عصر المماليك
بدأ عصر المماليك بنشوء دولة المماليك في مصر والتي نشأت على يد المماليك الذي استعان بهم صلاح الدين الأيوبي وذلك بعد القضاء على الدولة الأموية، ولقد امتدت هذه الدولة من مصر لتشمل بلاد الشام واليمن والحجاز، وحدثت فيها تغيرات علمية وأدبية كبيرة؛ إذ ظهر فيها مدارس دينية وعلمية وبرز فيها عدد من العلماء والمفكرين والمفسرين أمثال ابن تيمية وابن حجر العسقلاني والذهبي وابن كثير وغيرهم، كما كان للشعر آثار ما زالت تُذكر للآن[١]
الشعر في عصر المماليك
لم يكن عصر المماليك فترة تميز كبير بالنسبة لفن الشعر؛ بل على العكس كان يمثل فترة تراجع كبيرة فيه، ولقد اتصف الشعر بتلك الفترة ببعض الصفات، منها[٢]:
- التأثر الكبير بالواقع؛ فكان الشعراء يكتبون شعرًا متأثرًا بالواقع وقضاياه ويشكون فيه همومهم.
- الصنعة والتكلف بالشعر والألفاظ المزخرفة؛ فلقد تحول الشعر إلى هدف وغاية لتحقيق أغراض الشعراء.
- الركاكة والتقليد والألفة المعتادة، وذلك لأن الكثير من الشعراء تخلّوا عن الشعر العمودي.
- اشتهار البعض بالبلاغة والبديع وكثرة التشبيهات والصور الفنية.
- استخدام التورية، وهي استخدام لفظ له معنيان، أحدهما خفي مقصود والآخر ظاهر غير مقصود.
- استخدام الجناس والطباق بالأبيات الشعرية، والجناس هو استخدام كلمتين لهما نفس اللفظ ويختلفان بالمعنى، وأما الطباق فهو استخدام كلمتين متضادتين بالمعنى ومختلفتين باللفظ.
- استخدام التعليل الحسن، وذلك بأن يذكر الشاعر علّة ما ثم يتبعها بذكر علة أخرى طريفة تناسب الغرض.
- استخدام الاقتباس، فلقد شاع كثيرًا تضمين الشعر بذكر مقتبس من القرآن أو الحديث أو الأقوال.
- اشتهار الكثير من أشعارهم بالبديعية في مدح النبي عليه الصلاة والسلام.
مدح النبي في عصر المماليك
تعرف قصيدة مدح النبي على أنها القصيدة التي تذكر فيها فضائل الرسول عليه الصلاة والسلام ومحاسنه وأخلاقه وتفتخر به بأسلوب شعري يناسبها، وقد تميّز هذا اللون في العصر المملوكي واشتهر به بعض الشعراء، وتتميز قصائد مدح النبي بأنها قصائد صادقة تعبر عن حب نقي ومشاعر صادقة وارتباط روحي وليس فيها تملّق ومصالح شخصية وأهداف كما ببعض قصائد المدح الأخرى، ولعل أشهرها القصيدة المعروفة باسم "البردة" للشاعر البوصيري الذي عاش في تلك الفترة، وتحتوي هذه القصيدة على مواضيع مختلفة من حياة النبي، وفيها 160 بيتًا شعريًا زاد عليها بعض الشعراء فيما بعد، وتقول بعض أبيات القصيدة:
"مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلم مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدم َمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضم فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــم أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــم ما بين منسجم منه ومضطــــــــرم لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ"
ورغم اشتهار هذه القصيدة، إلا أنها لاقت بعض الهجوم؛ لأن البعض رأى ببعض الأبيات تغييرًا لمقصد القرآن، ولجوء للرسول بدلًا من الله، مثل قول الشاعر: "يا أكرم الخلق مالي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم"، وغيرها[٣].
المراجع
- ↑ "الحضارة في عصر المماليك"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرف.
- ↑ "أبرز حصائص الشعر في العصر المملوكي"، الصدى، اطّلع عليه بتاريخ 2-5-2019. بتصرف.
- ↑ "المدیح النبوي في الشّعرالمملوکي"، ديوان العرب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-2. بتصرف.