أستراليا
تُعد أستراليا القارة الأصغر في العالم، الأمر الذي جعل منها واحدةً من أكبر الدول في العالم، أما عن موقعها؛ فإنها تتمركز في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية متوسطةً المحيطين الهندي والهادئ، كما أن المسافة بين قطبيها البريين شرقًا وغربًا تناهز الأربعة آلاف كيلو متر، بينما يبتعد قطبها الجنوبي الشرقي عن نظيره الشمالي الشرقي قرابة 3,200 كم، وبالحديث عن المدن الأسترالية فإن كانبرا هي العاصمة الأولى للدولة التي تحتوي على المراكز الاقتصادية والثقافية الأضخم في البلاد؛ متفوّقةً بذلك على مدينتي سيدني وملبورن الشهيرتين، ولم تكتفِ أستراليا بكونها قارةً منفصلةً فحسب، بل إنها نالت ألقاب أقدم القارات، وآخر المعاقل، وآخر الأراضي، الأمر الذي ما كان ليأتي عن عبث، بل هو مما استحقته هذه البلاد عن جدارة، وفي الحديث عن هذه البلاد ولكونها قارةً منفصلةً لا تمتلك حدودًا برّية مع بقية الدول العالمية؛ فتتبادر إلى الأذهان بعض التساؤلات عن تاريخها ومُكتشفها، الأمر الذي سنتعرف عليه في هذا المقال[١].
من اكتشف استراليا
كان الوصول الأول للمكتشفين الأوروبيين إلى قارة أستراليا عام 1770 للميلاد بالتحديد في اليوم التاسع عشر من شهر أبريل؛ إذ وصل إليها القبطان جيمس كوك بسفينته البريطانية، ورسم المستكشف جيمس كوك في البداية الخارطة الخاصة في السواحل الشرقية للقارة، ومن الجدير بالذكر أن الهولنديين كانوا قد وصلوا إلى سواحل هذه البلاد قبل جيمس كوك بنحو قرن من الزمن، ثم لم يكن من سكان البلاد الأصليين إلا مجابهة جيمس ورجاله برماحهم القديمة، الأمر الذي قابله القبطان بنيران البنادق ليعلن بذلك نهاية العصر القديم لسكان البلاد الأصليين، ويُشار إلى أن تلك السفينة كانت تحمل العديد من الشخصيات المهمة، مثل علماء نباتات؛ ليكون هذا الاكتشاف بمثابة سعادة غامرة لهم، لا سيما لما وجدوه من نباتات فريدة من نوعها[٢].
تاريخ أستراليا
يعتقد العلماء أن القارة الأسترالية انفصلت عن كتلة الأرض الجنوبية قبل حوالي خمسين مليون سنة، كما أن عزلتها التامة منذ ذلك الحين ومرورًا بالعصر الجليدي الأخير ساهمت كثيرًا بتطوّر الغطاء النباتي في القارة، فضلًا عن الثروات الحيوانية أيضًا، أما عن السكان الأصليين للبلاد فالاعتقاد السائد في تاريخهم أنه يعود إلى نحو 50 ألف سنة، ورغم هذا الاعتقاد فإن بعض الاكتشافات الحديثة تدل على أن كيمبرلي الواقعة في الغرب الأسترالي احتوت على مساكن بشرية أقدم من ذلك، أما عند الاكتشاف الأوروبي للبلاد كان سكانها الأصليون يعيشون على الصيد، وتجميع الأدوات الحجرية واستخدامها، أما عن التعداد التاريخي لسكان القارة فقد ناهز 750 ألف نسمة.
رغم عدم التطور التقني للشعوب الأصلية في البلاد في ذلك الحين فقد كانوا يتميزون بوجود ما يقارب 500 لغة مستخدمة بينهم، كما توجد أيضًا العديد من الأشكال الثقافية والتاريخية التي يتمتعون بها، بما في ذلك الفنون الصخرية المتنوعة، والتقاليد الشفهية التي ضمت السرد القصصي، والأغاني، وبعد الاكتشاف الأوروبي للبلاد، بدأت القوات البريطانية ببناء المستعمرات واحدةً تلو الأخرى، الأمر الذي رافقته الكثير من التعاملات الوحشية مع سكانها الأصليين، والذين كان اعتمادهم الأول على الرعي، والصيد، وما إلى ذلك، أما عند اكتشاف معدن الذهب في أستراليا فقد كان له أثر كبير في الانفتاح الداخلي، وتزايد أعداد النازحين من السكان الأصليين للبلاد.
بدأت بعد ذلك العجلة الاقتصادية للبلاد بالنهوض؛ إذ تطورت زراعة القمح، والاعتماد على تصدير لحوم الأغنام، والحليب ومشتقاته، كما بُنيت السكك الحديدية أيضًا، وساهم قدوم المهاجرين وأصحاب رؤوس الأموال إلى البلاد بالكثير من التطوّر الاقتصادي بين عامي 1860-1890 للميلاد، كما تجدر الأشارة إلى أن التعداد السكاني للبلاد عام 1891 للميلاد بلغ ثلاثة ملايين مواطن، ثم توحّدت المستعمرات المنتشرة في أرجاء القارة لتؤسس أستراليا عام 1901 للميلاد، الأمر الذي أدى إلى طفرة اقتصادية أكبر، لا سيما في المجال الصناعي الذي احتل نسبة 40% من إجمالي الناتج المحلي عام 1939 للميلاد[٣].
أشهر مدن أستراليا
توجد العديد من المدن الأسترالية التي تحتل شهرةً عالميةً كبيرةً، وذلك في العديد من المجالات الهامة، وفيما يأتي بعض تلك المدن[٤]:
- ملبورن: تعد ملبورن من أشهر المدن الأسترالية؛ إذ إنها العاصمة الرسمية لولاية فيكتوريا، فضلًا عن كونها تمتلك ثقافات متعددة جعلتها من المدن السياحية الأولى؛ إذ إنها تحتوي على الكثير من المعالم السياحية البارزة، أما عن الجانب الاقتصادي للمدينة فهي تشتهر بصناعة الفولاذ والنفط والخشب والمواد الكيميائية، الأمر الذي يجعلها من أوائل المدن الاقتصادية في البلاد.
- سيدني: لم تمتلك سيدني شهرةً محليةً فحسب، بل إنها ذات سمعة عالمية كبيرة، وذلك لما تتميز به من المعالم الشهيرة، مثل: الجبل الأزرق، ودار الأوبرا، والميناء، وغير ذلك الكثير من المعالم السياحية البارزة في المدينة، كما أنها من المدن الثقافية العريقة، والتي تحتضن الكثير من المسرحيات والعروض الفنية المميزة على المستوى العالمي.
- برث: تُعد برث العاصمة الغربية لأستراليا، وذلك لاحتوائها على البرلمان الأسترالي ومستقر الحكم، أما عن المكانة السياحية للمدينة، فإن وقوعها على سواحل المحيط جعل منها مدينةً شاطئيةً من الطراز الرفيع، كما أنها تمتلك العديد من المعالم والشواطئ المخفية، والسواحل الرملية التي تقدم الكثير من النشاطات البحرية المميزة، مثل التجديف والسباحة، وما إلى ذلك من نشاطات.
- كيرنز: تقع المدينة في بنورث كوينزلاند، الأمر الذي يجعلها تتميز بالمناخ الاستوائي المميز والذي أهّلها لتكون ضمن أشهر المدن الأسترالية، كما أنها من المدن الثقافية بامتياز، فضلًا عن كونها من المدن الساحلية الجميلة التي يمكن للزوار التمتع بأجمل الرحلات البحرية في المدينة.
- أليس سبرينغز: تُعد المدينة من أجمل مدن أستراليا، وأكثرها شهرة، إذ إنها تقدم لزوارها تجربةً فريدةً من اكتشاف الصحراء الأسترالية، ورحلات البحث عن الأحجار الكريمة، والكثير من النشاطات المميزة، والتي تلاقي رواجًا سياحيًا كبيرًا.
- كانبرا: هي العاصمة الرسمية للبلاد الأسترالية، فضلًا عن كونها واحدة من أشهر المدن العالمية، أما عن وجهها السياحي؛ فإنها تتميز بالكثير من المعالم والحدائق السياحية ذات الشهرة العالمية المميزة، والتي تقدم للزوار الكثير من المتعة الترفيهية.
- بريزبن: هي العاصمة الرسمية في كوينزلاند، كما تحتوي على الكثير من عوامل الجذب المميزة، مثل الحدائق النباتية، والمولات، والعديد من المعالم المميزة في المدينة، والتي يمكن قضاء الكثير من أوقات المتعة والترفيه فيها.
المراجع
- ↑ "Australia", britannica, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ↑ "History", lonelyplanet, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ↑ "Australia : History", thecommonwealth, Retrieved 3-1-2020. Edited.
- ↑ "Cities & Towns", finalword, Retrieved 3-1-2020. Edited.