الفلسفة
الفلسفة هي عبارة عن كلمة يونانية قديمة، ومعناها حب الحكمة أو طلبها، ويُطلق على الرجل الذي يتخصص بها اسم فيلسوف، إذ تعني كلمة فيلسوف الرجل الحكيم، وفي وقتنا الحاضر تُطلق كلمة الفلسفة على الأفكار الناتجة من العقل بشرط أن ترتبط تلك الأفكار بالمنطق البشري، والفلسفة من الناحية العلمية هي الدراسة الطبيعية المعتمدة على الوجود سواءً كان ذلك التواجد ماديًّا أو إجباريًّا، ومما لا شكَّ فيه أنّها تحظى بأهمية كبيرة بين العلوم المعرفية الحديثة، وهي أقدم العلوم المعروفة في وقتنا الحاضر، كما أنَّ كثيرًا من المواد العلمية انبثقت منها على مدار الأعوام، وهي العلم الذي سبَقَ جميع العلوم المعرفية مثل الفيزياء، والفلك، والأحياء، والرياضيات.
ظهور الفلسفة
ظهرت الفلسفة منذ زمن قديم، وما وصلنا عن هذا العلم في العصور الحديثة يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، أي إنَّ الفلسفة التي وصلت إلى حاضرنا تعود إلى الفيلسوف طاليس، كما تجدر الإشارة إلى أنَّ الفلسفة اليونانية القديمة بدأت عبر فيلسوف يُطلق عليه اسم سقراط في القرن الثالث قبل الميلاد، إذ بدأ ذلك العلم عبر أسئلة محورية مختلفة أهمها طريقة التعرف على أصل الوجود، ومعرفة طبيعة الأشياء المختلفة، وعما إذا كان يُوجد عنصر ثابت لأصل الأشياء أم عنصر متغير، وهكذا اختلفت التفسيرات الخاصة بأصل الأشياء، وبرع الفيلسوف ديمقريطس في تفسير ذلك الموضوع، كما بيَّن أنّ أصل الأشياء هو ذرات صغيرة متماسكة تتجمع مع بعضها بهدف تكوين كائن أو جماد، وقد تتحلل تلك الذرات، وتتشكل على شكل آخر بعد انتهاء الشيء الأصل، كما رأى أنَّ تلك الذرات الصغيرة تتكون من أربعة عناصر أساسية، وهي: النار، والهواء، والماء، والتراب، وكان ذلك التفسير من التفسيرات المهمة جدًّا في عصره، إلا أنَّ الفلاسفة الذين جاؤوا بعده نفوا بعض الأفكار، وأكدوا بعضها.
الفلسفة المعاصرة
تُعدّ الفلسفة المعاصرة من العلوم التي نتجت عن الفلسفة الغربية القديمة، وهي التي وُجدَت منذ العصور الوسطى، كما بدأ هذا العلم المعاصر في القرن التاسع عشر للميلاد، والفلسفة المعاصرة هي الفلسفة التي عاصرت عددًا كبيرًا من الفلاسفة عبر القرنين العشرين والواحد والعشرين، ولكنّ كثيرًا من الناس لا يفرقون بين مفهوم الفلسفة الحديثة والفلسفة المعاصرة، وقد يعتقد البعض أنَّ المصطلحين يدلان على المفهوم والعلم نفسه، إلا أنَّ الحقيقة تختلف كثيرًا لأنَّ الفلسفة الحديثة انبثقت من الفلسفة الغربية القديمة، وهي تعود إلى القرن التاسع عشر، بينما تُعدّ الفلسفة المعاصرة جزءًا غير منفصل عن الفلسفة الحديثة.
أهمية الفلسفة للفرد
تُعدّ الفلسفة من العلوم المهمة في حياة الإنسان، وبصورة عامة تكمن أهميتها في الأمور التالية:
- إشباع رغبة الإنسان من الناحية المعرفية والتأملية وحب الاستطلاع، ويكون ذلك من خلال الإجابة عن الأسئلة التي تتبادر في ذهن الإنسان من ناحية الوجود، والهوية، والقيمة.
- مساعدة الفرد على مواجهة المشكلات المختلفة، والبحث عن الحلول الخاصة بها، واكتساب المهارات العقلية، وتوسيع الآفاق العقلية على اختلافها.
- التخلص من الجمود العقلي الذي قد يُصيب الإنسان من خلال تعويد الذات على فحص الآراء الخاصة بالآخرين، وإعادة بناء الآراء والمعتقدات الخاصة بالإنسان من جديد.
- تنمية وعي الإنسان من خلال دراسة المذاهب الفلسفية المختلفة الخاصة بحل المشكلات التي تُواجه الإنسان في مواقفه الحياتية المختلفة.