محتويات
الشعر العمودي
الشعر العموديّ عامّة مُصطلح يُطلق على أحد أنواع الشعر، وهو أساس الشعر العربي وأقدم أنواعه المعروفة، ويعرف أيضًا بالشعر الموزون، ويعتمد الشعراء على قواعد معينة عند نظمهم لقصائد الشعر العمودي، إذ يتألف الشعر العمودي من مجموعة أبيات شعرية بالقافية نفسها، ويخضع لقواعد العروض التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويتكون كل بيت من شطرين الأول يعرف بالصدر والشطر الثاني يعرف بالعجز، وفي هذا المقال سنتحدث عن خصائص الشعر العمودي عامة، والفرق بينه وبين الشعر الحر، وأهم شعراء هذا اللون من الشعر[١].
خصائص الشعر العمودي
للشعر العمودي العديد من المميزات والخصائص التي ينفرد بها، فهو الأساس الذي بنيت عليه جميع الأشكال الشعرية الحديثة، ومن أهم تلك الخصائص ما يلي[٢]:
- الالتزام بالوحدة الموضوعية في القصيدة، وترابط أجزائها بطريقة متناسقة، وطرح أفكارها وسردها بأسلوب جميل وجذاب.
- استخدام المعاني الشعرية الواضحة والمعبرة عن الموضوع تعبيرًا صحيحًا، مع اتسام ألفاظها بالاستقامة، وتكون متناسقة مع المعنى الذي وجدت من أجله.
- الإكثار من استخدام أسلوب الوصف فيها.
- سرد العديد من الأمثال الشعبية المعروفة في القصيدة العمودية.
- الإكثار من التشبيهات التي تتفق مع الأسلوب بطريقة جذابة ومتناسقة.
- الاعتماد على البديهة والارتجال خلال الأبيات الشعرية للنص الشعري.
- استخدام بحور الشعر الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، وتتمثّل في: البحر الطويل، البحر المديد، البحر البسيط، البحرالوافر، البحر الكامل، البحر الهزج، البحر الرجز، البحر الرمل، البحر السريع، البحر المنسرح، البحر الخفيف، البحر المضارع، البحر المقتضب، البحر المجتث، البحر المتقارب، البحر المحدث (ويُسمَّى كذلك بـ الخبَب والمتدارك)، وقد وضع الخليل هذه البحور لمساعدة الشّعراء على نظم قصائدهم.
الفرق بين الشعر العمودي والشعر الحر
الشّعر الحرّ هو لون آخر من ألوان الشعر، وكانت بداية ظهور هذا اللون من الشعر في بداية الخمسينات من القرن العشرين، وهذا اللّون يلتزم بتفعيلة واحدة، غير أنّه لا يلتزم بالشكل والقافية، والقصيدة فيه تتكون من شطر واحد في كل بيت وهذا أحد الفروق بين القصيدة من الشعر الحر والقصيدة من الشعر العمودي، فهي في الشعر العمودي تتكوّن من شطرين لكل بيت، ومن الفروق بينهما أن القصيدة في الشعر العمودي تلتزم بوحدة القافية والشكل، وتنظم على وزن شعري واحد، أمّا القصيدة من الشعر الحر فلا تلتزمُ بهذا الشكل التقليديّ للقصيدة، كما أنّ الشعر الحرّ تدخل فيه العديد من المُصطلحات الدخيلة على اللغة العربية، وذلك بحكم ظهوره في فترات التحرّر والانفتاح على الغرب، ولكنّ الشّعر العموديّ يلتزمُ باللّغة العربية الفُصحى ويتميّز بجزالته، ومن الفروق أيضًا أنّه يُمكن اختزال بعض أبيات القصيدة الحرة دون أن يخلّ ذلك بالمعنى، أمّا أي اختزال في القصيدة العمودية فإنّ ذلك يؤثر على المعنى الحقيقي والتذوق الأدبي فيها[٣].
نموذج من الشعر العمودي
يعد المتنبي من أهم الشعراء الذين تمسكوا بقوانين القصيدة التقليدية، وسنورد بعض الأبيات له، وهذه الأبيات من قصيدة واحر قلباه ممن قلبه شبم[٤]:
وَمُرْهَفٍ سرْتُ بينَ الجَحْفَلَيـنِ بـهِ
- حتَّى ضرَبْتُ وَمَوْجُ المَـوْتِ يَلْتَطِـمُ
الخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
- وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
- حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
نموذج من الشعر الحر
تعد الشاعرة نازك الملائكة من أهم الشعراء الذين نظموا في الشعر الحر، وسندرج بعض الأبيات لها من قصيدتها الكوليرا، وهذه الأبيات هي[٥]:
- أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
- في عُمْق الظلمةِ، تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ
- صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ
- حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ
- يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
- في كلِّ فؤادٍ غليانُ
- في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
- في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
- في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
- هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت
- الموتُ الموتُ الموتْ
- يا حُزْنَ النَّيلِ الصارخِ ممَّا فعلَ الموتْ
الشعر المسرحي
ظهر هذا اللون من الشعر سنة 1870، وكانت بدايته عندما ألف الشاعر خليل اليازجي مسرحيته الشعرية بعنوان المروءة والوفاء، ولكن هذه المسرحية ركيكة وخالية من الحبكات والصور الفنية، وفيما بعد كتب الشاعر خليل القباني مسرحيات مختلفة بين الشعر والنثر المسجوع، وهذه المسرحيات مثلت مراحل التاريخ الإسلامي، وكانت هذه المسرحيات حافلة بالمقطوعات الغنائية غير أنها كانت تفتقر إلى الدقة الفنية من حيث الإخراج والتأليف، وكانت مرحلة القوة لهذا النوع من الشعر عند ظهور مسرحيات أمير الشعراء أحمد شوقي والذي اتجه بهذه المسرحيات نحو التاريخ، وكانت مسرحية علي بيك الكبير أول مسرحية نظمها على هذا اللون عندما كان في باريس، ومن النجوم اللامعة التي ظهرت أيضًا الشاعر عزيز أباظة في مسرحياته العباسية، شجرة الدر، قيس ولبنى، وغير هؤلاء ممّن نظموا في الشعر القصصي أمثال أحمد باكثير، وعبد الرحمن الشرقاوي الذي طور في أسلوب هذا اللون في الحبكة الفنية والأداء[٦].
نموذج من الشعر المسرحي
كتب أحمد شوقي العديد من القصائد الشعرية وكان أهمها قصيدة كليوبترا، وسنورد بعض الأبيات من هذه القصيدة[٧]:
- أنا أنطونيو وأنطونيو أنا
- مالروحينا عن الحب غنى
- وغننا في الشوق أو غنى بنا
- نحن في الحب حديث بعدنا
- رجعت عن شجونا الريح الحنون
- وبعيننا بكى المزن الهتون
- وبعثنا من نفاثات الشجون
- في حواشى الليل برقا وسنا
- غردي يا كأس واشهد ياوتر
- وارد يا ليل وحدث يا سحر
- كما جنينا من ربى الأنس أسمر
الشعر الغنائي
هو ما يعرف أيضًا باسم الشعر الوجداني، وجد هذا الشعر للتعبير عن عواطف الإنسان وما يشعر به من حزن وحب وفرح، وقد نظم هذا اللون من الشعر لغنائه مع آلة موسيقية ملائمة، وقد استغلت جميع الموضوعات والأغراض الفنية من مدح وهجاء ورثاء في نظم القصيدة الغنائية، ومع التطور الحضاري أصبحت القصيدة الغنائية تعبر عن وجدان الأمة وأثرها القومي، وتوجد أنواع متعدّدة من هذا النوع من الشعر كالترنيمة التي تختص بالتمجيد والثناء، وكانت هذه الترانيم في اغلبها تمجيد للخالق سبحانه وتعالى، ومن أنواعه أيضًا المرثية في رثاء الميت وذكر مناقبه والتحسر عليه، ومن أنواعها الرعوية أيضًا، ومن أبرز شعراء هذا اللون في العصر الجاهلي جميل بثينة، ومن أبرز شعرائه في العصر الحديث أبو قاسم الشابي، والأخطل الصغير، بدر شاكر السياب، وأحمد شوقي، وإيليا أبو ماضي[٨].
المراجع
- ↑ Lolo Mohamed (21-3-1019)، "الشعر العمودي تعريفه خصائصه والفرق بينه وبين الشعر الحر "، بحوث، اطّلع عليه بتاريخ 2-12-2019. بتصرّف.
- ↑ ؟محمد عبود (16-1-2019)، "ما هو الشعر العمودي "، موقع المصطبة، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ Randa Abdulhameed، "ما أهم الفروق بين الشعر العمودي والشعر الحر "، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "شعر المتنبي – الخيل والليل والبيداءُ تعرفني"، عالم الأدب، 30-11-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "نازك الملائكة .. رائدة الشعر الحر"، بصائر، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ أحمد عبد القادر (19-8-2016)، "الشعر المسرحي"، الرياض، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2014. بتصرّف.
- ↑ محفوظ الرحمان، "أمير الشعراء أحمد شوقي: رائد المسرحية الشعرية"، أقلام الهند، اطّلع عليه بتاريخ 3-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "تعريف ومعنى الشعر الغنائي"، موسوعة كله لك، اطّلع عليه بتاريخ 4-11-2019. بتصرّف.