محتويات
الشعر العربي
يمثل الشعر حالةً فريدةً ومميزةً في الوطن العربي منذ القدم، فلقد تميز العرب بنطقهم وفصاحتهم وبلغتهم وإتقانهم للشعر ووزنه وبحره وقافيته، وليس الشعر بالقول السهل وإنّما يحتاج موهبةً تضبط الحرف وتعطي المعنى، ولقد برز بعض شعراء عرب وتميزوا وظل ذكرهم إلى يومنا هذا منذ الجاهلية وعلى مر العصور، ومنهم: امرؤ القيس وعنترة بن شداد والنابغة الذبياني وأبو العتاهية وقيس بن الملوّح، وأبو العلاء المعري وغيرهم الكثير، وقد مرّ الشعر العربي بمراحل تغيير وإضافات ومنها ما يعرف بالتجديد، ونخص في هذا المقال ما حدث منه في القرن الثاني للهجرة تحديدًا.
التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة
تعرض الشعر العربي لحالة من التغييرات في القرن الثاني للهجرة والذي يمثل مرحلة العصور العباسية، وقد تضمنت هذه التغييرات مرحلةً من الإضافات وظهور المفاهيم الجديدة وتطوير بعضها، وذلك ما عُرف بتجديد الشعر، ويمكن ذكر أهم نقاط هذا التجديد كما يلي[١][٢]:
- دخول بعض الألفاظ الجديدة والغريبة على اللغة العربية وذلك بسبب دخول العديد من القبائل والأنساب المختلفة.
- التأثر بحياة الترف والنعيم التي كان يعيشها العرب آنذاك، مما سمح بظهور الأفكار والمعاني الجديدة التي تعبر عن أحوالهم.
- الميول للبحور القصيرة الراقصة إلى جانب البحور الطويلة النهاية كما فعل الشاعر بشار بن برد الذي يُعد من مجددي الشعر في العصر العباسي.
- كثرة انتشار أشعار المدح والرثاء التي برع فيها الشعراء تجاه السلاطين والخلفاء، وكانوا يحصلون مقابل ذلك على هدايا وفيرة.
- انتشار أشعار الطرديات التي تتغنى بالصيد وحب الخروج للصيد.
- ظهور أشعار الخمريات التي يسرف الشعراء فيها في التغني بالخمر والنبيذ ووصف متعته ولذّته.
- التوسع في الشعر الغزلي، ليتخطى حدود العفّة، ويذهب إلى فحش الوصف وبذاءته.
- ظهور مفهوم البديع في الشعر، وذلك من قبل أبي نوّاس، بما في ذلك من صور بلاغية ومحسّنات لفظية تظهر براعة الشاعر وإبداعه.
- ظهور مفهوم الشعر التعليمي، وهذا النوع يختلف عن أنواع الشعر الأخرى بسبب قلة الصور العاطفية والتصويرية الموجودة فيه، ويتميز بوفرة القوافي الشعرية وتنوعها.
- دخول بعض الأفكار السياسية الهجومية والدفاعية في الشعر بصورة لم تُعرف كثيرًا من قبل.
- الجرأة في الهجاء والسخرية بطريقة لم يعتدها العرب من قبل، مثل ما كان من الشاعر بشار بن برد.
التجديد في الشعر العربي بين الرفض والقبول
ظهرت بوادر حركات التجديد في الشعر العربي في العصر العباسي، ومن الشعراء الذين ساهموا في إدخال هذا المفهوم إلى الشعر: أبو تمام، وأبو العتاهية، وأبو نواس، وبشار بن برد، وعلى الرغم من أنّ الكثير من الشعراء كانوا يرون في التجديد حداثةً وخروجًا عن الشكل التقليدي للقافية وعدم التقيد بنمط واحد، إلا أنّ حركات التجديد لم تخل من الهجوم لأنّ البعض كان يرى فيها تغييرًا وتحريفًا لمفهوم الشعر العربي، وأنّ بعض مفاهيم التجديد تتطاول على الموهبة وتسمح لأي كان أن يسمّي كتابته شعرًا بذريعة التجديد، خاصةً وأنّ التجديد قد لا يتوقف عند الصور والتشبيهات والمضامين، بل قد يغزو اللغة واللفظ فيها، وعلى ذلك فقد ظهر اهتمام بالرجوع إلى المدارس الأولى التي عنُيت بالتجديد في الشعر مع المحافظة على أصالته، مثل مدرسة الإحياء والبعث وغيرها[٣].
المراجع
- ↑ كريم الاسدي (23-4-2013)، "التجديد في الشعر العربي-العصر العباسي...بشار بن برد:المجدد العباسي الأول"، مؤسسة النور للثقافة والإعلام، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
- ↑ محمود شاهين (19-9-2014)، [ https://www.albayan.ae/books/library-visit/2014-09-19-1.2204299 "الشعرالعباسي والفن التشكيلي مزيج إبداعي"]، البيان، اطّلع عليه بتاريخ 13-3-2019.
- ↑ "محاولات التجديد في الشعر العربي الحديث"، جامعة بابل، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2019.