بحث عن اسباب تلوث نهر النيل

نهر النيل

أدى نهر النيل دورًا هامًا في الحضارة المصرية القديمة، إذ عاصر الإنسان المصري منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، ويشار إلى أن الحضارات كانت قائمةً على ضفافه باعتبارها بيئةً ملائمةً للإقامة البشرية؛ فتمكن الإنسان من الزراعة وتربية المواشي هناك، وإقامة بيئة اجتماعية كاملة متكاملة تخضع لنظامِ حكم عظيم، ولم تقتصر أهمية نهر النيل على ذلك؛ وإنما كان لفيضانه السنوي أيضًا أهمية في تشجيع الأشخاص على الارتحال إلى أماكن أخرى وتحفيز التجارة والعودة مجددًا للإقامة على ضفافه بعد انتهاء موسم الفيضان؛ لذلك يُعد النهر الأقدم في التاريح الذي حظي بمكانة هامة كهذه.

من أهم المعلومات حول نهر النيل أنه الأطول بين أنهار الأرض؛ إذ تتدفق مياهه لمسافةٍ تقدر بـ 6650 كيلو مترًا مربعًا وبعرضِ 7.5 كيلو متر، تحظى قارة أفريقيا بتدفقه عبر أراضيها بدءًا من بحيرة فكتوريا في منطقة البحيرات العظمى في قلبِ القارة وصولًا إلى الجهة الشمالية منها حيث الجمهورية المصرية العربية؛ ويعبر بذلك عدة دول هي أوغندا وتنزانيا وكينيا والسودان ومصر وإثيوبيا وغيرها، ومن أهم ما يجب استذكاره أنه ينقسم لرافدين رئيسين هما: النيل الأزرق والأبيض، فالأول ينبع من بحيرة تانا القابعة في قلبِ إثيوبيا والأخير ينبع من منطقة البحيرات العظمى حيث بحيرة فكتوريا، وتُعد الخرطوم حلقة وصلٍ بين هذين الرافدين ليجتمعا ويكملا طريقهما نحو مصر[١].


أسباب تلوث نهر النيل

لا بد من الوقوف على أهم أسباب تلوث نهر النيل والاطلاع عليها عن قُرب[٢][٣][٤]:

  • تصرفات عشوائية، ويمكن وصف ما يقوم به الإنسان بأنه تصرفات عشوائية نظرًا لما يلحقه من ضررٍ جسيمٍ في مياه نهر النيل، ومن أبرز ذلك:
    • التخلص من النفايات وقمامة المنازل في مياه النهر، وبالتالي إحداث تغيير ملموس في لون المياه وطعمها؛ إذ ذلك لا يُعد تصرفًا فرديًا؛ وإنما الكثير من الأشخاص يقدمون على مثل هذه التصرفات.
    • فرط الاستعانة بالمبيدات الحشرية والأسمدة الكيماوية للنباتات؛ فتتسرب إلى المياه وتلحق بها الضرر والتلوث.
    • طرح مياه الصرف الصحي في المياه، بالإضافة إلى التخلص من المواد المعدنية الضارة في المياه دون اتخاذ أي إجراء صحي في ذلك.
    • استنزاف كميات كبيرة من مياه نهر النيل للاستخدام الشخصي؛ ويترتب على ذلك إعاقة حركة السفن.
    • انسداد الروافد والقنوات المائية نتيجة نمو النباتات السامة وغير النافعة هناك، ويُشار إلى أن نسبة نموها يتضاعف 150 مرةً في فترة زمنية لا تتجاوز 3 أشهر.
  • الأسباب الصناعية، وتتمثل بما يأتي:
    • التخلص من النفايات الصناعية في قلبِ مياه نهر النيل من قِبل المصانع القائمة على ضفافه، إذ يستقبل النهر ملايين الأطنان من المخلفات الكيماوية والصلبة، وتصنف هذه الملوثات ضمن أخطر أسباب تلوث نهر النيل وأكبرها تأثيرًا.
    • ضخ المياه العادمة والملوثة إلى مياه نهر النيل دون معالجة، ويسهم ذلك في توصيل الملوثات البيولوجية كمسببات الأمراض إلى المياه من بكتيريا وميكروبات وطحالب.
  • التلوث النفطي، يلعب التلوث النفطي في نهر النيل دورًا كبيرًا؛ إذ تتوفر العديد من العوامل المحفزة على ذلك؛ ومنها أماكن توزيع النفط، ومحطات تشغيل الكهرباء، والموانئ، وأحواض السفن وإلقاء المخلفات النفطية في المصانع.
  • ازدياد الكثافة السكانية وارتفاع معدلاتها، وبالتالي تفاقم الاستهلاك.
  • رمي جثث الحيوانات النافقة في مياه النهر وتحللها.
  • طرح المخلفات المشعة في مياه النهر.
  • اتباع سلوكيات شخصية معيبة ومضرة كالتبول في المياه.


تلوث نهر النيل

عاشت دول حوض النيل تحديدًا مصر حالةً من التوتر إزاء تعرض نهر النيل للتلوث، ويشار إلى أن ذلك كان خطرًا شديدًا يهدد حياة الملايين من التجمعات البشرية والكائنات الحية المقيمة هناك، هذا وتعزى أسباب تلوث نهر النيل إلى الإنسان في المرتبة الأولى؛ إذ تسببت ممارساته الخاطئة بإلحاق الضرر وإخلال التوازن المائي في النهر، كما أن السلوك الإنساني قد ساهم في تحويل هذه المياه إلى مصدر للأمراض ومسبباتها إثر تلوثها، والكثير من الأسباب التي وقفت خلف التلوث والكثير أيضًا من النتائج السلبية ترتبت على ذلك[٥].


طرق للتخلص من تلوث نهر النيل

من أبرز الطرق المستخدمة في التخلص من تلوث نهر النيل ما يأتي[٦]:

  • المنع البات من إلقاء أي نوع من أنواع المخلفات والنفايات في مياه النهر أو مجراه.
  • نشر الأماكن المخصصة لإلقاء القمامة والتخلص منها طوال ضفاف نهر النيل.
  • تثقيف المواطنين وتوعيتهم بمدى أهمية مياه نهر النيل وتعظيم مكانته في نفوسهم من خلال الدورات والندوات في المؤسسات التعليمية.
  • الحرص على بذل الجهود الحكومية على نشر المنشورات الإعلامية عن طريق الجهات المختصة والهيئات.
  • فرض العقوبات الصارمة على من يأتي بمخالفة بحق نهر النيل.
  • العمل الدؤوب على الاستمرار بتطويرِ طرق الري للتقليل قدر الإمكان من كمية المياه المفقودة.
  • الاستعانة بموارد إضافية لإمداد المرزوعات بالمياه، ومنها إقامة السدود لتجميع مياه الأمطار.


المراجع

  1. "نهر النيل ومعلومات عن النهر الأقدم في العالم"، تريندات، 19-2-2019. بتصرّف.
  2. Randa Abdulhameed، "كيفية الحفاظ على نهر النيل من التلوث "، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  3. "تعرف على أهم أسباب مصادر تلوث نهر النيل وخطورتها على المواطنين"، صوت الأمة، 28-8-2017، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  4. Asmaa Majeed، "4 ملوثات خطيرة لمياه نهر النيل"، Edarabia، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  5. "مشكلة التلوث"، نهر النيل، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.
  6. أسماء نصار (5-10-2017)، "اليوم السابع"، اليوم السابع، اطّلع عليه بتاريخ 24-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :