التربة
تختلف التربة في تكوينها وتركيب جزيئاتها وفقًا لنوعها، وتُعرف بأنها المواد العضوية وغير العضوية الموجودة على سطح الأرض والتي توّفر المكان لنمو النباتات، والمواد غير العضوية تتضمن الصخور والمعادن، أما المواد العضوية فهي التي تأتي من الكائنات الحية بعد موتها وتحللها في التربة؛ لتمدّها بالمغذيات. تجري عمليات عديدة للتربة كعملية التجوية الميكانيكية أو الكيميائية، إذ يجري من خلالها تفتيت الصخور إلى قطع صغيرة لتختلط مع مكونات التربة العضوية؛ كما تعد التربة مهمةً لاستدامة النظام البيئي؛ لأنها تعمل كوسيط طبيعي لنمو الغطاء النباتي، وسنقدم في هذا المقال بعض مشاكل التربة ومظاهر تدهورها[١].
انحلال التربة
انحلال التربة أو تدهور الأراضي هو عبارة عن مفهوم تأثر قيمة البيئة البيوفيزيائية بشيء أو أكثر من إجمالي العمليات والتصرفات التي يقوم بها الإنسان في التربة، ومما لا شكَّ فيه أنَّ عملية تدهور الأراضي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بجميع الممارسات السلبية التي يقوم بها الإنسان، أي أن الأنشطة البشرية تؤثر بشكلٍ غير مباشر على الظواهر المختلفة مثل: الطوفان وحرائق الغابات، وحسب الدراسات والأبحاث فإنَّ مساحة الأراضي الزراعية المتدهورة في العالم تُشكِّل حوالي 40% من إجمالي مساحة الأراضي.
مظاهر تدهور التربة
يُعد موضوع تدهور الأراضي من القضايا الهامة في القرن الواحد والعشرين لما له من تأثير سلبي على الإنتاجية الزراعية والبيئية، فضلًا عن تأثيره على الأمن الغذائي والحياتي، وتوجد العديد من مظاهر تدهور التربة كما يأتي:
- انخفاض إنتاجية بعض الأراضي بنسبة 50% بسبب تآكل التربة وتعرضها للتصحر، فقد ورد عن القارة الإفريقية أنها خسرت نسبةً مقدارها 8.2% من إجمالي الأرباح بسبب تآكل التربة بنسبة تتراوح ما بين 2 إلى 40%، كما تقدَّر الخسارة السنوية الإنتاجية في المنطقة الجنوبية الآسيوية بحوالي 36 مليون طن من الحبوب، ويُكافئ ذلك ماديًا حوالي 5400 مليون دولار أمريكي، كما تشير التقديرات إلى أنَّ إجمالي التكلفة السنوية الناتجة عن التآكل من الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية يبلغ حوالي 44 مليار دولار أمريكي سنويًا، ويقدَّر ذلك بحوالي 247 دولارًا أمريكيًّا لكل هكتار من المراعي والأراضي المزروعة.
- تسارع تعرية التربة عند تعرضها للرياح الطبيعية والمياه، فضلًا عن تحمض التربة أو تقلونها، وتملحها، وتدمير بنيتها التي تعتمد أساسًا على المواد العضوية الموجودة فيها.
- اختفاء أنواع من النباتات والحيوانات، أي انقراض أنواع مختلفة من النباتات القليلة.
- إلحاق الضرر بالثروة السمكية، فضلًا عن هجرة أعداد كبيرة من الطيور النافعة للبيئة والإنسان، والإضرار بالشعب المرجانية التي تؤثر على الجذب السياحي المرتبط بالثروة السمكية.
- نقص المواد الغذائية اللازمة لبناء الإنسان ونموه.
أسباب تدهور التربة
تُوجد العديد من الأسباب المرتبطة بتدهور التربة، وأهمها ما يأتي:
- التصحر: يُعد التصحر من الأسباب الأساسية المؤدية لتدهور التربة، والتصحر ظهر منذ زيادة عدد البشر، وسعيهم نحو التوسع والبناء، وبعدما كان الإنسان القديم يسعى إلى زيادة الأراضي الزراعية، ويُحاول تحويلها من أراضٍ غير صالحة للزراعة إلى أراضٍ صالحة للزراعة إلا أنَّ ذلك باء بالفشل، وتصحرت الأراضي بفعل الكثير من العوامل مثل: زيادة عدد البشر، وتحويل الأراضي إلى مبانٍ يسكن فيها الناس.
- استخدام المبيدات الزراعية: تُعد المبيدات الزراعية ثاني أسباب تدهور التربة، وقد ظهرت العديد من المبيدات الضارة في بداية القرن التاسع عشر لا سيما عندما ظهرت الحروب، وخلفت حولها الكثير من الآفات والحشرات التي ظهرت بوضوح في التربة الزراعية، وبصورة أخرى تركت تلك المبيدات أثرًا سلبيًا على التربة، وأدَّت إلى تدهورها، وانعدامها.
- المواد المشعة والمعادن الثقيلة: تُعد المعادن الثقيلة والمواد المشعة من العوامل التي تؤدي إلى تدهور التربة بسبب وجود عناصر سامة فيها، والأصعب من ذلك أنه لا يُمكن حل تلك المشكلة بأي شكل من الأشكال، أي أنَّ التربة التي تتواجد فيها مواد مشعة ومعادن ثقيلة لا تصلح نهائيًا للزراعة بسبب تدمرها وتدهورها.
المراجع
- ↑ "What is Soil? - Definition, Structure & Types", study, Retrieved 28-4-2020. Edited.