أداء العمرة
حدد الله تعالى للمسلمين أركان الإسلام، وجعل في أحدها حج بيته المكرّم في أيامٍ معلومات لمن استطاع لذلك سبيلًا، وجعل لهذه الزيارة بمناسكها منزلة تُخلص العبد من ذنوبه، ولكنه لم يقصر زيارته على الحج بل إن المسلم بإمكانه الذهاب للعمرة وزيارة بيت الله الحرام في أي وقت، والعمرة في مفهومها هي زيارة بيت الله الحرام بقصد التعبد بعد عقد النية، ولها شروط وخطوات سنذكرها في هذا المقال.
كيفية أداء العمرة
فيما يأتي توضيح لكيفية أداء اعمرة من البداية إلى النهاية[١]:
- النية والإحرام: أولى خطوات العمرة هي نية أدائها بغية التعبد وطلب القرب والمغفرة من الله، ثم الإحرام من الميقات حسب البلد، ويكون بعد صلاة فريضة دخل وقتها، أو بعد نافلة يُنوى بها سنة الوضوء، ويكون للرجل بأن يحلق شعره ويقصر شاربه، ويقلّم أظافره، ويحلق عانته، وينتف إبطه، ويسرح لحيته وشعر رأسه، ويتوضأ، أو يغتسل؛ ويتجرد من الملابس المخيطة للذكر، ليرتدي الإزار والرداء، وهما رداءان يلف المحرم أحدهما على النصف الأعلى من بدنه، دون الرأس، والثاني يلفه المحرم على النصف الأسفل منه، وللمرأة أن ترتدي ما شاءت ولكن بلا قفازين ولا برقع، ثم يبدأ المعتمر بالتلبية بالقول: "لبيك اللهم عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك" ويستمر في ذلك حتى دخوله مكة.
- الطواف في مكة: بعد وصوله مكة يدخل المعتمر برجله اليمنى، ويبدأ بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، مبتدئًا بالحجر الأسود يقبله أو يلمسه إن استطاع وينتهي به، وكُلَّ ما مر بالركن اليماني قال: "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"، وله أن يذكر في طوافه ما شاء من دعاء أو ذكر، وله أن يُسرع أو يهمل في مشيه.
- الصلاة في المقام الإبراهيمي: وتأتي بعد الانتهاء من الطواف سبعة أشواط، إذ يتجه المعتمر للمقام الإبراهيمي يُصلي فيه ركعتين، وإن لم يستطع ففي أي مكان قريب من المسجد متاح له.
- الشرب من ماء زمزم: بعد الصلاة يتجه المعتمر لماء زمزم المبارك ويشرب منه ويشكر الله ويحمده على نعمته.
- السعي بين الصفا والمروة: إذ يذهب المعتمر للصفا ويرقاه ويصعد إذا استطاع ويتجه نحو القبلة ويحمد الله ويكبره، ويدعو ما تيسر له وما أراد من دعاء، ثم ينزل ويتجه نحو المروة مارًّا بالعلم الأول والثاني وداعيًا ما دعا في الصفا ويفعل ذلك سبعة أشواط، ذهابه شوط وإيابه شوط ويسرع في موضع الإسراع.
- الحلق أو التقصير: وهذه آخر خطوات العمرة، بأن يحلق الرجل رأسه، وتأخذ المرأة من شعرها قدر أنملة بعد أن تجمعه، لتكتمل بها مناسك العمرة.
يمكن للمسلم أن يؤدي العمرة عن شخصٍ آخر إذا كان ميتًا في الأغلب، وإذا كان المُعتمر قد اعتمر عن نفسه سابقًا، ولا تختلف مناسك العمرة في ذلك إلا في النية إذ يقول المعتمر: "لبيك اللهم عمرة عن فلان".
البدع في العمرة
يحذر الكثير من أهل العلم من البدع التي انتشرت كثيرًا في أداء العمرة، والتي يُروج لها أصحاب الجهل، كما يجري من تخصيص دعاء معين ومُلزم لكل خطوة خاصة في الطواف؛ فالأدعية مستحبة في الطواف وليست مُلزمة للعبد، وكذلك أدعية السعي وغيرها، وبعض الأعمال التي لم يقُم بها الرسول عليه الصلاة والسلام لكنها جاءت بعده بصفة الإلزام كبدعة، كأن يرفع المعتمر يديه كأنه يكبر للصلاة أمام الحجر الأسود؛ فكل بدعة ضلالة والضلالة في النار وقد قال عليه الصلاة والسلام: "مَا تَرَكْتُ مِن شَيءٍ يُقَرِّبُكُمْ إِلى الجَنَّةِ إِلاَّ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلاَ مِن شيءٍ يُبعدُكُمْ عَنِ النَّارِ إِلاَّ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ" [رواه الحاكم والبيهقي: الحديث حسن على أقل الأحوال]، والله تعالى أعلم.
المراجع
- ↑ "أداء العمرة من بدئها إلى نهايتها"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13-5-2020. بتصرّف.