الفرق بين الرغبة والحاجة في الفلسفة

الفرق بين الرغبة والحاجة في الفلسفة

الفلسفة

تُعد الفلسفة من العلوم الإنسانية القديمة المهمة في حياة الإنسان، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تفسير الظواهر بمنظور يختلف كثيرًا عن المنظور الذي اعتاد الإنسان على النظر به للأشياء، وكلمة الفلسفة كلمة يونانية الأصل وتعني حب الحكمة، وهي علم يُعنى بشكل خاص في البحث عن القيم والأخلاق الإنسانية، وكيف يؤثر ويتأثر بها الإنسان، ومن الأمور التي اهتمت الفلسفة بتفسيرها مصطلحا الرغبة والحاجة، وفي كثير من الحالات قد يحدث خلط بين المصطحلين، ولكن طبعًا يوجد فرق واضح في المعنى الاصطلاحي والدلالي لكلا التعبيرين[١].


الفرق بين الرغبة والحاجة في الفلسفة

الرغبة في الفلسفة تعني الأشياء التي يطمع الشخص بالحصول عليها ويريدها بإصرار شديد، إذ ترتبط الرغبة بالجانب النفسي في الإنسان، فلا توجد رغبات مادية، فهي مجرد مشاعر أو أحاسيس يعبر بها الشخص بأنه يريد أو يطمح للوصول لأمر ما ليحقق في نفسه سعادةً ارتبطت عنده بهذا الأمر، أما الحاجة في الفلسفة، فقد ارتبطت بالجزء المادي في الإنسان، وتدل على الشيء الذي يريده جسم الإنسان ويحتاجه، أي إنه يطلبه ليسد عوزًا جسميًا أو لأداء وظيفة مادية وليس بالضرورة أن تكون الحاجة مرتبطةً بالحب كما في الرغبات التي غالبًا ما تكون نابعةً من حب الشخص للشيء مما نجم عن رغبته به[٢].


الاتزان في الحاجات والرغبات

الإنسان كائن حي يحكمه العقل، وهذا ما يميزه عن الحيوانات، فالحيوانات تسير وفق رغباتها وحاجاتها وما تقودها إليه غريزتها الحيوانية وشهواتها المختلفة، أما الإنسان فيهذب الغريزة ويصون الرغبات والحاجات ويقيسها بمعيار العقل، فهو بذلك يتحكم بها بشكل لا يضر به نفسه ولا يضر من حوله أيضًا[٣].

توجد معايير مختلفة يجب أن يحتكم لها الشخص عند تحقيق رغباته أو الحصول على حاجاته ولا يمكن تجاوزها أبدًا وأهم هذه المعايير ما يأتي:

  • عدم تجاوز الأحكام الشرعية والدينية العامة: فالله عز وجل وضع على هذه الأرض قوانين ودساتير أراد بموجبها تنظيم حياة الناس، ومن أجل هذا هذبت الشريعة الإسلامية كل الرغبات والجاجات، فمثلًا حاجة الإنسان للجنس هذبها الدين بالزواج، وحاجة الإنسان للمال هذبها الله بالعمل والكسب الحلال وهكذا.
  • عدم تجاوز حقوق الآخرين وحرياتهم: فلا يجوز في أي حال من الأحوال أن يسعى الإنسان لتحقيق رغباته وحاجاته على حساب حاجات الناس ورغباتهم أو حتى على حساب أبسط حقوقهم.
  • عدم تجاوز العادات والتقاليد: فالعادات والتقاليد عبارة عن موروثات أخلاقية وصلت إلى الإنسان من تجارب الآباء والأجداد التي عاشوها، وبعد صراع شديد مع الحياة ومع المشاكل ومع رغباتهم وحاجتهم أيضًا وصلوا إليها بالإجماع والاتقاق

غالبًا ما يحدث خلط بين الرغبة والحاجة من حيث الأولوية وضرورة الحصول عليها، ومن خلال التمعن في ما أوردناه من تعاريف نجد أن الحاجة لها الأولوية في التحقق لأن لها تأثيرًا مباشرًا على حياة الإنسان أو على الأقل على سيرها ضمن نسقها الطبيعي، أما الرغبة فهي حاجة نفسية وعدم الحصول عليها يؤثر على الوضع النفسي للشخص ولكنه لا يؤثر أبدًا على حياته.


المراجع

  1. "ارغبة والحاة: الفلسفة"، امبراطورية العلوم، اطّلع عليه بتاريخ 18-04-2019.
  2. "الرغبة والحاجة "، عالم الفلسفة ، اطّلع عليه بتاريخ 18-04-2019.
  3. "الفرق بين الحاجات والرغبات "، الحريري ، اطّلع عليه بتاريخ 18-04-2019.

فيديو ذو صلة :