محتويات
كيفية معالجة الكذب عند الأطفال
الكذب سلوكٌ له تأثيراته السلبية على الأطفال وعلى الآخرين، فالقليل من الكذب قد لا يؤثر، لكن عندما يصبح عادة يتحول لمشكلة كبيرة، فإليكِ هذه الطرق لمعالجة الكذب[١]:
اجعلي من قول الحقيقة قاعدة منزلية
يتعلم الأطفال أكثر من القواعد التي توضع في البيت، فهي توضح له ما هي السلوكيات المرغوب وغير المرغوب فيها، لذا ضعي قول الصدق قاعدةَ أساسية في المنزل، ومن تطبيق هذه القاعدة في المنزل يفهم أطفالكِ بها أنكِ تقدّرين قول الحقيقة، وأهمية الصدق في التعامل بينكم، فيتعزز بذلك ثقتهم بنفسهم، وتستقر مشاعرهم، وفي حالة الكذب لا تعاقبيهم مباشرةً عندما تكونين واثقة من كذبهم، وقبل ذلك أعطيهم تحذيرًا واحدًا لقول الحقيقة، مثلا قولي "سأعطيكم فرصة أخرى لتخبروني بالحقيقة، وإذا اكتشفت أنكم تكذبوا، سيحدث شيءٌ لا تتوقعوه"، وأثناء ذلك حافظي على نبرة صوت هادئة ورحيمة تشعرهم بالأمان لقول الحقيقة، ومن القواعد ربط الكذب بنتائج، كتكليفهم بمهام إضافية، والتقليل من المكافئات ليتعلموا تحمل مسؤولية تصرفاتهم، ومن المهم عندما تختارين الطريقة للتعويض عن الكذب تأكدكِ أنها مناسبة وعادلة، ولا تبالغِ فيها، ولا تراكمِ محاسبتهم على تصرفاتهم، إذا كنتِ ممن ينفجرون ويبالغون في ردة الفعل، فحينها بدلًا من تفكير أطفالكِ في سوء تصرفهم، سوف يتجهوا للتفكير في مدى الظلم الذي تعرضوا له.
كوني قدوةً لهم
تمثل السلوكيات التي يراها أطفالكِ منكِ الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعوه، فأن تكوني قدوة لهم يعني قول الحقيقة طوال الوقت، فلا تكذبي بحجة أنها كذبة بيضاء أو غيرها، أو عند تعاملكِ مع الآخرين، فالأطفال في هذه الفترة كالإسفنجة يتشرّبون ما يروه ويسمعوه، ويراقبون التصرفات ويقارنون بينها وبين ما تعلموا أنه صواب أو خطأ.
تكلمي عن الصدق والكذب
اجلسي مع أطفالكِ بغض النظر عن عمرهم ومدى استيعابهم، ووضحي لهم الفرق بين قول الحقيقة مقابل الكذب، وتحدثي معهم بأسلوب يتناسب مع أعمارهم، مثل أن تقولي لهم "إن السماء خضراء"، "فهل ستكون هذه حقيقة أم كذب"، وحدثيهم وعن عواقب إخفاء وتبديل الحقيقة، منها توقف الناس عن تصديق ما يقولوا، ويساعد في ذلك الحديث عن أشياء تهمهم ويتأثرون بفقدانها فيمكن لذلك أن يكون رادع لهم عن الكذب، وأخبريهم أن من الأمور التي يحب تعلمها مع الزمن مراعاة مشاعر الآخرين عند قول الحقيقة، ولا يجب قول جميع الآراء علنًا، وعززي الصدق بالمدح، أو أي فعل يعطي نتائج إيجابية.
اكتشفي الأسباب التي تدفعهم للكذب لإيجاد الحلول
للكذب عدة أسباب، فمعرفتها وتمييز السبب يساعدكِ في حل المشكلة، فقد يستمر أطفالكِ بالكذب ويزداد الوضع سوءًا، وربما يتطور الأمر فيصبح حالة مرضية ويتولد عندهم سلوكيات سيئة أخرى قد لا تستطيعِ معالجتها إذا لم تحل المشكلة مباشرة، ومن الأسباب الدافعة للكذب، هي خيال الأطفال الذي يولّد لهم أحداثًا خياليًة بعيدًة عن الواقع كأن يقولوا "ذهبنا للقمر الليلة الماضية " فاسأليهم "هل هذا شيء حقيقي؟"، فربما يساعدهم ذلك في التميز بين الحقيقة والواقع، ولا تقلقِي من ردة فعل الآخرين تجاه أطفالكِ فسيفهمون أن ما يقولوه خيالات ولا يعيروا اهتمامًا لها، ومن الحلول للتخلص من الكذب بسبب الرغبة في جذب الانتباه أو لتدني احترامهم لذاتهم أن تشاركيهم في أنشطة إيجابية تعزز ما فقدوه، وأخبريهم أنكِ ستدققين في تصرفاتهم إن كان السبب التهرب من المسؤولية، واعلمي أن الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أكثر عرضة للكذب، وأخيرًا عندما تستهلكين جميع الطرق في حل مشكلة الكذب استعيني بالمختصين في التربية.
لماذا قد يكذب الأطفال؟
يبدأ أطفالكِ عندما تنمو مداركهم بمراقبة الواقع، وتجربة سلوكيات عديدة لاكتساب الشخصية، وقد يكون الكذب إحدى هذه السلوكيات، والذي يظهر عند شعور أطفالكِ بالخطر والخوف من التعرض للعقاب، فيكذبون ليحموا أنفسهم، كما يدفع العقاب الشديد أطفالكِ لمزيدٍ من الكذب، ويرتبط البدء بالكذب بتطور الشعور بالأخلاق لديهم بما هو صواب وخطأ، ومنها ازدياد قدرتهم على توقع السلوكيات التي تسبب لهم المشاكل، ومن الأسباب النفسية أيضًا حاجتهم لكسب احترام الآخرين واهتمامهم وعاطفتهم، فيكذبون لأنهم يجدون أنّ الكذب يحقق لهم ذلك، وقد يجدوا الكذب لعبة مسلية لتجربة المهارات وللتلاعب بالآخرين، ومنها مراقبة ردة فعل الناس اتجاهها، فيفهمون اختلاف شخصيات الآخرين، وقد يكذب أطفالكِ لأسباب عقلية صحية، كتعرضهم لصدمة وسوء في المعاملة[٢].
كيف تعرفينَ أنّ طفلكِ يكذب؟
يعد الكذب سلوكًا سيئًا وقد تظهر مجموعة من الأعراض التي تستطيعين بها معرفة إذا كان أطفالكِ يكذبون أم لا، ومنها إن سألتِيهم عن شيء واضح واحتاجوا وقتًا طويلًا ليجيبوا، أو حملقوا في وجهكِ، أو جالوا بنظرهم في المكان، وتوتروا أو أي قاموا بتصرف يدل على أنهم يفكروا في الإجابة فاعلمي أنهم يكذبوا، ومن الأعراض أيضًا محاولة تشتيتكِ عن الإجابة بتغيير الموضوع وتقديم معلومات ليست على صلة بالموضوع والتحدث بها بسرعة، مع عدم ترابط كلماتهم فيظهر فيها فجوات، أو ستلاحظين أنهم بدأوا بالصراخ والبكاء، أو ارتفعت درجات أصواتهم فجأة، وظهرت عندهم تأتأة وتعثر بالكلام أو انسحاب للخلف، ويدل أيضًا النظر لأسفل عند الإجابة على مشاعر سلبية كالإحباط والحزن والشعور بالذنب، فهذه العلامات تدل على أن الطفل يكذب حتمًا[٣].
نصيحة لتربية ناجحة
عزيزتي الأم، إنّ أطفالكِ يتطورون وينمون ويجربون كثيرًا من السلوكيات، ولن يتعلموا دون ارتكاب الأخطاء والكذب أحدها، وقد تتغاضين أحيانًا عن بعض الأكاذيب، لكن تصحيح فعل أطفالكِ من بداية ظهور أعراض الكذب أمر هام حتى لا تصبح عادة، لذا تابعي الأسباب التي تدفعهم للكذب، وعالجيها أول بأول، ولا تقولِي إنهم أطفال ولا يدركون ما يفعلون، فالتصرفات التي يفعلوها تنمو وتكبر معهم، وقد تعانين منها مستقبلًا، ومن أكثر الأسباب التي تدفعهم لذلك، شعورهم بالخوف من المشاكل التي قد تحدث عند قول الحقيقة مثل العقاب، لذا شجعيهم على الصدق مهما كان التصرف سيئًا، وطمئنيهم أنهم لن يعاقبوا، فإذا رأى أطفالكِ منكِ ذلك سترين مزيدًا من الصدق، وستبنى بينكم علاقة دائمة قائمة على الثقة[١].
المراجع
- ^ أ ب By Amy Morin, LCSW (2020-08-30), "10 Steps to Stop a Child From Lying ", verywellfamily, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ By Zawn Villines (2019-01-06), "Why Do Children Lie? Normal, Compulsive, and Pathological Lying in Kids ", goodtherapy, Retrieved 2020-10-24. Edited.
- ↑ by Preston Ni M.S.B.A. (2015-07-21), "7 Key Signs of a Lying Child or Teenager", psychologytoday, Retrieved 2020-10-24. Edited.