محتويات
دول حلف وارسو
يعرف حلف وارسو بأنه حلف عسكري وُقّع بين سبع دول من أوروبا الشرقية مع الاتحاد السوفيتي، وكان ردة فعل على القرار الصادر عن الولايات المتحدة وحلفائها من أوروبا الغربية بإدراج ألمانيا الغربية المُعاد تسليحها ضمن حلف الناتو الذي يُعرف باسم حلف شمال الأطلسي، وقد صاغ بنود معاهدة حلف وارسو الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف، لتوقع بعد ذلك في مدينة وارسو في 9 أيار من عام 1955 للميلاد، وأدت هذه المعاهدة إلى زيادة الهيمنة العسكرية والسياسية السوفيتية على أوروبا الشرقية قانونيًّا، وعلى الرغم من السيطرة السوفيتية الظاهرة على الحلف إلا أن الدول المشاركة بالحلف سعت لتأكيد مصالحها وأهدافها[١][٢].
تقسيمات الدول في حلف وارسو
قُسمّت الدول إلى فئتين رئيسيتين حسب موقعها الجغرافي، وهما[١]:
- الجزء الشمالي: والتي كان لها النصيب الأكبر من الحماية والتحصين ضد الأعداء إضافةً إلى خدمة المصالح الحيوية فيها أكثر، وكانت هذه الطبقة تضم كلًّا من بولندا وألمانيا الشرقية وتشيكوسلوفاكيا، وأطلق عليها المثلث الحديدي، وجوهر التحالف.
- الجزء الجنوبي: وكان لها الاهتمام الأقل من حيث الحماية والمصالح الحيوية، والسبب في ذلك موقعها الاستراتيجي وطبيعتها الجبلية التي شكلت حاجزًا طبيعيًّا من اختراقات الأعداء العسكرية دون أي جهد من قبل الحلفاء، وكانت هذه الطبقة تضم كلًّا من ألبانيا وبلغاريا ورومانيا والمجر.
نصوص معاهدة وارسو
تضمنت المعاهدة عدة نصوص نذكر منها[١][٣]:
- ضمّت المادة 1 والمادة 2 التعاون مع الدول الأخرى في جميع الإجراءات الدولية، والبحث عن حلول سلمية للنزاعات الدولية.
- ضمّت المادة 3 والمادة 4 تشاور الدول المشاركة مع بعضها بشأن جميع القضايا الدولية التي تؤثر على مصالحها المشتركة، وفي حال حدث أي اعتداء على أي دولة من دول التحالف فيجب على جميع دول التحالف الدفاع عنها وكأنهم دولة واحدة.
- ضمّت المادة 5 والمادة 6 إنشاء قيادة مشتركة، وإنشاء لجنة استشارية سياسية تجمع بين السبعِ دول.
- ضمت المادة 7 تعهد جميع الأطراف المتعاقدة بعدم المشاركة بأي تحالفات أو اتفاقيات تتعارض مع أهداف الحلف.
- ضمّت المادة 8 أن تعمل الأطراف المتعاقدة بروح الصداقة والتعاون بهدف مواصلة التطور الاقتصادي والثقافي معًا، وبرغم ذلك تُحترم سيادة الدولة واستقلاليتها ولا يحق للأطراف التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
- ضمّت المادة 9 الترحيب وفتح الباب أمام أي دولة ترغب بالانضمام للحلف بغض النظر عن نظامها السياسي والاجتماعي، وذلك بهدف المساهمة في حفظ السلام للدول المسالمة، ويجب موافقة جميع الأطراف بلا استثناء على الدولة الراغبة بالانضمام.
- ضمت المادة 10 إخضاع المعاهدة للتصديق وإيداعها لدى حكومة الجمهورية الشعبية البولندية، وتدخل المعاهدة في حيّز التنفيذ بمجرد إيداع الصك للتصديق.
- ضمت المادة 11 إبقاء المعاهدة سارية مدة عشرين سنة، وفي حال انسحاب أحد الدول التي يتوجب عليها أن تكون مشاركة سنة على الأقل في الحلف، فإنها تُقدّم بيانًا للحكومة الشعبية البولندية بنقض المعاهدة، لتبقى بعد ذلك عشر سنوات.
المراحل الانتقالية التي مر بها حلف وارسو
مر حلف وارسو بالعديد من المراحل الانتقالية، نذكر منها[٤][١]:
- انسحاب دولة المجر، وكان التحدي الأول للنظام السوفيتي من عام 1956 للميلاد، فبسبب عدم الاستقرار في المجر، والحركة الإصلاحية فيها التي قادها السياسي إيمري ناج أدت للانسحاب من الحلف، مما أدى إلى غزو المجر من قبل النظام السوفيتي دون مشاركة من أي دولة أخرى منضمّة للحلف، وكان ذلك انتهاكًا واضحًا للمعاهدة، فإحدى موادّها تنص على التسويات السلمية للنزاعات الدولية، ولكن هذا الاعتداء اعتبر لاحقًا وسيلة لإنقاذ اشتراكية حلف وارسو، وأن النظام السوفيتي هو من قام بهذه المهمة.
- الغزو من قبل قوات حلف وارسو على دولة تشيكوسلوفيا بهدف سحق حركة الإصلاح داخل الحزب الشيوعي التي أطلق عليها اسم ربيع براغ بقيادة ألكسندر دوبتشيك، وقد كان غزو الحلف لتشيكوسلوفاكيا هو الوحيد الذي ضم عملًا عسكريًّا جماعيًّا إذ انضمت فيه 80 ألف قوة عسكرية من بولندا والمجر وبلغاريا وألمانيا الشرقية مع 400 ألف جندي سوفيتي، وعلى الرغم من أنه شأن داخلي للدولة إلا أن الحلف أصبح قادرًا على التدخل بالشؤون الداخلية بالبلاد بسبب مبدأ برجينيف الذي عُرف على أنه مبدأ أعلنه رئيس النظام السوفيتي ليونيد بريجنيف بعد غزو تشيكويلوفاكيا، وينص على إعطاء الحق للاتحاد السوفيتي في التدخل بشؤون أي دولة من دول أوروبا الشرقية.
- انسحاب دولة ألبانيا انسحابًا غير رسمي من حلف وارسو في بداية عام 1961 للميلاد، وبعد ذلك انسحبت رسميًّا في عام 1968 للميلاد، وقد تسبب هذا الانسحاب بإدانة قادة ألبانيين وفرض عقوبات اقتصادية عليهم وقطع العلاقات الدبلوماسية معهم.
- وضعت رومانيا في عام 1963 للميلاد مقاومة مماثلة ضد الهيمنة السوفيتية على الحلف، وبذلك وُضِعَت سياسة خارجية مستقلة إضافة لإقامة علاقات دبلوماسية مع ألمانيا الغربية في عام 1967 للميلاد.
- تطورت معاهدة وارسو لتشمل عددًا أكبر من الأعضاء في أوروبا الشرقية من حيث الاستشارات السياسية، وفي الوقت نفسه كانت القيادة السوفيتية تضع سيطرتها على الحلف أكثر، وذلك بتعيين الضباط السوفيتيين في المناصب البيروقراطية، بالإضافة لوضع قوات أوروبا الشرقية تحت السيطرة السوفيتية المباشرة وقت الحرب.
- تغيرات كبيرة على الحلف في الثمانينيات، وتضمنت:
- امتناع الحلف عن الاستجابة العسكرية ضد بولندا، إذ كانت بولندا تشهد الكثير من الاضطرابات بسبب ظهور النقابات العمالية، وهذا العمل ضد مبدأ برجينيف، وقد انتهت الاضطرابات في بولندا بفرض أحكام عرفية من قبل القوات العسكرية البولندية وكان ذلك في 13 كانون الأول من عام 1981 للميلاد.
- إعلان ميخائيل غورباتشوف زعيم الاتحاد السوفيتي التخلي عن التدخل السوفيتي في شؤون أوروبا الشرقية، واعترافها بحقوق الدول الأخرى في تحديد أنظمتها السياسية والاقتصادية، مما ساعد ذلك في انهيار الأنظمة الشيوعية والسيطرة السوفيتية فيما بعد، وكان ذلك في عام 1988 للميلاد.
- انسحاب ألمانيا الشرقية من الحلف في عام 1990 للميلاد استعدادًا لإعادة توحدها مع ألمانيا الغربية، كما أشارت كلّ من بولندا وتشيكوسلوفاكيا إلى رغبتهما القوية بالانسحاب، مما زاد من تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي للحلف.
- انحلال حلف وارسو رسميًّا في اجتماع عُقد في براغ في تموز من عام 1991 للميلاد، وكان ذلك بعد الثورات الديمقراطية في أوروبا الشرقية في عام 1989 للميلاد، وبعد ذلك انضمت دول حلف وارسو لحلف الناتو تدريجيًّا، فبدأ الانضمام إليه كلّ من بولندا والمجر وجمهورية التشيك في عام 1999 للميلاد، ثم انضمت بعد ذلك بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في عام 2004 للميلاد.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Warsaw Treaty Organization", encyclopedia, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "Warsaw Pact ends", history, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ "The Warsaw Security Pact: May 14, 1955", avalon, Retrieved 29-12-2019. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica See Article History, "Warsaw Pact"، britannica, Retrieved 29-12-2019. Edited.