كيفية استعمال مسك الطهارة الأسود

ما هو المسك؟

يمتلك المسك رائحة قوية تقارن بالروائح الخشبية أو الترابية عادةً، ويستخرج هذا العطر من ذكر أحد أنواع الغزلان الذي يعرف بغزال المسك؛ إذ يُؤخذ كيس غُدي بحجم كرة الغولف من غزال المسك، وتحتوي هذه الغدة على سائل يستخدمه الغزلان لجذب رفقائهم بواسطة الرش، وعند صيد الغزلان أو وفاتها يُستأصل الكيس ويجفف لإنتاج شيء يُدعى جراب المسك، وبمجرد فتح الجراب يمكن رؤية حبوب المسك العطرية، ونحصل على عطر المسك عن طريق تصنيع هذه الحبوب بواسطة عمليات هندسية كيميائية اصطناعية، فتنقع الحبوب في الكحول؛ لإنتاج الرائحة المعروفة باسم المسك^[١].

كيف تستعملين المسك الأسود؟

تتوارد الأسئلة كثيرًا حول كيفية استخدام المسك الأسود للطهارة من آثار الطمث لا سيما في فترة ما بعد الحيض أو النفاس، علمًا بأن طرق الاستعمال للمرأة المتزوجة وغير المتزوجة مختلفة بعض الشيء، وفما يلي ذكر لكلتا الطريقتين^[٢]:

• الأولى: تأخذ المرأة القليل من المسك وتدهنه على أصبعها الصغير ثم تدخل الإصبع في المهبل، وهذه الطريقة خاصة للنساء المتزوجات، فلا يجوز للعذراء أن تقوم بها خوفًا من فض غشاء بكارتها، وتستخدم هذه الطريقة بعد الانتهاء من الحيض أو الجنابة؛ إذ يطهر المهبل ويتخلص من الدم العالق والبكتيريا قدر الإمكان.
• الثانية: تأخذ المرأة قطعة قطن أو قماش وتضع عليها بضع قطرات من المسك الأسود، ثم تمسح بها المنطقة الحساسة بلطف، وتعد هذه الطريقة مناسبةً أيضًا للفتيات غير المتزوجات.

لابد من التأكد أن المسك المستخدم فى الطهارة هو المسك الأسود فعلًا، والحصول على المسك الطبيعي والأصلي؛ نظرًا لانتشار المنتجات المقلدة بكثرة، والتي قد تتسبب في ظهور مضاعفات غير مرغوب بها.

أنواع مسك الطهارة

يعد المسك نوعًا من العطور الطبيعية والمرتفعة الثمن؛ إذ إنه أقدم مستحضرات العطور الموجودة في العالم، كما توجد مستحضرات عطرية كثيرة تشبه المسك؛ إلا أنها قد تكون مستخلصةً من النباتات أو محضرةً بتركيبات كيميائية؛ ويُلجأ إليها عادةً لندرة المسك الأصلي رغم أفضليته المطلقة سواء بيبع منفرد أو مخلوط مع مكونات أخرى، وقد عُرف العرب باستخدامهم المسك لتعطير الجسم والثياب؛ إذ ارتبط لديهم بالنظافة، واستعملته نساؤهم كذلك لتعطير المنطقة الحساسة بعد انتهاء الدورة الشهرية أو بعد الاستحمام؛ لذلك عرف باسم مسك الطهارة في الثقافة الاسلامية، وفيما يلي ذكر لبعض أنواعه وطرق تمييز الأصلي منها^[٣]:

• المسك الحجري: من أفضل أنواع مسك الطهارة المفضل لدى النساء؛ إذ يمتاز برائحة عطرية فواحة تستمر مدةً طويلةً، وهو آمن الاستخدام على المنطقة الحساسة لخلوه من الكحول وغيرها من المواد المصنعة، ويساهم بالحفاظ على توازن المحيط الحامضي في المنطقة الحساسة، كما يعرف بمناسبته لأنواع البشرة كافةً، وبالتالي يقضي فقط علي البكتيريا الضارة ولا يقتل البكتيريا النافعة.
• المسك السائل: هو أسوأ الأنواع إطلاقًا؛ إذ إنه غير مناسب لمعظم أنواع البشرة لا سيما الحساسة منها، كما يسبب تحسس المنطقة الحساسة فيؤدي للحكة وظهور التقرحات والحبوب؛ فيعكس عادةً الوظيفة المطلوب منه أداؤها، ويجعل رائحة المنطقة غير جيدة؛ لتسببه بنزول مخاط بعد الدورة ذي لون ورائحة كريهين، لا سيما للمتزوجات.
• مسك العروسة: هو نوع مشهور من أنواع مسك الطهارة؛ إلا أنه يستخدم أساسًا لتعطير المنطقة بين الفخذين ومنطقة تحت الإبط، ولا يستعمل في المناطق الحساسة؛ إذ قد يسبب الحكة أو بعض الالتهابات المهبلية.
• مسك الحجر: هو نوع صعب الاستخدام بالمقارنة مع الأنواع الأخرى لتعطير المنطقة الحساسة، فهو عبارة عن حجر ذي لون أبيض يفتت لتحويله إلي بودرة، ويكثر استخدامه في تعطير الخزانات والملابس، أو كمزيل طبيعي للعرق وبديل عن الأنواع المصنعة الضارة بالجلد.

ومسك الطهارة الأصلي هو المسك الأسود المستخرج من غدة الغزلان مباشرةً، ويمتاز بالكثير من الخواص العلاجية فيما يتعلق بالالتهابات، ورغم استخدام الكثير من السيدات للمسك الأبيض الطبيعي لتعطير المنطقة الحساسة؛ إلا أنه لا يحمل خصائص المسك الأسود العلاجية، ويصعب كثيرًا التفريق بين المسك الأصلي والمقلد على العامة، ويكمن الحل في شراء المسك من محلات العطور الأصلية والشهيرة، وعمومًا فإن المسك الطبيعي باهظ الثمن، ويمكن تقبل هذا الأمر مقابل خواصه المميزة التي يمكن أن تُجنى.

المسك الأسود في الإسلام

عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- أَنَّ أسْمَاءَ سَأَلَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن غُسْلِ المَحِيضِ؟ فَقالَ: (تَأْخُذُ إحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وسِدْرَتَهَا، فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ تَصُبُّ علَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا، ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا المَاءَ، ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بهَا فَقالَتْ أسْمَاءُ: وكيفَ تَطَهَّرُ بهَا؟ فَقالَ: سُبْحَانَ اللهِ، تَطَهَّرِينَ بهَا فَقالَتْ عَائِشَةُ: كَأنَّهَا تُخْفِي ذلكَ تَتَبَّعِينَ أثَرَ الدَّمِ) [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويقصد بالفرصة الممسكة قطعة قطن أو صوف تطيب بالمسك، وعقّب النووي -رحمه الله- على ذكر الحكمة من اسْتِعْمَالِ الْمِسْك أنه يقصد به تَطْيِيب الْمَحَلّ، وَدَفْع الرَّائِحَة الْكَرِيهَة، وَذكر أنه يسْتَعْمِل بَعْد الْغُسْل، وفي حال عدم وجود المِسْك فَيسْتَعْمِل أَيّ طِيب آخر، ويسْتُحِبَّ اِسْتِخدام ما يُزِيل الْكَرَاهَة كالصابون في حال عدم وجود الطيب كذلك، علمًا أن الْمَاء كَافٍ لَلتطهر في حال عدم وجود أي مما سبق ذكره، كما اكتُشف أن المسك يعمل كمضاد حيوي طبيعي لعلاج أمراض الجلد والأمراض التناسلية لدى الإنسان والحيوان على حد سواء^[٤].

الفوائد الجمالية التي يمنحكِ إياها المسك الأسود

تُستخدم منتجات كثيرة لتطهير المناطق الحساسة من أبرزها المسك الأسود؛ إذ استعملته النساء للطهارة منذ قديم الزمان، ولا يزلن يقبلن عليه للتطهر حاليًا، وفيما يلي ذكر لأهم الفوائد الجمالية الناتجة عن استخدامه^[٥]:

• تقوية وعلاج مشاكل الشعر والأظافر.
• إكساب المناطق التناسلية رائحةً جميلةً وقويةً؛ لاحتوائه على مجموعة عطرية من الزيوت.
• تنظيف البشرة وإكسابها نعومةً جذابةً.
• تأخير ظهور التجاعيد، وعلامات الشيخوخة وتقدم العمر.
• إزالة آثار الندوب وبقع الوجه الداكنة.
• معالجة الآثار الناتجة عن العمليات الجراحية، وحب الشباب والدمامل والقضاء عليها.
• توزيع صبغة الميلانين بتساوٍ على الجلد.
• إدخاله في صناعة المستحضرات التجميلية الخاصة بالبشرة.
• تحسين المزاج والحالة النفسية عند استنشاقه.
• تقليل خطر الإصابة بأمراض الجلد.
• استخدامه كمزيل للعرق؛ إذ يقضي على إفرازات الجسم و بالتالي الرائحة الناتجة عنها.

المراجع

1. ↑ Dennis Green (26-2-2016), "The 'musk' smell of cologne used to come from a pretty bizarre, unexpected place"، businessinsider, Retrieved 5-1-2019. Edited.
2. ↑ "أفضل الطرق لإستخدام مسك الطهارة الأسود"، thai-advisor، 12-9-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2020. بتصرّف.
3. ↑ amira mahmoud، "مسك الطهارة للبنات وانواعه وطريقة استخدامه"، rqeeqa، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2020. بتصرّف.
4. ↑ "الحكمة من استعمال الحائض قطنة ممسكة بعد الغسل"، islamqa، 12-5-2007، اطّلع عليه بتاريخ 8-1-2020. بتصرّف.
5. ↑ "فوائد المسك الاسود"، sawaleif، 11-12-2018، اطّلع عليه بتاريخ 3-2-2020. بتصرّف.