط، ولو وقع الشرط بعد لزوم العقد، فإنّه لا يُلزِم الرجل بوفاءه، بحسب الإمام أحمد، وبحسب قول ابن قدامة: فإنّ الوفاء بالشرط بعد الزواج لا يُلزم الرجل، وإن كان بطلب أحد غير الزوجة؛ أي أنّه لا يمكن إضافة شروط بعد العقد؛ لأنّ الرجل غير ملزم بها، ولا يحقّ فسخ عقد الزواج بناءً عليها، والذي يُنصح به في هذه الحالة، هو المعاشرة بالمعروف، والاجتهاد في إصلاح النفس والحياة، وإعانة الزوج على الاستقامة والتوبة إلى الله تعالى[١٢].
- ↑ "خمسة شروط لصحة النكاح"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3520، صحيح.
- ↑ رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن عمران بن الحصين وعائشة، الصفحة أو الرقم:9908 ، صحيح .
- ↑ "أقسام الشروط في عقد النكاح"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:1
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج مشكل الآثار، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:324، صحيح.
- ↑ موقع الدرر السنية، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:372، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم:1406، صحيح.
- ↑ موقع الدرر السنية، كتاب الموسوعة الفقهية، صفحة 81. بتصرّف.
- ↑ "الشروط بعد العقد هل يلزم الزوج الوفاء بها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "حكم الاشتراط على الزوج بعد العقد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/2/2021. بتصرّف.