أم قيس
مدينة أردنية توجد في لواء بني كنانة التابع لمحافظة إربد عروس شمال المملكة الأردنية الهاشمية، تقع أم قيس على هضبة الجولان ونهر اليرموك وبحيرة طبرية، تتسم مدينة أم قيس بموقعها المتميز من حيث وفرة المياه فيها الشيء مما جعل فيها كثافةً سكانيةً عاليةً، وتحظى المدينة بمكانة تاريخية مرموقة للغاية؛ إذ كانت قديمًا تُعرف باسم جدارا المدرجة ضمن قائمة مدن الديكابوليس العشر، وما يؤكد على مكانتها وفرة المعالم الأثرية من وحي الحضارة الرومانية والأغريقية، وتمتاز بإشرافها على بحيرةِ طبريا ونهر اليرموك بالإضافةِ إلى هضبة الجولان، ونظرًا للموقع الجغرافي المميز والتاريخ العريق؛ فإن أعداد السياح تتزايد عامًا تلو الآخر للاستمتاع بها، وفي هذا المقال حديث حول موقع أم قيس وأهميتها التاريخية وأبرز المعالم الأثرية فيها[١].
موقع أم قيس
تقع أم قيس على ربوة عالية يبلغ ارتفاعها حوالي 364 مترًا، على شمالها نهر اليرموك الذي تحده من الشمال هضبة الجولان، ويحدها جنوبًا وادي العرب الممتد إلى الشونة الشمالية في الغرب، ومن الناحية الغربية تحدها بحيرة طبرية، كما يوجد فيها سهل ينحدر حتى نهر الأردن، تبعد المدينة نحو 28 كيلو مترًا مربعًا من مدينة إربد[٢].
تاريخ أم قيس
تُشير المعلومات التاريخية إلى أن مدينة أم قيس موجودة منذ العصر اليوناني، كما أنها قد وقعت تحت براثن الاحتلال الروماني في السنة الثالثة والستين قبل الميلاد بقيادةِ بومباي، وأصبحت واحدةً من مدن حلف الديكابوليس العشر المبرم في فترة اليونان والرومان، ومن الجديرِ بالذكر أن مدن الديكابوليس تشمل عشر مدن متواجدة في المنطقة الجغرافية بلاد الشام؛ الأردن وسوريا وفلسطين، ومنها: مدينة أم الجمال، وطبقة فحل، وجرس، وأميلا، وغيرها.
تمكنت أم قيس (جدارا) من الاحتفاظ بالهدوء والاستقرار والأمان لفترة طويلة امتدت إلى عام 162 م بالتزامنِ مع اجتياز الفرس لنهر الفرات؛ فاجتاحوا المناطق السورية وفرضوا نفوذهم على المدن هناك، فانتفض الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس للتصدي للفرس والدفاع عن المنطقة، ويُشار إلى أن هناك بعض المنحوتات التي عُثِر عليها منقوشةً بالكتابات فوق قبرِ جند من أفراد الكتيبة الرابعة عشر التي وطِئت أقدام أفرادها المدينة في تلك الفترة، فيما يتعلق بالفتوحات الإسلامية فقد حظيت المدينة بالفتح الإسلامي بعد أن وصلت الجيوش الإسلامية بقيادة المسلم شرحبيل بن حسنة في عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-[٣]، كما توجد بعض المحطات التاريخية التي مرت بها المدينة، ومنها[٤]:
- كانت تعرف أم قيس باسم جدارا منذ قديم الزمن وهي كانت ولايةً يونانيةً ورومانيةً، وكانت تتمتع بموقع تجاري هام فهي تُعد ممرًا للطرق التجارية بين فلسطين وسوريا، إذ استولى عليها البطالمة سنة 218 ق.م في عهد الملك بطليموس الرابع الذي كان يجمع مصر وسوريا والأردن تحت حمايته.
- كانت مركزًا للكتاب والشعراء والفلاسفة في هذا العصر من أفضل الشعراء الشاعر ميلاغروس، والشاعر مينيبوس الذي اشتهر بأسلوبه الهجائي و الفصيح ثيودروس أيضًا.
- في عام 63 ق.م احتُلَّت من قبل القائد مومباي وسيطر الرومان على طرق التجارة فيها بعد أن كان الأنباط يسيطرون عليها حتى مدينة دمشق، اهتم الرومان كثيرًا بالمدينة وأسسوا فيها الكثير من المباني المعمارية، مثل: الكنائس والمسارح والمباني والهياكل وغيرها.
- حازت مدينة أم قيس على شهرة كبيرة في القرن الثاني الميلادي وقد تم شُبِّهت بأثينا بعد أن أصبحت مركزًا للثقافة الهلينستية في الشرق.
المواقع الأثرية في أم قيس
وجود الكمية الهائلة من الآثار في هذه المدينة أدى لازدهار السياحة داخلها وكل عام يزداد القبول السياحي لمدينة أم قيس من السياح الأردنيين خاصةً في نهاية الأسبوع إذ وصل عددهم في هذا الوقت لخمسة عشر ألف زائر تقريبًا، ومن أهم المواقع الأثرية في أم قيس[١]:
- المسارح، يمكن للمسرح الغربي استيعاب 3000 شخص على الأقل، ويمتاز بتشييده من البازلت الأسود، أما المسرح الشمالي فإنه مجرد آثار متبقية ليس أكثر.
- الحمامات الرومانية، وهي بناء قديم يمتاز بروعة التصميم والبناء.
- سبيل الحوريات، تكثر فيه نوافير الماء وتزيده جمالًا وزينةً.
- متحف أم قيس، موقع متخصص باستعراض التماثيل القديمة ويشغل حيزًا في قلب الآثار القديمة، كما يستعرض أيضًا العديد من المقتنيات والآثار ذات الدلالات الروحية بما فيها تمثال الإله زيوس.
المراجع
- ^ أ ب "أم قيس"، مجلة قلب الأردن، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2019. بتصرّف.
- ↑ ليث الجنيدي (16-3-2018)، ""أم قيس" الأردنية.. مدينة الفلاسفة والشعراء (تقرير)"، وكالة الأناضول، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "أم قيس"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2019. بتصرّف.
- ↑ "أم قيس"، الشركة الأردنية لإحياء التراث، اطّلع عليه بتاريخ 29-8-2019. بتصرّف.