ظاهرة نينو

ظاهرة نينو

ظاهرة النينو

ظاهرة النينو إحدى ظواهر علم المناخ والمحيطات، وهي ظاهرة تحدث نتيجة ارتفاع درجة حرارة سطح المحيط الهادي قبالة السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية بمقدارِ (0.5) درجة مئوية أو أكثر من ذلك عن المعدل الطبيعي لدرجة حرارته، وتترك هذه الظاهرة أثرًا سلبيًّا واضحًا على الكائنات الحية البحرية والقطاع الزراعي في المناطق القريبة من موقع حدوث الظاهرة على اليابسة بدءًا من دولة الإكوادور وصولًا إلى دولة تشيلي، كما يمكن أن تحدث هذه الظاهرة أيضًا في آسيا وأمريكا الشمالية، ويشار إلى أنّ النينو مؤشر حقيقي لقياسِ درجة الحرارة التي تصل إليها مياه السطح في المناطق الشرقية الوسطى من مياه المحيط الهادي.


يرجع تاريخ ظهور تسمية ظاهرة النينو إلى القرن التاسع عشر على يد صيادي شمال دولة بيرو، وجاء ذلك للاستدلالِ به على منسوب التدفق السنوي ومقدار المياه الدافئة في الجهة الجنوبية من المياه الاستوائية في المحيط خلال فترة عيد ميلاد المسيح، كما اكتشف العلماء تغييراتٍ ملحوظة تطرأ على درجة حرارة المياه في تلك المنطقة في عدةِ أوقاتٍ خلال السنة تقترن غالبًا بالفيضانات الموسمية المدمرة فوق السواحل[١].  

عوامل ظاهرة نينو

تحدث ظاهرة النينو تحت تأثير الرياح الغربية التي تهب على المحيط الهادئ الاستوائي، إذ تزجّ هذه الرياح بالمياه الدافئة باتجاه السطح بدءًا من الشرق نحو الغرب في المحيط؛ فتتكدس المياه الدافئة وتتراكم في المنطقة الغربية من المحيط على مقربةٍ من قارةِ آسيا، ويحدث ذلك أيضًا في الشطر الشرقي من المحيط ذاته على مقربةٍ من سواحل أمريكا الجنوبية والوسطى، ثم تبدأ المياه الباردة بالاندفاع نحو السطح تحت تأثير الرياح أيضًا فيحدث اختلاف على درجات الحرارة، فيصبح الماء الدافئ في الجهة الغربية والبارد منه في الشرق.


يسخن الهواء تلقائيًّا فوق المياه الغربية في المحيط الهادي نظرًا لدفءِ المياه هناك؛ فيحدث تغير ملموس على الطقس وتهب العواصف الرعدية والأمطار، فيبدأ الهواء الدافئ الصاعد بالدوران والانتقال ما بين جهتي الشرق والغرب في المحيط، ويكون في هذه الحالة الهواء الدافئ مرتفع الرطوبة في الغرب بينما يكون باردًا جافًّا في الجهة الشرقية، وتسهم مثل هذه الحوادث في تعزيز دور الرياح الشرقية التي تحرك الهواء في المحيط، فتحدث تغيرات بطيئة نسبيًّا في منطقة المحيط الواقعة حول خطّ الاستواء[٢].


أثر ظاهرة نينو

يتمثل أثر ظاهرة النينو بما يلي من النتائج[٢][٣][٤][٥]:

  • زيادة حدة خطورة الفيضانات المدمرة فوق السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، بينما يتفاقم الجفاف في السواحل الشرقية لها، كما تعاني أيضًا كل من الهند وإندونيسيا من ازديادٍ في حالات الجفاف.
  • هطول مطري شديد وهائل فوق الأجزاء الشرقية من المحيط الهادي، وتحديدًا قبالة السواحل الغربية لأمريكا الجنوبية، وفي الوقت ذاته يكون الجو جافًّا جدًّا في الأجزاء الغربية.
  • تفاقم مشكلة الاحترار العالمي، وذلك نظرًا لانطلاق الطاقة في الغلاف الجوي بالتزامنِ مع ارتفاع درجات الحرارة في مياه السطح في المحيط الهادي باستمرار، فيتأثر المناخ العالمي مؤقتًا، إذ يعاني العالم من ارتفاع درجات الحرارة في مختلف أرجاء العالم في السنوات التي تحدث فيها الظاهرة.
  • ظاهرة النينو من العوامل المؤثرة مباشرةً في سرعة التيارات البحرية وقوتها.
  • المساهمة في هبوب الرياح والعواصف الرعدية المدارية، إذ تشير المعلومات إلى أن منطقة المحيط الهادي قد واجهت 24 عاصفة مدارية و15 إعصارًا، كما سبّبت الرياح التي بلغت سرعتها 325 كيلومترًا في الساعة بإزهاق أرواح 12 شخصًا، وأضرارًا جسيمة امتدّت من المكسيك إلى تكساس.
  • التسبب بارتفاع درجة حرارة الجو، إذ ترتفع درجة حرارة الهواء بنسبةِ 0.1 درجة مئوية كحدٍ أدنى.
  • تأثر أنماط الرياح وأنواعها تأثّرًا ملحوظًا.
  • احتمالية اندلاع الحرائق في مختلف أرجاء جنوب شرق آسيا.
  • موت الشعاب المرجانية في قيعان مياه الهند.
  • مواجهة كاليفورنيا للعواصف الشتوية الشديدة.
  • الأضرار الجسيمة بالممتلكات بتكلفة مادية 30 مليون يورو، وحدث ذلك في الفترة ما بين عام 1997 وعام 1998 للميلاد.
  • هجرة الماء البارد الغني بالمغذيات من سواحل أمريكا الجنوبية.
  • اختلال دورة الماء في الطبيعية.


الفرق بين ظاهرة نينو وظاهرة نينا

يخلط الكثير من الأشخاص ما بين ظاهرة النينو والنينا، فالأولى تحدث في مياه وسط المحيط الهادي بالتزامنِ مع ارتفاع درجة حرارتها فوق الطبيعي، وتترك أثرًا على نمط الطقس السائد لمدة تصل إلى 12 شهرًا تقريبًا، ومن الممكن تكرر حدوث الظاهرة كل 3-5 سنوات، أما النينا فهي ظاهرة مناخية تطرأ نتيجة تعرّض درجات الحرارة في مياه المحيط الهادي للانخفاض، وفيما يتعلق بالتأثير الذي تأتي به ظاهرة النينو على المناخ العالمي فإنها تفضي إلى ارتفاع درجات الحرارة، كما يمكن أن يصبح فصل الشتاء أكثر دفئًا وجفافًا على غير المعتاد، بالإضافة إلى تزايدِ فرص اندلاع النيران والفيضانات في ظلِ الظروف القاسية، كما يتسبب أيضًا بالجفاف وبالتالي تدني إنتاج المحاصيل الزراعية بما فيها القهوة والسكر والأرز[٦].


تتأثر المياه في وسط المحيط الهادي الاستوائي وشرقه بانخفاضِ درجات الحرارة، وتأتي هذه الظاهرة بنتائج وآثار مغايرة لتلك التي تأتي بها ظاهرة النينو، كما يحدث تغير معاكس لدرجات الحرارة التي تتسبب بها ظاهرة النينو، وفي غضونِ عام واحد يصبح فصل الشتاء أكثر دفئًا في المناطق الجنوبية الشرقية على غير العادة، بينما تشهد المناطق الشمالية الغربية فصل شتاء شديد البرودة[٧].


وبناءً على ما تقدم فإن النينو والنينا سلسلة من الظواهر ذات العلاقة الوثيقة بالطقس والمحيط، والتي تؤثر تأثيرًا واضحًا في الضغط الجوي وتغيره، ومن الجدير بالذكرِ أن مثل هذه الظواهر تحدث ما بين سنتين وسبع سنوات وهي غير منتظمة، وتشير المعلومات إلى أن النينو مقياس دقيق لدرجة التغيّر الطارئ على درجات الحرارة في مياه سطح المحيط الشرقية عن مياه سطح المحيط في الوسط، أما النينا فإنها تمثل الانخفاض الذي تتعرض له درجات الحرارة في مياه سطح البحر بنحو 0.5 درجة مئوية، ويكمن السر وراء حدوث النينا بتكدس الماء البارد وتراكمه في منطقة المحيط الهادي ما بين مدار السرطان ومدار الجدي بنسبة تفوق المعتاد، وتبدأ الرياح بالهبوب باتجاه الشرق فتشكّل تيارات المياه الباردة[٨].



المراجع

  1. David B. Enfield (13-5-2019), "El Niño"، britannica, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "What is El Niño?", conserve-energy-future, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  3. "El Niño", nationalgeographic, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  4. "How El Niño Affects the Weather", nationalgeographic,30-11-2015، Retrieved 8-12-2019. Edited.
  5. "El Niño", esa, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  6. "What is El Nino and How Does it Impact the Environment?", ftsinc,24-3-2016، Retrieved 8-12-2019. Edited.
  7. "What are El Niño and La Niña?", oceanservice.noaa, Retrieved 8-12-2019. Edited.
  8. "La Niña", nationalgeographic, Retrieved 8-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :