محتويات
تعريف البطالة
يُعبّر مُصطلح البطالة عن الأشخاص القادرين عن العمل ويبحثون عنه إلا إنهم لا يجدون الفُرص المُناسبة، فعندما يستطيع الشخص العمل ويُريده دون أن يعثر عليه يُضاف اسمه لإحصائية البطالة في هذه الدولة، وتُقاس البطالة من خلال المسوحات الأسريّة التي تُجرى سنويًا، ويُستثنى من القائمة الأشخاص الذين لا يبحثون عن العمل كالأطفال وربّات البيوت وغيرهم ، وللبطالة عدّة أسباب اقتصادية كالتباطؤ الاقتصادي وتوجّه المُستثمرين لإيقاف التوظيف رغبةً في تقليل نفقات الموظّفين، والمُنافسة في صناعات مُعيّنة، والتطور التكنولوجي الضخم والواسع، والعمالة الوافدة، كما تؤدي البطالة لعدّة عواقب فرديةً واقتصاديةً تشمل المُجتمع كاملًا وتؤثر عليه، ما يدفع الأشخاص للبحث عن عمل بدوام جُزئي ومؤقت لتغطية نفقاتهم ثم العودة للبطالة مرّة أخرى، ويندرج تحت البطالة أنواعًا مُتعددةً وفقًا لمُدّة التعطُّل وسنّ الأشخاص[١].
أنواع البطالة
للبطالة عدّة أنواع، وفي ما يلي شرح تفصيليٌّ لها[٢][٣]:
البطالة الاحتكاكية
هي بطالة انتقالية تُسببها انتقال الأشخاص بين الوظائف ومنها دخول الوافدين الجدد لسوق العمل، لذا فالبطالة الاحتكاكية مرغوبة نظًا لحاجة الاقتصادات الحديثة لمئات الموظّفين، وتُعبّر هذه البطالة عن ملىء الوظائف الشاغرة للصناعات الحديثة.
البطالة الهيكلية
البطالة الهيكلية تحدث عندما يكون انخفاض طويل الأجل في الطلب على صناعة مُعيّنة مما يُقلل الوظائف المطلوبة لينخفض الطلب على العمالة، ومن أمثلتها:
- استبدال العمالة على خطوط الإنتاج بالروبوتات أو الآلات كما في المصانع والخدمات المصرفية عبر الانترنت والبيع بالتجزئة أيضًا.
- البطالة التي تُسببها المُنافسة على الصناعات أو تغييرات الميّزة النسبية لها.
أي إنَّ البطالة الهيكلية تُسببها عدم توافق مهارات العمالة مع مُتطلّبات فرص العمل الجديدة، ومن أسباب هذه المُشكلة بطىء الحركة المهنية والجغرافية للأفراد، ومن حلولها الاستثمار بالأفراد لتحسين مهاراتهم وتدريب العاطلين عن العمل وفقًا لتخصصاتهم، ومنحهم الفرص الفعّالة لكسب الخبرات العملية وتمكينهم من التنقّل بين الأماكن حين اللزوم للحصول على وظائف جديدة، وقد سببت العولمة عدّة تغييرات في أنماط التجارة بين البلدن؛ على سبيل المثال بريطانيا التي خسرت ميّزة تصنيع السيارات والسلع المنزلية، وجميع من كانوا يعملون بهذه المجالات أصبحوا عاطلين عن العمل لا سيما في المناطق نادرة الوظائف.
البطالة الدورية
وهي بطالة لا إرادية تُسببها نقص السلع والخدمات، ما يعني أنَّ البطالة تحدث عندما يكون هناك ركود أو تباطؤ حاد في النمو، وتشتهر هذه البطالة حال إغلاق المصانع وخسارة الأعمال وارتفاع نسبة تسريح العمال، ويعود ذلك لانخفاض الطلب مما يؤدي لانكماش الإنتاج في بعض الصناعات، وقد تلجأ بعض الشركات لخفض التكاليف للحفاظ على نسبة الأرباح، وهذا ما يُسمّى بفصل العمالة، كما إنَّ النمو السكاني يزداد بشكل أسرع من النمو للناتج المحلي الإجمالي للدولة.
البطالة التكنولوجية
صاغ جون ماينارد كينز مُصطلح البطالة التكنولوجية في الثلاثينيات ليصف الطريقة التي يُسببها الابتكار المُعزِّز للإنتاجية بإزاحة العمال وخلق فترات من البطالة المُرتفعة، وهذا النوع مُرتبط بالبطالة الهيكلية إذ يربط البعض تطوّر الانترنت كسبب للبطالة التكنولوجية، فعلى سبيل المثال تعرّضت شركة كوداك الأمريكية للإفلاس عام 2013 ميلادي بموظفيها البالغ عددهم 140 ألفَ موظف بسبب التوسّع السريع في الانستغرام إذ بِيع للفيسبوك وعمل به 9 أشخاص فقط، ومع هذا التطوّر يخلق الانترنت وظائف جديدة بتقنيات حديثة إلا أنها تُعرِّض مُنخفضي المهارات التقنية في سوق العمل للبطالة.
البطالة الإقليمية
تحدث البطالة الإقليمية عندما تؤثر البطالة الهيكلية على أحد المناطق المحليّة الاقتصادية، مما يُسبب الجمود الحغرافي الذي يجعل الاختلافات الإقليمية حادّةً ومُتطرّفة.
البطالة الكلاسيكية
هي البطالة التي تحدث عندما يطلب العمال أجورًا مُرتفعة ولا يقبلون بالأجور المُنخفضة، وتُسمّى أيضًا بطالة الأجور الحقيقة.
البطالة الموسمية
يُسبب هذا النوع من البطالة طبيعة إنتاج الشركات، فبعض الشركات تُنتج أصنافًا في مواسم وأوقات مُعيّنة من السنة وتتوقف في مواسم أخرى، ومن الأعمال التي ينتشر فيها هذه النوع من البطالة الزراعة والسياحة والبناء، والتي تتوقّف أعمالها في ظروف جويّة مُعيّنة.
البطالة الاختيارية
وهي حالة يختار فيها العمّال عدم العمل بمُعدّل أجر التوازن الحالي لأسباب مُختلفة، وقد يختار العمال عدم المُشاركة في سوق العمل نظرًا للرعاية الاجتماعية السخيّة ومُعدّلات ضريبة الدخل المُرتفعة، فعندما يكون مُعدّل الأجر المتوازن أقل من الأجر اللازم لتشجيع الأفراد على العمل تحدث البطالة الطوعية أو الاختيارية.
أسباب البطالة
في ما يلي بعض الأسباب المؤدية لارتفاع نسبة البطالة في الوطن العربي[٤]:
- تدخّل الدولة في سير عمل السوق الحر بما يضمن الحدّ الأدنى للأجور، فتخفيض الأجور والضرائب يُشجّعان على الاستثمار ما يُوجِد الثروات وفُرص العمل.
- عزوف أصحاب رؤوس الأموال عن الاستثمار إن لم تُلبّي نسبة الأرباح طموحاتهم.
- التزايد السكّاني والذي يُعدّ ثروةً قوميةً يجب استغلالها والاستفادة منها.
- زيادة استعمال الآلات التي تستدعي خفض العمالة.
- إخفاق خطط التنمية الاقتصادية في البلاد العربية.
- نموّ قوى العمل العربية سنويًا.
- انخفاض الطلب على العمالة العربية على الصعيد العربي والدولي.
- عدم تعاون الدول العربية معًا لحلّ هذه المشكلة.
- تباين القدرات المالية والاقتصادية بين الدول العربية بدرجة كبيرة.
كيفية معالجة البطالة
تعتمد مُعالجة البطالة على تغيير السياسة المالية والاقتصادية في الدولة، وفي ما يلي بعض الاستراتيجيات التي تحدّ من البطالة[٥]:
- تعليم وتدريب العاطلين عن العمل لمنحهم مهارات جديدة تُمكّنهم من العثور على وظائف في الصناعات النامية، مثل: تدريبهم على مهارات التكنولوجيا للعثور على عمل في قطاع الخدمات.
- تقليل قوّة النقابات العمالية التي تُساوم على أجور أعلى من مستوى السوق.
- تخفيض الحدّ الأدنى للأجور.
- منح الشركات إعفاءات ضريبية أو إعانات مالية مُقابل تحمّل العاطلين عن العمل لفترات طويلة.
- تحسين مرونة سوق العمل وإلغاء الحد الأقصى لأسابيع العمل، وتسهيل تعيين العمّال وفصلهم، إلا أن هذا الأمر قد يؤدي لزيادة العمالة المؤقتة وانعدام الأمن الوظيفي.
- تحسين التنقل الجغرافي، فغالبًا يترّكز العاطلون عن العمل في مناطق مُعيّنة، ومن المُمكن أن تمنح الحكومات إعفاءات ضريبية للشركات التي تستثمر في المناطق الفقيرة.
المراجع
- ↑ KIMBERLY AMADEO (2020-12-04), "What Is Unemployment?", thebalance, Retrieved 2020-11-20. Edited.
- ↑ "Unemployment - Main Causes of Unemployment", tutor2u, Retrieved 2020-11-20. Edited.
- ↑ "Types of unemployment", economicsonline, Retrieved 2020-11-20. Edited.
- ↑ الدكتور محمد حسين عبد القوي، البطالة المشكلة والعلاج، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ↑ Tejvan Pettinger (2019-06-14), "Policies for reducing unemployment", economicshelp, Retrieved 2020-11-20. Edited.