كنيسة القيامة
تُعدُّ كنيسة القيامة واحدةً من أعرق وأقدم الكنائس الموجودة في بيت المقدس؛ إذ استغرق العمل في تأسيسها 11 عامًا بدءًا من تاريخ 325 إلى 336 للميلاد، لتصبح فيما بعد ذات مكانة كبيرة بالنسبة لمعظم الأفراد في العالم، فقد وصفها بعض الرّحالة المسلمون مثل؛ ناصر خسروا بأنّها؛ ذات مكانة كبيرة بالنّسبة للنّصارى الموجودين في سائر البلاد، لذا يحجُّ إليها أعدادٌ كبيرة من بلاد الروم سنويًا[١].
أمرت الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور الرّومانيّ قسطنطين ببناء كنيسة القيامة في العام 335 الميلادي، ثم جُدّدت الكنيسة لتحصل على شكلها الحالي في القرن الثاني عشر للميلاد؛ إذ بُنيت فوق الجَلجلة، أيّ الصَخرة التي صُلب عليها المسيح عليه السلام -وفقًا لمعتقدات المسيحيين في الديانة المسيحية، وبعد إعلان المجمع الرابع الذي عُقد في خلكيدون اعتماد بطريركية القدس على أنها البطريركية الرسولية الشرقية الرابعة عام 451 ميلاديًا، ارتفع شأن الكنيسة وازدادت مكانتها عُلوًا.
وتكمنُ أهميّة الكنيسة في أنّها مكانٌ للصّلاة والعبادة بالنّسبة للطّوائف المسيحيّة سواءً الشّرقيّة أو الغربيّة، لأنّها تضمُّ القبر المقدّس، أيّ المكان الذي دُفن فيه المسيح عيسى -عليه السلام- وفقًا لتلك المعتقدات، كما تضمُّ الكنيسة عددًا من الأديرة منها؛ دير كاثوليكي، ودير للروم الأرثوذكس، ودير خاصٌّ بطائفة اللّاتين، وآخر خاص بالأرمن، أمّا فيما يتعلق بالأقباط فتوجد كنيسة القديس أنطونيوس ودير خاص بهم يقعان خارج الكنيسة[٢].
أين توجد كنيسة القيامة
كنيسة القيامة أو كنيسة القبر المقدّس كما يُطلق عليها، تقع داخل أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس؛ إذ يُعتقد بأن هذه الكنيسة قد بُنيت فوق مكان الصخرة التي صُلب عليها المسيح وفقًا للعقيدة المسيحية، وتُسمى تلك الصخرة الجَلجلة، وتُعدُّ الكنيسة بمثابة مجمع معماريّ كبير الحجم يضمّ عددًا من الكنائس والأديرة التابعة لعدد مختلف من الطّوائف المسيحيّة، ككنيسة الجَلجلة وكنيسة المغارة، كما يحيط به عدد من المباني الأثرية والتاريخية التي تعود أصولها إلى عصورٍ زمنيّة مختلفة، وسُميت الكنيسة بالقيامة نسبةً إلى قيامة المسيح من بين الأموات وفقًا للعقيدة المسيحية، كما تحتوي الكنيسة وفقًا لاعتقادات المسيحيين على مكان دفن المسيح، لذا سُميت أيضًا بالقبر المقدس، كما أنّ الملكة هيلانة جمعت الكنائس الثلاث التابعة للكنيسة؛ الجلجلة، القبر، وكنيسة المغارة، تحت سقفٍ واحد[٣].
كنيسة القيامة في العهد الإسلامي
بنى الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مسجدًا بالقرب من الكنيسة خلال العهد الإسلاميّ، للدلالة على تعايش الديانتين الإسلامية والمسيحية، وتسامحهما معًا، وعندما حرّر القائد صلاح الدّين الأيوبيّ القدس من أيدي الصليبيين، حافظ على الكنيسة واحترم مكانتها الدينية بالنسبة للمسيحيين.
وفي خلاف بين العائلات المسيحية حول من يقتني المفتاح الخاص بالكنيسة، وافق الجميع على منحه لعائلة مسلمة بناءً على مشورة القائد الأيوبي، فأصبح المسؤول عن الإشراف على الكنيسة عائلتان مسلمتان، الأولى عائلة نسيبة مسؤولة عن فتح أبواب الكنيسة في الصباح وإغلاقها في المساء، والعائلة الأخرى؛ عائلة جودة آل الحسيني المسؤولة عن حمل المفاتيح والحفاظ عليها[٢][٤].
المراجع
- ↑ كنيسة القيامة، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.
- ^ أ ب القيامة.. كنيسة بالقدس مفتاحها بيد مسلمين، الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.
- ↑ أقسام كنيسة القيامة، الجزيرة ، 2016-5-17، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-19. بتصرّف.
- ↑ كنيسة القيامة – ست طوائف دينية متنازعة تحت قبة واحدة، DW، 2011-4-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-9-23. بتصرّف.