بحيرة ريتبا

البحيرات الوردية

لم يعد اللون الأزرق حكرًا على البحيرات، بل أصبح اللون الوردي يطغى عليها، وتنتشر حول العالم خمس بحيرات وردية على الأقل، وقد ساهمت هذه البحيرات برسم الدهشة على وجوه العلماء لفترة طويلة، ومن أبرز البحيرات الوردية المنشرة حول العالم بحيرة هيلير الممتدة في الجزء الغربي من دولةِ أستراليا على مقربةٍ من مدينة إسبيرانس، ويُشار إلى أن السر الكامن خلف ذلك وفق ما أكده العلماء هو الطحالب والبكتيريا غير الضارة، وما زاد من حدة الدهشة عدم اختلاف لون البحيرة نهائيًا حتى وإن نُقلت مياهها لمكانٍ آخر أو حتى لو حُفِظَت بوعاء، كما أن هناك العديد من البحيرات حول العالم منها بحيرة داستي روز في الأراضي الكندية وبحيرة سالينا دي تورفايجا في إسبانيا، كما تتواجد أيضًا بحيرة ريتبا في السنغال بلونها الوردي، وبحيرة مارسازير في أذربيجان، وفي هذا المقال حديث عن بحيرة ريتبا[١].


بحيرة ريتبا

يُطلَق عليها لقب البحيرة الوردية أو بحيرة روز، وتأتي هذه الألقاب تبعًا للون الوردي الذي يطغى عليها جليًّا تحديدًا في موسم الجفاف نظرًا لارتفاع منسوب الملح في مياهها كثيرًا؛ إذ تُوازي بذلك نسبة ملوحة البحر الميت، بالإضافة إلى وجود الطحالب الحمراء دنيلا سالينا فيها، ومن المتعارف عليه أن هذه الطحالب تعتمد في إنتاجها للطاقة على صبغةٍ حمراء مستمدة من ضوء الشمس، وتجتمع الأسباب وتتعدد فتجعل مياه البحيرة ورديةً[٢].


تحتل بحيرة ريتبا موقعًا في الجزء الشمالي من منطقةِ شبه جزيرة كاب فير في قلبِ دولة السنغال الكائنة في شمال شرق قارة أفريقيا[٣]، تحديدًا إلى الجهةِ الشمالية الشرقية بالنسبةِ لدِكار عاصمة السنغال، وتحظى البحيرة بأهمية كبيرة في البلاد ويتجسد ذلك بالأنشطة المعتمدة على جمع الملح واستغلاله، ويرجع تاريخ هذه الأنشطة لعدةِ قرونٍ منصرمة، وقد انضمت لقائمةِ اليونيسكو المؤقتة منذ عام 2005 ضمن قائمة البحيرات الوردية[٤].


وصف بحيرة ريتبا

تمتد بحيرة ريتبا لمسافةٍ تتجاوز ثلاثة كيلو متراتٍ مربعة، تكثر فيها الطحالب والبكتيريا المفيدة وتمنحها أيضًا اللون الوردي، وهي بكتيريا لديها القدرة الخارقة على إنتاج مادة صبغية ذات لونٍ أحمر على الطحالب النامية في البحيرة؛ فتزيد من تكاثرها وتتلون المياه باللون الوردي وفقًا لخبير البكتيريا في جامعة باث "مايكل دانسون"، وتُشير المعلومات إلى أن هذه البحيرة تتخذ لونًا أرجوانيًا خفيفًا مائلًا أكثر للوردي[٥].


الاقتصاد في بحيرة ريتبا

تلعب بحيرة ريتبا دورًا هامًا في صناعة الملح، إذ يحرص أهالي المنطقة على العمل لعددِ ساعات عمل تصل إلى 7 ساعاتٍ على الأقل في اليوم الواحد لجمع الملح، وتُقدَّر نسبة الملح في مياه بحيرة ريتبا بنحو 40 %، ويُستخدّم الملح عادةً في الحفاظِ على البشرة وحمايتها من مشاكل البشرة وغيرها[٢].


السياحة في بحيرة ريتبا

تُعد بحيرة ريتبا من المناطق السياحية التي تستقطب عددًا كبيرًا من السياح إليها، إذ يتوافد العديد من هواة التصوير عالميًا إليها لالتقاط الصور الفريدة من نوعها، كما أنها رقعة جغرافية مثالية لهواة التخييم وقضاء ليلة في محيط البحيرة، وتوجد الكثير من الأنشطة السياحية التي من الممكن ممارستها في هذه المنطقة، منها علاج العديد من الأمراض بواسطة مياه البحيرة وأملاحها؛ إذ تدخل في تركيبتها العديد من المواد المعدنية المفيدة في التخلص من الأمراض الجلدية وأمراض العظام، كما أنها مفيدة لعلاج الامراض القلبية.


تنفرد السباحة في بحيرة ريتبا بأنها سهلة جدًا نظرًا لارتفاع منسوب الأملاح فيها، كما يمكن لزوار المنطقة الانطلاق على متن القوارب في جولةٍ حول البحيرة والاستمتاع بمنظر الغروب الرائع والمميز في قلب البحيرة[٣].


المراجع

  1. "5 بحيرات وردية اللون حول العالم! اكتشفيها معنا"، أنا زهرة، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أسماء سعد الدين (4-8-2013)، "بحيرة ريتبا"، المرسال، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "بحيرة ريتبا لاك روز في السنغال"، سائح، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
  4. "بحيرة ريتبا"، archiqoo، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.
  5. "بحيرة ” ريتبا أو روز ” بحيرة وردية تشعُر وكإنها كوب حليب ممزوج بالفرولة !!"، ثقف نفسك، اطّلع عليه بتاريخ 3-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :