الشِّعر العربي
يُعبّر الأديب في اللغة العربية عمّا يجول في خاطره من أفكار ومشاعر بواحدٍ من الفنون الأدبية التعبيرية، ويُعد نظم الشِعر تعبيرًا عن العواطف والانفعالات على شكل أبياتٍ منظومةٍ بوزنٍ وإيقاعٍ، فهو مولود من رحم لغة الضاد بمرونته وفصاحته، وتكيّفه مع تطورات الحياة، وتغيرات البيئة والمحيط والأشخاص، وبهذا يُعرّف الشعر بأنه التقاطات من صور الحياة المتأثرة بالظروف الزمانية والمكانية، مرسومة في أبيات قصيدة، ولهذا تنوعت أغراض الشعر وأنواعه، فمنه الشعر الغنائيّ المعبر عن العواطف الذاتيّة، ومنه الملحميّ المتغنّي بالبطولات والأمجاد، ومنه المسرحيّ الذي يُنظم بغرض العرض كأدوارٍ على خشبة المسرح، والتعليميّ الموجّه للوعظ والإرشاد[١].
أصعب الأبيات الشعرية
جاء في الشعر العربي الكثير من القصائد التي تتضمن ألفاظًا وتراكيبَ صعبةً وغريبةً، ومنها[٢][٣][٤]:
- أبيات جمع فيها قائلوها حروف اللغة العربية كلّها في بيت واحد:
صف خلق خَودٍ كمثل الشَّمس إذْ بزغتْ
- يحظى الضجيعُ بها نجلاء معطا
هلّا سكنت بذي ضغثٍ فقد رَغموا
- شخصتَ تطلبُ ظبيًا راح مجتازًا
اصبر على حفظ خضرٍ واستشر
- فَطِنًا وزُجَّ همّك في بغداد مُنثملا
- أبيات تصلح أن تكون كل كلمة منها متقدمةً على باقي الكلمات:
على الفضل من الجود علامات مبينات
- مبينات علامات من الجود على الفضل
من الجود على الفضل مبينات علامات
- علامات مبينات على الفضل من الجود
بسعود لا بنحس خير طير ليزيد
- خير طير ليزيد بسعود لا بنحس
لا بنحس خير طير ليزيد بسعود
- ليزيد بسعود لا بنحس خير طير
- أبيات حروف كلماتها كلها منقوطة:
غشيت جفني قذى في بيت ضيف بني
- شيخ فشيبني تشبيب نبتين
يشفني بين ظبي ينثني غنجا
- غذى بخفض غذى تفنين شيخين
ظبي غضيض نظيف ينثني خنث
- يفتن في جبتي خز بخفين
خضبت شيبي بشب
- في بيت بنت شبيب
وزينتني غضيض
- بثني خز قشيب
في بيت ذي نشب فتنت بزينب
- فبقيت في شغف فضنت زينب
زينب بذي شنب يضيء فشفني
- فجننت في شغفي فزينب تغضب
- أبيات صدورها من كلمات بحروف منقوطة، وأعجازها غير منقوطة:
يبيتني في شغف شفني
- صدوده أحور حلو الكلام
تبيت في بث شجى تبتغي
- مرام وصل ساهر للمرام
ضنت بشيئين ببين شجى
- وهامل سح كسح الرهام
بين خفي قذفت زينب
- أسرارها ما صاح داع حمام
- أبيات فيها كلمة منقوطة وكلمة غيرمنقوطة:
ظبي له غنج ودل شجى
- مطوح بين هموم تشيب
يبيت معمودا ببث له
- في الصدر تشفيف وهم يذيب
تضيفت رحلك في مدرع
- ثني ومرط ذي احمرار قشيب
فبت مسرورًا بضيف له
- غنج وملح ذي دلال خضيب
- أبيات كلماتها فيها حرف منقوط يليه حرف غير منقوط :
ريم يميس شويدن
- ليلي إذا يدنو قصير
قد زانه ضعف أخل به
- فليس به نكير
قد فاز عندي رجل قد يرى
- دجاجة يا فوز مشويه
يهيم بقلبك شوق سنح
- فلج لشوقك غرب سفح
- بيت كلماته فيها حرفان منقوطان، يليهما حرفان غير منقوطين:
مر زيد وغزال بي إلى شهرين مر
- فتعرفناه فيما يزدرينا من خطر
- بيت كلماته فيها ثلاثة أحرف منقوطة تتبعها ثلاثة غير منقوطة:
ما رزينا كعب شيئا كان في
- دار زنباع اختيار ويقف
- أبيات أوائلها مثل قوافيها منقلبة:
راز بالهجران صبري
- ظالما بالهجر زار
راع قلبي فهو ساه
- من رداء الحب عار
راش بالهجران نبلا
- فرماني حين شار
راح باللوم فقلنا
- بعض هذا اللوم حار
- أبيات تُقرأ من أولها إلى آخرها، ومن آخرها إلى أولها:
أراهن نادمنه ليل لهو
- وهل ليلهن مدان نهارا
هارون حمال لأعبائه
- هياب عال لامح نوره
- أبيات يستخرج من أوائلها اسم معيّن:
آه من البارق الذي لمعا
- لم يدر ماذا بمهجتي صنعا
حكم فيها البلى فها أنذا
- مكتئب ما أفارق الجزعا
مذ لاح لي في السحاب أذكرني
- توريد خد من الجبا لمعا
دل على كنهه كذي فطن
- تفريقه فانتهره مجتمعا
- بيت ليس فيه حرف منفرد:
كنت في مجلس عيش
- منعم ثم مقيم
فيه قصف معجب
- ثم بخفض ابن حكيم
- أبيات جاءت كل كلماتها بحروف منفصلة:
أزور زرزورًا زوارًا ورد
- زورًا وزرزورًا إذا سارا
أراد زادا وأرى زاده
- أراده داود إذا زارا
دع زورةً إن زرت زارت إذا
- واردع إذا أزرت إزرارا
- أبيات قصيدة واحدة، يُمكن أن تكون ثلاث قصائد:
يا فتى الجود والندا
- يا عمادي يا ابن ليث يا ذا الجناب المريع
أنجزن منك موعدًا
- لا تكن صاحب ريث فداك كل الجميع
ولقد قال لي الندا
- أنت يا ذا الجود غيث معا لحسن الصنيع
اعتمد لي محمدا
- حين تكدي كل غيث أعنيك يا ابن الربيع
- بيت فيه أحد عشر حرف صاد:
صاف الصديق وأصفه صفو الصفا
- واخصص صديقك بالصداقة تخصص
- بيت فيه إحدى عشرة حرف حاء:
تنحنح روح حين حاد بحاجب
- وزحزح روح حاجيا فتزحزحا
- أبيات تُقرأ بتغيير ترتيب كلمات الصدر في العجز:
يا بدني للفراق مت كمدا
- مت كمدا للفراق يا بدني
فارقني من هويت واحزنا
- واحزنا من هويت فارقني
كلمني بالشهيق من جزع
- من جزع بالشهيق كلمني
عانقني كالقضيب معتدلا
- معتدلا كالقضيب عانقني
تتركني كالغريب يا سكني
- يا سكني كالغريب تتركني
يحفظني الله فيك قلت له
- قلت له الله فيك يحفظني
- أبيات مزج قائلها فيها شيئًا من الزنجية:
ألا يا لائمي في حب ريم
- أفق من بعض لومك لا اهتديتا
أتأمرني بهجري بعض نفسي
- معاذ الله أفعل ما اشتهيتا
أحب لحبها الثقلين طرا
- وبكعة والبلين ودمع ليتا
فكائن والبكان ودوعينا
- وشكعة والندفت وعرريتا
- أبيات مزج قائلها فيها شيئًا من الفارسية:
وقائل قال لي فأفحمني
- يا هائم القلب ما ترى رشدك
قلبك هذا كم أنت تاركه
- عند الذي ليس قلبه عتدك
يا كور شنيئم وكور دل وشوح
- روي بنا اندكا تدك
- أبيات مزج قائلها فيها شيئًا من الرومية وهي لأبي نواس:
حبذا قولها وقد لحظتني
- من وراء السرير بو سانيس
قلت ما قول أي شيئ
- ين والأعز شك فإنني قاقوسي
فإذا ما فعلت ذاك فعندي
- لقطينا نعم ومليار يس
- أبيات تُقرأ أفقيًا ورأسيًا:
- صديقي أحبه كلام يقال
- وهذا كلام بليغ الجمال
- محال يقال الجمال خيال
- بيت يُقرأ من الجهتين دون اعتبار لتشكيل الحروف:
مودته تدوم لكل هول
- وهل كل مودته تدوم
- بيت لا تتحرك بقراءته الشفتان:
قطعنا على قطع القطا قطع ليلة
- سراعًا على الخيل العتاق اللاحقي
- أبيات في المدح والثناء لكن إذا قُرئت بالمقلوب، ستكون أبيات هجاء، ولها وزن وقافية:
حلموا فما ساءت لهم شيم
- سمحوا فما شحت لهم منن
سلموا فلا زلت لهم قدم
- رشدوا فلا ضلت لهم سنن
سوف تكون الأبيات بعد قلبها كالتالي.. منن لهم شحت فما سمحوا
- شيم لهم ساءت فما حلموا
سنن لهم ضلت فلا رشدوا
- قدم لهم زلت فلا سلموا
- أغرب الأبيات التي نظمها المتنبي:
أَلَمٌ أَلَمَّ أَلَمْ أُلِمَّ بِدَائِهِ
- إِنْ أنَ آنٌ آنَ آنُ أوَانِهِ
الصعوبة والغرابة في الشعر العربي
امتاز الشعر العربي القديم بغرابة الألفاظ وجزالتها وصعوبتها، إذ يُمكن للقارئ أن يجد في القصيدة الواحدة الكثير من الكلمات غير المألوفة، التي يكاد لا يعرفها ولا يستعملها في وقته الحاضر، لكنها في ذلك الوقت كانت تُعد كلماتٍ فصيحةً ومتعلقةً بالبيئة التي كان يعيشها العربي في الصحراء والبادية ما بين الخيام والإبل وما إلى ذلك، وهي الآن أمور لا يألفها الكثيرون بسبب الانقطاع عن ذلك النوع من الحياة، ووجود تلك الألفاظ الغريبة في القصيدة قد يكون مرغوبًا مستحسنًا، ويستسيغها القارئ مثل كلمة (رئال) وتعني نعام، وقد يكرهها مثل كلمة (بعاق) وتعني المطر، لكن تبقى الكلمة الجزلة فخمةً في موقعها عند الاستعمال[٥].
المراجع
- ↑ فريق أنا البحر، "مقدمة و بحث عن الشعر العربي : سحر ديوان العرب"، analbahr، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ فريق الحكواتي، "في الشعر العربي غرائب وعجائب وأحاجي"، al-hakawati، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ ابن داود الأصبهاني، "الشعر الذي يستظرف لخروجه عن حد ما يعرف"، islamport، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ فريق صحيفة اللغة العربية، "مجموعة مُذهلة من طرائف ونوادر اللغة العربية"، arabiclanguageic، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ عمر فرّوخ، "الخصائص اللفظية للشعر الجاهلي:"، almerja، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.