أين تقع مدينة نابلس

مدينة نابلس

تُعدّ نابلس واحدةً من المدن الفلسطينيّة الكبرى، وهي العاصمة الاقتصاديّة للبلاد، والمقر الرئيسي لأكبر الجامعات الفلسطينيّة، بالإضافة إلى أنها العاصمة للجزء الشمالي من الضفة الغربيّة، والمركز لمحافظة نابلس التي تتبعها 56 قريةً، وتقع هذه المدينة في الجهة الشماليّة من البلاد في وادٍ موجود بين جبلي عيبال وجرزيم على خط طول 35.16 درجةً، وعلى دائرة عرض 32.1 درجةً، وهذا ما يجعل لها موقعًا استراتيجيًّا تبرز أهميته في الكثير من النواحي، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم بشيءٍ من التفصيل عن هذه المدينة[١].


تاريخ نابلس

تُعد نابلس من المدن الكنعانيّة التي قطن فيها السكان قبل حوالي أكثر من تسعة آلاف عام، وأُسست على أنقاض مستوطنة يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، وهذا ما أثبتته التنقيبات والحفريات الحاصلة التي عثرت على فخاريات أريحا التي تعود لهذا العصر، وقد أطلق عليها الكنعانيون اسم شكيم لأول مرة والتي تعني النجد او الأرض المرتفعة، ويشار إلى أنّ قرية شكيم الكنعانيّة هي قرية بلاطة في وقتنا الحاضر التي تبعد عن المدينة مسافة كيلومتر واحد، ويشار إلى العثور على عدد من المعابد الكنعانيّة العائدة بتاريخها إلى العصر البرونزي المتوسط، كما أحيطت المدينة بسور يعود تاريخ تشييده إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، كما عُثر على أطلال هذه القرية في الحفريات الحاصلة عام 1914 للميلاد.


احتًلت شكيم من قبل المصريين في الحملة التي قام بها الفرعون سيزوسترس الأول في الفترة الواقعة بين 1790 و1840 قبل الميلاد، كما سُكنت المدينة من قبل بعض اليهود السومريين الذين لا تزال بقاياهم موجودةً في المدينة حتى وقتنا الحاضر ولا يتجاوز عددهم مئتي شخص، واحتلت فلسطين من قبل الرومان عام 63 قبل الميلاد، وحدثت ثورة للسومريون على الاحتلال الروماني عام 79 قبل الميلاد، وهذا ما أدى بالقوات الرومانيّة إلى محاصرتهم وقتل أحد عشر ألفًا منهم، ودمرت مدينة شكيم، وفي عام 70 للميلاد أمر فسبازيان بتجديد بناء المدينة في الجهة الغربيّة من المدينة القديمة، وأطلق عليها اسم نيابولس التي تعني المدينة الجديدة، ووصلت الفتوحات الإسلاميّة إلى المدينة بقيادة عمرو بن العاص، وتعهد المسلمون بحماية أهلها من المسيحيين مقابل دفع الجزية عن رقابهم والخراج عن أراضيهم، وأصبحت نابلس بعد الفتح مدينةً من مدن جند فلسطين، وما لبثت أن سيطر عليها الصليبيون في عام 1099 للميلاد، واستردها صلاح الدين الأيوبي بعد انتصاره بمعركة حطين في عام 1187 للميلاد، وتعرضت المدينة لزلزال في عام 1189 للميلاد دمر كل ما فيها من مباني، كما استولى عليها التتار عام 1260 للميلاد، وفي فترة الانتداب البريطاني للمدينة زاد عدد سكانها بسبب نشاط حركة الهجرة إليها وبسبب الزيادة الطبيعيّة للسكان فيها، وكانت تتركز المنازل في أوائل الأربعينات في وادي نابلس وعند منحدرات جبال عيبال وجرزيم[٢].


مناخ مدينة نابلس

تسود في مدينة نابلس أجواء من المناخ المتوسطي المعتدل الذي يتميّز بصيفه الحارّ والجاف، وشتائه البارد والممطر، وبذلك فإنّ شهري تموز وآب هما من أحر شهور السنة بدرجة حرارة تصل إلى 28.9 درجةً مئويّةً، أما عن أكثر شهور السنة برودةً فهو شهر كانون الثاني التي تصل فيه درجة الحرارة إلى 3.9 درجة مئويّة[٣].


اقتصاد مدينة نابلس

من أهم النشاطات الاقتصاديّة التي يقوم عليها دخل أفراد هذه المدينة هو القطاع الزراعي الذي يتميّز بمحاصيل الزيتون، والحمضيّات، بالإضافة إلى القطاع الصناعي المتمثل بصناعات الزيوت النباتيّة وصناعة الصابون ومعامل الزيتون والغزل والنسيج والمشروبات والصناعات الغذائيّة وصناعة المنظفات والكيماويّات والأثاث والحلويّات، إلى جانب مجموعة متنوعة من الأنشطة التجاريّة[١].


معالم السياحة في مدينة نابلس

من أهم المعالم السياحيّة الموجودة في مدينة نابلس[٤]:

  • وادي الباذان: يقع هذا الوادي على بعد ثمانية وخمسين كيلومترًا من الجهة الشماليّة الشرقيّة للمدينة بالقرب من الطريق الرئيسي للأغوار ذات المساحات الخضراء، ويُعد وادي الباذان من المناطق الخلابة في المدينة، والتي تشكل نقطة استراحة للقادمين، وفيها تنتشر الأشجار وشلالات المياه غير الصالحة للشرب، وقد أصبحت ملتقى للسياحة الداخليّة.
  • صبانة طوقان: تقع هذه الصبانة في منتصف حارة القريون، ويعود تاريخ تشييدها إلى القرن الثامن عشر للميلاد، وهي من الأماكن المخصصة لصناعة الصابون، إذ تتكون هذه الصبانة من مجموعة قاعات وغرف واسعة، يُصنَع الصابون في الطابق الأول منها، ويفرش الصابون ويقطع في الطابق الثاني منها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الصبانة متوقفة عن العمل في وقتنا الحاضر.
  • ساعة المنارة: تقع هذه الساعة في منتصف الساحة القديمة، وشيّدت عام 1318 للهجرة، كما أقيم البرج الخاص تخليدًا لذكرى السلطان عبد الحميد الذي قدم هذه الساعة هديةً للمدينة بمناسبة عيد ميلاده، ويتكون هذا البرج من أربعة أدوار؛ الدور الأول منه هو المدخل للبرج، والثاني يحتوي على شرفة حجريّة لها نوافذ، والدور الثالث توجد الساعة على جهاته الأربعة، والدور الرابع يحتوي على ثقالات الساعة، وقد لعبت هذه الساعة دورًا مهمًّا في ضبط المواقيت لأهل المدينة، وكان لها موظف خاص بها.
  • سرايا الحكومة العثمانيّة: تقع هذه السرايا في حارة القريون، وتقابل بذلك جامع النصر، ويعود تاريخ تشييدها إلى القرن السادس عشر للميلاد، وهي بناء ضخم يتكون من طابقين يحتوي كل منهما على أكثر من جناح، وكانت هذه السرايا مخصصةً لإقامة كل دوائر الحكومة العثمانيّة، لكنها لم تحظ بالاهتمام الكافي بعد خروج الأتراك من البلاد، وهذا ما جعلها تتحول إلى مكان للسكن ومعمل خاص بصنع الحلويات.
  • المسرح: يقع هذا المسرح في الجهة العلويّة من حارة العقبة الواقعة في منطقة حي كشيكة من رأس العين، ويعود تاريخ تشييده إلى منتصف القرن الثاني للميلاد، وقد اكتشف صدفةً عام 1979 للميلاد، وهو من أكبر المسارح الرومانيّة الموجودة في فلسطين ككل، وقد تعرض هذا المسرح للإهمال بعد انتشار المسيحيّة بسبب العروض الوثنيّة التي كانت تقام فيه، وبعد ذلك تحولت منصة العرض الخاصة بهذا المسرح إلى بركة ماء.


المرأة في نابلس

إن المرأة النابلسية ذات شخصية قوية، ولها رأي مهم في إدارة بيتها واتخاذ القرارات في شؤونه، وإن أدى ذلك إلى بعض النقاشات مع الرجل، والمرأة النابلسية ذات فصاحة وكلامها موزون، ولها معجم كلمات مستقل ولغتها قوية وجزيلة، كما أنها ذات شخصية قوية ولا تتغيير بسهولة ولا تتنازل لمن أمامها لو لم يكن لديه حجة قوية ومناسبة، ويقال أن المرأة النابلسية رمال متحركة لا يدخل إليها إلا من قبل بالاستقرار داخلها.


المراجع

  1. ^ أ ب "نابلس"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-7-2019. بتصرّف.
  2. " نابلس (مدينة)"، palestinapedia، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
  3. "نابلس"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
  4. "أبرز المعالم السياحية والتاريخية في محافظة نابلس"، wafa، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :