مفهوم الشعر لغة واصطلاحا

مفهوم الشعر لغة واصطلاحا

مفهوم الشعر لغةً واصطلاحًا

الشِعر لغةً مأخوذ من شَعَرَ وفِعله يشعُر فهو شاعر، ويقال شَعَر الرجل أي قال شِعرًا، وهو كل كلام له وزن وقافية، وهو فن يرتكز على إيقاع ويصور فيه الشاعر مخيلته ومشاعره، وللشعر مكانة عظيمة وميزة عند الشعوب منذ الأزل خاصةً عند العرب، فهو من أهم أنواع الأدب التي استخدموها في كتابة تاريخهم ومنجزاتهم وتجارب حياتهم، وهو الوسيلة للإفصاح عمّا يسكن في أنفسهم من خواطر وأفكار وأحاسيس، والشعر منظومة عريقة لها أصولها وخصائصها التي تميز بينه وبين أي نوع آخر من الفنون الكلامية[١].


عناصر الشعر

يعتمد الشعر اعتمادًا أساسيًّا على خمسةِ عناصر أساسية، وهي[٢]:

  • العاطفة، وهي كل ما يجتاح صدر الإنسان من مشاعر وأحاسيس إزاء شخص، أو أمر آخر بغض النظر كان سلبيًّا أو إيجابيًّا، فمن الممكن أن يكون حزنًا أو فرحًا، ودًّا أو كرهًا، ويبرز هذا العنصر في الأبيات الشعرية سواء أكان ذلك صريحًا أم مبطنًا.
  • الفكرة، وهي كل هدف يسعى الشاعر لإيصاله للقارئ أو المستمع من خلال أبياته، ففي كل قصيدة أو بيتٍ شعري مغزًى وفكرة لا بد من إيصالها بشتى الطرق تتمحور حولها القصيدة عمومًا.
  • الخيال: عنصر أساسي في معظم النصوص الأدبية سواء أكانت شعرًا أم غيره، وهي الوسيلة المستخدمة في جلب صور مُختلقة يصعب على الواقع إيجادها، فتكون وليدة العقل المجرد والذاكرة فقط، إلا أنه توجد علاقة وثيقة أيضًا بين التصوير والخيال؛ إذ يمكن توضيح صورة ما من خلال التخيل والتشبيه بينها وبين شيء آخر.
  • الأسلوب: تعد البصمة الأدبية التي يتركها الأديب في عمله، فيكون لكل شاعر بصمة شعرية خاصة به لا يمكن لغيره الإتيان بها، كأن يستخدم نسقًا أو نوعًا أو غيرها من التي تميزه عن غيره، وقد يكون الأسلوب تجريديًّا، أو أدبيًّا، أو خطابيًّا، أو علميًّا، أو غير ذلك.
  • النظم، هو لفظ يشير إلى مدى قدرة الشاعر وكفاءته في إيجادِ حلقة وصلٍ بين المعنى واللفظ في البيت الشعري ليكونا متناسبين، إذ يجب عليه استخدام مفردات وتراكيب سهلة وغريبة وبليغة لتجعل القصيدة بأفضل حلة.


خصائص عامّة للشعر

فيما يأتي أبرز الخصائص العامة للشعر:

  • وجود إيقاع منظم للشعر، فالشعر يتميز بنغمة يمكن التفرقة من خلالها بينه وبين الكلام النثري، وهذه النغمة تكسب الشعر نكهة خاصة رنانة عند سماعه، والإيقاع نوعان: خارجي وداخلي، والإيقاع الخارجي يضم الوزن والقافية، والإيقاع الداخلي يحدث بتتابع حركات وحروف معينة متتالية مثل الصاد والسين، ولا يُضبط الإيقاع الداخلي بقواعد معينة، إذ يكتشفه النقاد من خلال أصول النقد والذوق الخاص للناقد أو المستمع.
  • أسلوب خاص للشعر يعتمد على موضوع الشعر وأسلوب التفكير، وينقل الأسلوب اتجاهات الشاعر ونظرته للأمور والقضايا التي يعرضها من خلال أشعاره، ويُرى ذلك من خلال اللغة المستخدمة ومدى استخدام الخيال في القصيدة، ولكل منهما أهمية كبيرة في نقل الهدف من القصيدة وضبط الإيقاع، ورسم الصور الفنية التي تقوده إليها الموهبة التي يمتلكها الشاعر دون أي جهد منه في استحضارها.
  • المحتوى الوجداني، فمن أهم خصائص القصيدة أن يكون المحتوى الداخلي نابعًا من داخل الشاعر ومشاعره، لأن الشعر الصادق يصل للقلوب ويكون له تأثير على المشاعر الأحاسيس والأفعال.


أقسام الشعر وأنواعه

ندرج فيما يأتي أقسام الشعر وأنواعه:

  • الشعر الوجداني: هو الشعر ذو المضمون المعبّر عن أحاسيس الشاعر اتجاه المواقف الحياتية وله عدة أشكال ومواضيع مثل، المدح والرثاء، وقصائد الغزل.
  • الشعر القصصي: يختلف هذا النوع من الشعر عن الشعر الوجداني لأنه لا ينظم على أساس انفعالات الشاعر، بل يسرد أحداثًا ومواضيعَ ذات صلة بالمجتمع أو ما حدث في الأزمان الماضية، ومنه الشعر القصصي الملحمي، والشعر القصصي المحدود.
  • الشعر التمثيلي: هو نوع من الشعر المنظوم المسرحي، واشتهر به الإغريق بعكس العرب الذين لم يعرفوا هذا النوع من الشعر إلا في العصر الحديث، وكان منهم النقاش، وأحمد شوقي، وحسن القرشي.
  • الشعر العلمي: هي الأشعار التي تحتوي على الموضوعات العلمية، وتمتاز بخلوها من الناحية العاطفية ولا يستخدم فيها الخيال ولا تكتب من وجهة نظر الشاعر ولا تعبر عن أفكاره ومشاعره، فهي مختصة بالحقائق والإثباتات العلمية.


العناصر الفنية للشعر العربي

فيما يأتي أبرز العناصر الفنية للشعر العربي:

  • الوزن والقافية: لا بد من توفر هذين العنصرين في جميع أنواع الشعر العربي القديم والحديث، رغم أن الكثير من شعراء العصر الحديث يحاولون في الكثير من قصائدهم الابتعاد عن منظومة القافية أو الالتزام بها.
  • مهارة الشاعر: وتتجلى هذه المهارة في قدرة الشاعر في ربط الألفاظ المستخدمة في الشعر بالمعاني، إذ لا يطغى المعنى على اللفظ ولا اللفظ على المعنى، ولكل شاعر الحرية في اختيار مضمون قصيدته ولكن يجب الاهتمام بما يروق القراء عن طريق الاهتمام بالصياغة الجيدة والمفهومة والفنية المتقنة، وبذلك تتحدد العناصر المكونة للشعر العربي والتي لا بد ألّا تخلو منها قصيدة لاكتمال جماليتها ووضوح مضمونها وأهدافها، ويتحقق ذلك باجتماع كل تلك العناصر من وزن وقافية وترابط للمعاني مع الألفاظ وإضافة الاستعارات والتشبيهات.


المراجع

  1. مكتبة الشروق، المعجم الوسيط، صفحة 484. بتصرّف.
  2. مصطفى الآغا، "تعريف الشعر وعناصره و أنماطه"، عالم نوح، اطّلع عليه بتاريخ 18-5-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :