التقويم
يُعرّف التقويم على أنّه عملية إخضاع الزمن للقياس، من خلال تقسيمه إلى أيام وأسابيع وشهور، وتحتوي التقاويم على أوقات الشروق وأوقات الغروب والعديد من المناسبات الدينية وكذلك مواقيت الصلاة، وقد ظهرت العديد من هذه التقاويم منذ القدم فوُجِد تقويم ميلادي، وتقويم هجري، وتقويم روماني، وتقويم قبطي، وتقويم فارسي، وتقويم صيني، وتقويم إغريقي، وتُحدَّد بداية ونهاية هذه التقاويم من خلال الأجرام السماوية، وقد كان لكل حضارة من الحضارات القديمة تقويم خاص بها، ويمكن القول بأنّ هذه التقاويم جميعها على اختلافها تعتمد إما على الشمس أو على القمر، وتُعدّ التقاويم الميلادية والهجرية أكثر الأنواع استخدامًا في وقتنا الحاضر في كافة أمور الحياة سواءً المدنية أو الشرعية.[١]
التقويم الهجري
هو التقويم الذي يستخدمه المسلمون وخصوصًا في مناسباتهم الدينية، وهو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، إذ اتخذ الخليفة عمر بن الخطاب من هذا اليوم مرجعًا لبداية التقويم الهجري، ويتكون التقويم الهجري من 12 شهرًا قمريًّا، وهذا يعني أنّ السنة الهجرية 354 يومًا، ويكون الشهر في هذا التقويم إما 30 أو 29 يومًا، ولهذا السبب لا يتزامن التقويم الميلادي مع التقويم الهجري، أمّا شهور التقويم الهجري فتكون كما يأتي:[٢]
- محرّم: وهو الشهر الأول من شهور السنة الهجرية، سُمّي بهذا الاسم لأنّ القتال قد حُرِّم فيه، وهو أحد الأشهر الحرم.
- صفر: وهو الشهر الثاني، وسُمّي بهذا الاسم لأنّ مساكن العرب كانت تخلو من السكان بسبب الحروب، إذ كان العرب يخرجون لغزو القبائل فيه.
- ربيع الأول: وهو الشهر الثالث، وسُمّي بهذا الاسم بسبب تسميته التي صادفت حلول فصل الربيع.
- ربيع الثاني: وهو الشهر الرابع، وسُمّي بذلك لأنّه جاء في الربيع، ولأنّ العرب كانوا يخرجون خلاله ليرعون العشب.
- جمادى الأولى: وهو الشهر الخامس، سمي بهذا لأنّه جاء في فصل الشتاء إذ تجمد الماء لديهم، وقد كان يُسمى باسم جمادى خمسة.
- جمادى الآخرة: وهو الشهر السادس، وسُمّي بهذا بسبب وقوعه في فصل الشتاء أيضًا، وقد كان يُسمى جمادى ستة.
- رجب: وهو الشهر السابع، ويعدّ من الأشهر الحرم، سُمّي بهذا الاسم نسبةً إلى نزع السلاح دون قتال، إذ إنّ كلمة رجب تعني التوقف عن القتال.
- شعبان: وهو الشهر الثامن، وهو الشهر الذي يسبق رمضان ولذلك فإنّ الناس يخرجون ويتشعبون خلاله طلبًا للماء.
- رمضان: وهو الشهر التاسع، وفيه يكون الصوم عند المسلمين، وسميّ بذلك نسبةً إلى الحر الشديد وشدة الشمس فيه، إذ إنّ كلمة رمضان تأتي من الرمض.
- شوال: وهو الشهر العاشر وفيه عيد الفطر، وسُمّي بذلك بسبب شولان النوق فيه وهو بمعنى جفاف لبنها.
- ذو القعدة: وهو الشهر الحادي عشر، وهو من الأشهر الحرم، وفيه قعد العرب عن غزوهم وترحالهم، وبذلك يكونوا قد توقفوا عن طلبهم للكلأ والميرة.
- ذو الحجة: وهو الشهر الثاني عشر والأخير وهو من الأشهر الحرم، وفيه يذهب الناس لأداء مناسك الحج وبعده يكون عيد الأضحى.
يجتهد أعداء الدين الإسلامي في إلغاء شعائر هذا الدين ومن ضمنها التقويم الهجري، إذ إنّ الدين لا يبقى إلا ببقاء شعائره المختلفة وإظهارها، وقد حدثت مساومة قديمة على هذا التقويم وخصوصًا عندما طلبت الدولة العثمانية المساعدة من فرنسا وألمانيا وإنجلترا وقبلوا ولكن بشروط كان من ضمنها إلغاء التقويم الهجري في الدولة العثمانية.[٣]
التقويم الميلادي
سمّي التقويم الميلادي بهذا الاسم نسبةً إلى سنة ميلاد السيد المسيح عليه السلام، وتعتمد معظم الدول ومنها العالم العربي والإسلامي على التقويم الميلادي في كافة تعاملاتها التجارية والسياسية والاقتصادية والتعليمية والحياتية، والقليل من الدول لا تستخدم هذا التقويم ولكنّها تكون قد سمعت به نتيجةً لوجود بعض المناسبات الدينية المرتبطة به،[٤] أمّا أشهر التقويم الميلادي فتكون كما يأتي:[٥]
- كانون الثاني (يناير): وهو الشهر الأول من السنة، وسمّي بذلك نسبة إلى الثبوت والاستقرار، إذ أنّه مشتق من الجذر كَنَّ والذي يعني القاعدة، وقد كان الناس ينقطعون فيه عن أعمالهم ويستقرون في البيوت.
- شباط (فبراير): وهو الشهر الثاني، وسمّي بذلك نسبةً إلى الرياح الكثيرة التي تحدث فيه، وهو مأخوذ من الجذر شَبَطَ والذي يعني الضرب أو الجلد.
- آذار (مارس): وهو الشهر الثالث، وسمّي بذلك نسبةً إلى الهدير والسيول والعواصف، إذ إنّ هذا الاسم مشتق من الجذر هَدَرَ، ولذلك فقد سمّي هذا الشهر بآذار الهدّار.
- نيسان (إبريل): وهو الشهر الرابع، وسمّي بذلك نسبةً إلى الاعتدال الربيعي الذي يحدث خلال هذا الشهر والعودة إلى الطبيعة الخلابة، ويأتي اسم نيسان بمعنى البدء والتفتح.
- أيار (مايو): وهو الشهر الخامس، ويأتي بمعنى النور والدفء خلال فصل الربيع.
- حزيران (يونيو): وهو الشهر السادس، وسمّي بذلك لأنّه شهر الحصاد، وهو لفظ في اللغة السريانية يعني السنابل والحصاد.
- تموز (يوليو): وهو الشهر السابع، ومعناه ابن الحياة، وسمي بذلك نسبةً إلى الإله السومري الذي يموت بسبب الحر الناتج عن فصل الصيف.
- آب (أغسطس): وهو الشهر الثامن، وسمّي بذلك نسبةً إلى موسم جمع الثمار، إذ تعني كلمة آب النبات والكلأ كما وتعني الثمار الناضجة.
- أيلول (سبتمبر): وهو الشهر التاسع، والذي كانت تُقام فيه المناحات على موت الإله تموز، إذ تأتي كلمة أيلول بمعنى الصراخ والعويل.
- تشرين الأول (أكتوبر): وهو الشهر العاشر، وهو بمعنى شرع، إذ يشرع الناس خلاله بحرث الأرض وزراعتها قبل بدء شهر كانون.
- تشرين الثاني (نوفمبر): وهو الشهر الحادي عشر من شهور السنة الميلادية.
- كانون الأول (ديسمبر): وهو الشهر الثاني عشر من شهور السنة الميلادية.
المراجع
- ↑ د. بشير مرزوق (18-05-2018)، "ما فائدة التقاويـــم؟؟"، www.al-sharq.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما هـو التقويم الهجري أو التقويم الإسلامي الذي يغفله الكثير منا .!"، www.paldf.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2019. بتصرّف.
- ↑ أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (11-07-2016)، "التاريخ الهجري شعيرة إسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2019. بتصرّف.
- ↑ عمرو عطية (11-11-2016)، "ما هو أصل التقويم الميلادي وما الفرق بينه وبين التقويم الهجري؟"، www.ts3a.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2019. بتصرّف.
- ↑ سليم مطر (16-05-2012)، "اسماء الاشهر الميلادية، لنبقي على تسميتها العراقية الشامية"، www.ahewar.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-04-2019.